دوري ناشئي الطائرة في دائرة مفرغة
في كل أنحاء العالم معروف أن المسابقات الرياضية تنظم لتحقيق هدف وهو الارتقاء بالألعاب وخلق المنافسة من خلال وضع مغريات أمام الفرق تتنافس من أجل الوصول إليه, وهذا حاصل لدينا في معظم الألعاب في مختلف الدرجات, الاستثناء الذي أعرفه هو دوري الناشئين في الكرة الطائرة, هذا الدوري ينظم منذ سنوات دون هدف كالصعود إلى الدرجة الأولى أو الممتاز، كما هو حاصل في درجة الشباب للكرة الطائرة، حيث يصعد الفريقان الفائزان ببطولة السعودية إلى دوري درجة الشباب لأندية الممتاز، لقد فقدت الأندية الحماس لتكون فرق الناشئين في الكرة الطائرة لأن النهاية معروفة كأس وميداليات ويعود الفريق مرة أخرى السنة المقبلة إلى الموال نفسه.
لا أجد تفسيرا حتى الآن لعدم قيام اتحاد الطائرة بتصنيف الممتاز للناشئين ليكون ذلك حافزا للأندية للتطلع للصعود للممتاز بدلا من الدوران في حلقة مفرغة، سألت منذ عامين أحد أعضاء اتحاد الطائرة عن السبب؟ فقال لي: إن السبب هو عدم قدرة الاتحاد على الأعباء المالية التي تترتب على وجود دوري ممتاز للناشئين. وأعتقد أن الأعباء المالية دائما تكون حجة من لا حجة له، فالدنيا بخير ولدينا نعمة يحسدنا عليها الكثير، لكنها تحتاج إلى حسن التدبير, منذ زمن ليس بالقصير وأنا أتابع دوري الناشئين للكرة الطائرة سواء على مستوى المكاتب الفرعية أو على مستوى المناطق، فأرى كل عام الفرق نفسه لم تتغير فعلى مستوى منطقة الرياض أرى أندية الهلال، الرياض، والشباب، تأتي بإمكانياتها الكبيرة سواء المادية أو الفنية أو اللاعبون فتكتسح بقية الفرق الأقل إمكانيات، وهكذا كل عام مما قتل الطموح لدى بقية الأندية لعلمها مسبقا أنها ستقابل الهلال أو الرياض أو الشباب، لكن لو كان الاتحاد أوجد دوري للممتاز لناشئي الطائرة لصعد فريقان أو أكثر وأتيحت الفرصة لبقية الأندية لمنافسة متكافئة، كما أن هناك خللا كبيرا في طريقة تأهل الأندية لهذه المسابقة، ولغيرها من المسابقات حيث يتأهل لبطولة السعودية فريق من المكتب الرئيسي الذي تزيد أنديته على عشرة ويتأهل فريق واحد من المكتب الذي تقل أنديته عن عشرة, وهذا فيه إجحاف في حق الكثير من الأندية التي تتبع لبعض المكاتب. فمثلا مكتب منطقة الرياض يتعبه نحو 40 ناديا ولا يصعد منها لبطولات السعودية إلا اثنان, بينما مكاتب أخرى يتبعها خمسة أندية يصعد منها ناد واحد! وهذا طبعا ظلم واضح لمن يقع في تبعية مكتب مثل مكتب الرياض، والمفترض أن تكون الحسبة عادلة بحيث يكون التأهل بناء على عدد الأندية بغض النظر عن المكتب بحيث يصعد عن كل خمسة أندية ناد واحد وبذلك تكون الفرصة متساوية للجميع.
المشكلة التي لمستها أن المسؤولين في الاتحادات والمكاتب ينظرون إلى هذه المسابقات على أنها عمل رسمي عليهم أن ينتهوا منه في أسرع وقت ليتفرغوا لدوري الدرجة الأولى والمنتخب، أما فئة الناشئين والشباب ومسابقاتهم فهي آخر ما يفكرون فيه, وإلا لما استمر الإصرار على بطولة السعودية للناشئين للكرة الطائرة بهذا الشكل الذي يقتل الطموح لدى الأندية. لذلك برز عندنا ضعف واضح في المنتخبات السنية (الناشئين والشباب) في معظم الألعاب والدليل تردي نتائجها حتى على مستوى الخليج العربي ينبغي على المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكذلك الاتحادات الرياضية إعادة النظر في طريقة تنظيم مسابقات بعض الألعاب للدرجات السنية بالشكل الذي يجعلها مجالا للمنافسة وخلق الطموح لدى جميع الأندية لكي تبذل وتعطي عندما توضع أمامها أهداف أكبر من الكأس والميداليات لتتخطى ذلك إلى الصعود والوصول إلى دوري الدرجة الأولى أو الممتاز بدلا من الدوران في حلقة مفرغة.