النقص الذي يعتري المكلفين (2)

لما كانت المرأة تتغلب عاطفتها على عقلها كثيرا قدم عليها الرجل في الأعمال التي تستدعي العقل وتستبعد التأثير العاطفي.
ومع ذلك فإن المرأة مقدمة على الرجل في الحضانة لشفقتها ورقتها، وهذه حكمة ربانية أن أودع الرجل كمالا عقليا ونقصا عاطفيا، وهي تتفاوت بين بني البشر، وأودع المرأة كمالا عاطفيا ونقصا عقليا، وهذه مشيئة الخالق البارئ، فتبارك الله أحسن الخالقين.
وقد يكون النقص ماليا وصاحب هذا النقص وصف في الشريعة بأنه معسر، قال تعالى: "وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة"، والإعسار المالي عذر شرعي له أثر في تخفيف الأحكام على المعسر، واختلف في ضابط العسر والفلس، فقيل المفلس هو الذي يحل له أن يأخذ الصدقة ولا تجب عليه الزكاة، والمعسر يجب إنظاره إلى ميسرته. وجاء في الحديث "من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله". أخرجه مسلم من حديث عبادة بن الصامت.
وعن أبي قتادة, رضي الله عنه, قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم, "مَن نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة" رواه مسلم، والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
وقد اعتبرت الشريعة الإعسار المالي عذرا يجلب التخفيف للمعسر فيما عليه من حقوق مالية أوجبها الله، سواء كانت في العبادات كالزكاة والحج والأضحية ونفقة الجهاد أو في العقوبات مثل الكفارات والهبات أو عوضا عن غير مال مثل النفقات الواجبة على الزوجة والأقارب.
مر في العصور الماضية أن طائفه من المكلفين سُلب عنهم وصف الحرية وهم الأرقاء والرق عجز حكمي يلحق بالإنسان, فعليهم ما على الأحرار من العبادات، إلا أنه حُط عنهم لأجل النقص الذي لحقهم في بعض الواجبات مثل الجمعة والعيدين والجماعة والاعتكاف والولاية والزكاة والحج والعمرة والأضحية، كما حط عنهم نصف العقاب إذا ما ارتكبوا ما يوجب العقاب مراعاة لمصلحة أسيادهم وهذا من التخفيف عنهم الذي جاءت به الشريعة ليتوافق مع حالهم ونقصهم عن كمال التصرفات.
أسأل الله أن يفقهنا في دينه ويثبتنا عليه إلى الممات.
إلى الملتقى والسلام عليكم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي