سعودية تنال إعجاب العالم بـ 1000 ريال!
الكفاح والإرادة وحدهما هما اللذان يكسبان من يحظى بهما المجد والعز والعفة عن الناس، هذا مثال صارخ ينطبق على قصة تلك السيدة السعودية التي نشرت الصحف خبراً عنها، وقصة هذه المرأة من القصص النادرة التي تثبت أن لا يأس مع الحياة، ولا استحالة مع الإصرار والطموح، خاصة للمرأة السعودية التي تواجه تحدياً صعباً في الوفاء بمتطلبات ورفاهية الحياة اليومية التي دائماً ما تظل بعيدة المنال في مثل ظروف عصرنا الراهن.
"جمعة" هي سيدة سعودية واجهت تحديات وويلات الحياة الاجتماعية بمختلف ألوانها، أبت إلا أن تكون نموذجاً فريداً ليس من السهل تكراره، وزرعت من قرض لا يتجاوز ألف ريال! (مع طفرة الصناديق التنموية والتمويلية!) البسمة والسعادة في هذه الأسرة التي كانت تنظر في الأفق لعل هذا النمو الاقتصادي أن يشملها بالرفاهية والاستقرار، غاب عن بال هذه السيدة في ظل محدودية الدخل للعائل الأول وعدم قدرته على الوفاء بمتطلبات حياة هذه الأسرة المكونة من أكثر من (11) فردا براتب لا يتجاوز 1900 ريال، لا يكاد يكفي فواتير الخدمات! غاب عن بالها أن الطموح والإصرار كفيلان بإيجاد الحياة الكريمة لها مهما صارت الظروف ومهما وجدت العراقيل.
تحية إعجاب وتقدير لهذه السيدة، ولو كان الأمر بيدي لما اكتفيت بجائزة "سنابل" العالمية التي نالتها عن المشاريع متناهية الصغر في العالم العربي، ولكنت منحتها أعلى وسام وجائزة من الدولة للمرأة السعودية الناجحة كدليل على أحقيتها بالتكريم من مجتمعنا ومن هيئاتنا ومؤسساتنا الاجتماعية، فهذه خير سفيرة وخير نموذج يجب أن يحتذى به، فمع أميتها، أبت أن تكون عالة على المجتمع تعيش على حسنات أهل الخير، وبنت لأسرتها بهذا القرض الضئيل بيتاً من العز والشموخ تستظل به وأطفالها من شمس المجتمع وبرده اللذين لا يرحمان! وكونت لها اسماً وصوتاً نسائياً يفتخر به في وقت تواجه فيه المرأة منعطفاً مهما للحصول على حقوقها الشرعية..
وفي الأخير أهمس في أذن كل من حُمل مسؤولية صناديق الإقراض الحكومية والخاصة.. هل الألف ريال الذي نقل هذه الأسرة من غياهب الفقر والضياع إلى كرامة العيش والاستقرار، لا يستحق قيمته؟ هذا إذا كان هذا القرض بفوائد كما هو في البنوك التجارية. وهل عجزت هذه الصناديق والبنوك أن تقدم قروضاً بمستوى الألف ريال ! ليكون هو الفرصة لإنقاذ آلاف الأسر التي تواجه ما واجهته أسرة "جمعة"؟
أو أن الألف ريال مكانه أرصدة البنوك وجيوب الأغنياء، لرفع حجم أرقام حسابات تتضاعف بشكل كبير لا تترك لمالكها فرصة حتى بالتفكير في دفع الزكاة؟