تحديات سوق الأسهم

<p>&nbsp;<a href="mailto:[email protected]">alsehali@ksu.edu.sa</a></p>

إن ما حدث في سوق الأسهم خلال الشهرين الماضيين يفرض علينا تشخيص التحديات المستقبلية التي سيواجهها سوق الأسهم السعودي. ولعل أقوى هذه التحديات ـ في اعتقادي - يتمثل في إعادة الثقة في السوق، تطوير نظم المعلومات المتاحة بما في ذلك الإعلام الاقتصادي، توفير آليات لحماية صغار المستثمرين، وأخيراً تنظيم الاكتتابات الأولية بما فيها تحديد علاوة الإصدار. وحيث إن إعادة الثقة تحتاج إلى قرارات هيكلية على المستويات السياسي والاقتصادي والمعلوماتي مما يصعب الحديث عنها في مقالة موجزة، فسوف نركز اليوم على جزئية بسيطة في المعلومات والمتعلقة بالإعلام الاقتصادي. أما التحديات الأخرى فسوف نؤجل الحديث عنها إلى مقالات مقبلة.
والواقع أن من أبرز المشاكل التي يعاني منها سوق الأسهم السعودي غياب الإعلام الاقتصادي المتخصص، ونتيجة لذلك فقد كان التأثير الإعلامي خلال السنتين الماضيتين أحد أسباب الواقع الذي يعيشه السوق حالياً فالإعلام الاقتصادي كان جزءا من الإعلام العام الذي لم يستطيع إلا أن يتخبط ويجاري طفرة سوق الأسهم دون وجود رؤية واضحة. والدليل على ذلك هو الكم الهائل من الكُتاب غير المتخصصين الذين بدأوا يختفون عند حلول الأزمة. فالإعلام الاقتصادي يعتبر، وبلا شك، إحدى الوسائل التي تساعد على رفع كفاءة السوق وتوعية المستثمر، وكلما كان الإعلام ذا مصداقية وجودة كلما انعكس ذلك على القرار الاستثماري. وهنا تكمن خطورة الإعلام الاقتصادي عندما يصدر من جهات غير مؤهلة وغير متابعة للأحداث الاقتصادية سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي. ومن هذا المنطلق فإن المرحلة المقبلة تستدعي ملء هذه الفجوة وتقديم ما يساعد المستثمر العادي على ترشيد قراراته من خلال النظرة التحليلية المتخصصة لأحداث السوق.
ولعل أهم النقاط التي يجب أن يركز عليها في مجال الإعلام الاقتصادي (المسموع والمقروء) الحرص على الاحترافية الإعلامية وخصوصاً التجرد من المصالح الشخصية. فالمؤسسات الإعلامية من المفترض أن تعمل على إتاحة الفرصة بل والبحث عن المتخصص الكفء ذي الطرح الهادف بغض النظر عن الاتفاق مع طرحه. كما أنه من الضروري توظيف الكفاءات المتخصصة التي تساعد على تبيان الحقيقة للمستثمر ونقل الصورة الحقيقية للشركات. ومن ذلك أيضاً ضرورة رفع الثقافة الاقتصادية للعاملين في المؤسسات الإعلامية من خلال الدورات التعليمية وحلقات النقاش الاقتصادية المتخصصة. وأخيراً فإن القارئ الكريم يجب ألا يحكم على مصداقية الإعلام من خلال قدرة الإعلام على تحريك المشاعر بل من خلال صدق التنبؤ واستشراف المستقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي