فلنجعل مكة والمدينة خاليتين من التدخين

أشد ما يؤلمني منظر المدخنين حول الحرمين الشريفين في مكة والمدينة وهما أطهر بقعتين وأغلى مكانين على قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم فكيف تطاوع الإنسان نفسه أن يدخن بالقرب منهما؟
لا أشك في أن كل المسلمين من حجاج، ومعتمرين، وزوار يتعاملون مع الحرم المكي في مكة المكرمة، والحرم المدني في المدينة المنورة بمنتهى الاحترام والتقدير, ويحرصون على نظافتهما لكن تجد بعض المدخنين ما إن يخرجوا من الحرمين إلا ويبادروا بإشعال السيجارة وهم على بعد خطوات قليلة من الحرمين الشريفين.
ومن هذا المنبر. فإنني أدعو إلى منع التدخين في جميع الأماكن العامة، والشوارع، والمركبات في مكة المكرمة والمدينة المنورة حفاظا على سلامة البيئة في هاتين المدينتين المقدستين، ولا يخالجني أدنى شك أن هذه الدعوة ستجد الدعم من المواطنين والمسؤولين على حد سواء.
إن الله سبحانه وتعالى قد شرفنا بخدمة الحرمين الشريفين فلا أقل من أن نحرص على سلامتهما الخارجية وعلى نظافة البيئة في المدينتين الطاهرتين اللتين تحتضنانهما, وإذا كان منظر المدخنين الكبار يؤلمني، فإن ألمي يصبح أشد عندما أرى شبابا صغارا يدخنون. لقد تفشى وباء التدخين وسط شبابنا الصغار بل ووسط بعض الأطفال أيضا مما يستلزم وقفة سريعة لمعالجة الوضع قبل أن يستفحل، وأرى والحال هذه أن نقوم باتخاذ خطوات عملية للسيطرة على هذا الوضع المؤلم، كما يجب أن نفعل كل ما نقدر عليه لعدول الناس عن التدخين.
ويجب علينا أن ندعم أي حملة ضد التدخين وأن ندعو تجار التجزئة والبقالات لعدم بيع السجائر والتبغ لكل من يقل سنه عن 18 عاما. وإذا استطعنا أن نقنع الشباب بعدم التدخين فإننا نكون قد كسبنا نصف معركتنا ضده.
والحقيقة التي لا جدال فيها أن التدخين ضار بالصحة، لكن الموضوع المهم الآن هو ليس ضرر التدخين على المدخنين فهذا شيء معروف، لكن ضرره على المدخنين الثانويين أو السلبيين وهم أولئك الناس الذين يجالسون المدخنين فقد ثبت من خلال الدراسة أنهم يتضررون أيضا.
ومن الظواهر المبشرة بالخير ما قامت به أخيرا صناعة التبغ في الشرق الأوسط ممثلة في الصناع والموزعين الذين بدأوا حملة نشطة من المطبوعات والملصقات والإعلانات التي تهدف إلى إقلاع الشباب عن التدخين وستكتمل هذه الحملة، بإذن الله، إذا توجه الخبراء والمختصون إلى المدارس لإلقاء المحاضرات وعرض الأفلام التي توضح خطر هذا السم.
إن المعلومات عن خطر التدخين متوافرة بكثرة وبعضها مفزع، وبالتالي فإنه يمكن الاستفادة من هذه المعلومات لإثناء الأطفال عن التدخين الذي هو أساسا عادة ذميمة يصعب التخلي عنها، ولهذا فمن الأفضل عدم الاقتراب منها منذ البداية.
وتقع على الآباء مسؤولية كبيرة في هذا الشأن إذ ينبغي عليهم مراقبة أبنائهم ومحاولة إبعادهم عن الاقتراب من التدخين, وعدم ممارسة هذه العادة أمامهم ومراقبة أصدقائهم على وجه الخصوص إذ ثبت من خلال الأبحاث والدراسات أن الأطفال يتأثرون بتصرفات والديهم فيا ليتنا نتصرف تصرفا حكيما.
 
رئيس تحرير "عرب نيوز"

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي