بعد الرباعية إلى أين نسير؟

بنهاية مباريات الدورة الرباعية يبقى من فترة إعداد المنتخب السعودي لكأس العالم ما يزيد قليلا على أربعة أشهر وهي فترة ملائمة للوصول إلى أفضل مستوياتنا لننافس منتخبات العالم في البطولة المقبلة، وبالرغم من الجهود الكبيرة التي تقدمها القيادة الرياضية واللجان العاملة للوصول إلى أفضل إعداد إلا أن الانتقادات غير المبنية على معطيات حقيقية ما زالت مستمرة لإحباط كل عمل جيد، وما يصيب بالحسرة ادعاء البعض أنهم شركاء في نجاح المنتخب وبرامجه وهم في الحقيقة أول معاول الهدم، وأتساءل: كيف تأتي هذه الشراكة ومن يتحدث إلى الجماهير من خلال الإعلام لا يعرف متى وكم عدد أيام "فيفا"، ويشكك في أن المنتخبات التي لعبت مع المنتخب السعودي نقضت الاتفاقات وحضرت بدون لاعبيها الدوليين؟ أيام "فيفا" في حقيقة الأمر يوم واحد هو الأول من آذار (مارس) وسيلعب المنتخب السعودي مع منتخب البرتغال و هو منتخب أوروبي أقرب ما يكون لمنتخبي إسبانيا وأوكرانيا وسيلعب المنتخب هذه المباراة في أوروبا ليتعود اللاعبون على اللعب خارجيا، كما سيلعب المنتخب أكثر من خمس مباريات مع منتخبات قوية خارجيا خلال الأسابيع الستة التي تسبق انطلاق النهائيات تتخللها معسكرات مركزة لتحقيق أهداف مدروسة خطط لها قادة الرياضة بكل حرص ودراية ومتابعه على مدار الساعة.
أعود للدورة الرباعية التي حققت أهدافها الرئيسية، حيث أوضحت لباكيتا ماهية المنتخب السعودي ولاعبيه وإمكاناتهم التكنيكية والتكتيكية بصورة أكبر مما يعرفه عن اللاعبين كمنافسين لناديه إبان إشرافه على الهلال، وأرى أن اختياره اللعب مع منتخبات أقل من مستوى المنتخب السعودي مهم جدا للتعرف على استجابة اللاعبين لتطبيق التكتيك مع لاعبين مجتهدتين في المنتخبات المنافسة قبل التحول إلى تطبيق خطط اللعب النهائية في المعسكرات المقبلة، ولأن مباراة البرتغال بعد خمسة أسابيع وهي مباراة مهمة في الإعداد فإن المباريات المتوالية قبلها ستساعد في الوصول إلى أفضل تشكيل لتلك المباراة.
شخصيا أرى أن عودة نواف التمياط القوية وظهور محمد العنبر قبل إصابته بمظهر المهاجم المتميز من أهم مكاسب الدورة الرباعية، إضافة إلى اطلاع المدرب البرازيلي باكيتا عن قرب على أهمية البحث عن لاعبين قادرين على تقديم مستوى أفضل في بعض مراكز اللعب على الخصوص في منطقة قلب الدفاع.
و أعتقد أن أهم المكاسب حين يتحول شركاء الورق إلى شركاء حقيقيين ليسهموا في دفع مسيرة المنتخب في الاتجاه الصحيح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي