الوظيفة في الأندية ليست مغرية

تظل الوظيفة مطلب كل إنسان يصبو إلى تكوين نفسه وبناء مستقبله وتجد الوظيفة الحكومية إقبالا ورغبة من كثير من الشباب إيمانا منهم بأن الوظيفة الحكومية أكثر استقرارا من غيرها في القطاع الخاص والأهلي وحيث إن الأندية تعتبر حكومية نظرا لخضوعها لإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي التي تشرع لها لوائحها وأنظمتها، بما في ذلك لائحة العاملين في الأندية إلا أن تلك اللائحة تظل دون تطلعات الشباب الراغبين في العمل متفرغين في الأندية كمدربين للألعاب، فإضافة إلى قلة الراتب فإن الموظف الذي يتعاقد مع النادي من السعوديين ليس له ما يغريه على البقاء طويلا في العمل في النادي فلا بدل سكن ولا بدل تذاكر ولا احتساب لخدماته في النادي ضمن سنوات الخبرة فيما لو رغب في الانتقال إلى أي قطاع حكومي، فالسنوات التي قضاها في العمل في النادي لا تحتسب له كخدمة وهذا أمر غريب، حيث إن الوظائف في الأندية ليست خاضعة لنظام الخدمة المدنية، إضافة إلى أن عقد الموظف في النادي لمدة سنة يتجدد بموافقة مجلس إدارة النادي، ففي أي لحظة قد يجد الموظف في النادي نفسه خارج نطاق العمل في النادي وهذا طبعا يجعل العمل في النادي مجازفة.
ورغم أن العمل في الأندية لفترتين صباحية ومسائية لمدة ثماني ساعات يوميا وستة أيام في الأسبوع وما فيها من سفر وتنقل مع فرق النادي ومبيت خارج البلد الذي فيه النادي دون مقابل فإن المقابل المادي ليس مغريا، حيث إن اللائحة الموحدة للعاملين المتعاقدين مع الأندية الصادرة بالقرار رقم 13857 في 7/10/1416هـ وضعت جدولا يوضح رواتب العاملين المتعاقدين المتفرغين مع الأندية من السعوديين على النحو التالي: شهادة الكفاءة المتوسطة ألفا ريال شهريا، شهادة الثانوية 2700 ريال، شهادة معهد التربية الرياضية 3300 ريال، دبلوم كلية التربية الرياضية 3700 ريال، الشهادة الجامعية أربعة آلاف ريال، شهادة الماجستير خمسة آلاف ريال، وشهادة الدكتوراة ستة آلاف ريال.
هذه اللائحة لم تتغير ولم تتبدل ولم يدخل عليها أي تحسين أو تطوير حتى أنها لم تنلها مكرمة خادم الحرمين الشريفين المتمثلة في زيادة رواتب موظفي الدولة 15 في المائة ولم تعمل رعاية الشباب من تلقاء نفسها بزيادة المتعاقدين من السعوديين مع الأندية، كما فعلت بعض المؤسسات والشركات، كما أن العلاوة السنوية لا تتجاوز 3 في المائة من الراتب الشهري ولا تمنح إلا لمن يحقق المركز الأول في اللعبة التي يدربها على مستوى المنطقة أو المملكة، وهذا طبعا يحرم الكثير ممن يبذلون الجهد ولكن لا يحالفهم التوفيق بإحراز المركز الأول أو الثاني أو الثالث خاصة أن التنافس بين 153 ناديا، فمن يحصل على العلاوة السنوية قليل جدا رغم ضآلة تلك العلاوة، لذلك نجد من قلة العاملين السعوديين المتفرغين في الأندية، علما أن المتعاقدين من غير السعوديين يحصلون حسب اللائحة على بدل سكن مرتب شهرين على ألا يقل عن ستة آلاف ريال، وثلاث تذاكر سفر سنويا له ولعائلته أو نصف قيمتها عند قضاء الإجازة داخل المملكة. وهذا كله محروم منه المتعاقد السعودي مع الأندية. أما غير المتفرغين من المتعاقدين السعوديين مع الأندية ومنهم المشرف الثقافي والمشرف الاجتماعي فرواتبهم نصف راتب مثيله من المتفرغين، فمن سيعمل أربع ساعات يوميا وستة أيام في الأسبوع بـ 1350 ريالا في الشهر أو 1650 ريالا أو 1850 ريالا؟ وعلى هذا الشكل فإن العمل في وظيفة في الأندية سواء متفرغا أو غير متفرغ ليست مغرية إلا لمن يرغب في شغل وقته حتى يحصل على الوظيفة الحكومية الرسمية أو وظيفة في القطاع الخاص الذي يمنح المميزات والحوافز والبدلات والعلاوات بعكس لائحة رعاية الشباب التي حان الوقت لتغييرها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي