مجرد سؤال.. لماذا ارتفع سهم "المصافي" 60% في أسبوع؟
لعل أبرز حدث للأسبوع المنتهي هو توقيع شراكة بين شركتي عسير السعودية وإعمار الإماراتية, لبناء مشاريع عقارية تقدر قيمتها بـ 100 مليار ريال كأحد أكبر المشاريع في تاريخ المملكة. وكذلك إقرار شركة سابك توزيع أرباح نصف سنوية بمقدار 15 ريال عن النصف الثاني لعام 2005 الحالي, ورفع رأسمال بنكي السعودي الفرنسي والعربي الوطني. وكان التأثير متباينا بين خبر "إعمار" و"سابك", فخبر الأولى أثر بصورة مباشرة على شركة عسير التي ارتفعت بما لا يقل عن 30 في المائة خلال أسبوع واحد وأغلق الخميس عند 1427.75 ريال وبالنسبة العليا, أما خبر "سابك" فقد أثر على السوق سلبيا وعلى نطاق واضح في يوم الإعلان نفسه وهو الإثنين مما أدى بالمؤشر العام للانخفاض يومي الإثنين والثلاثاء بمقدار 421.66 نقطة, وكان عاملا صحيا لسوق قاربت أن تلامس السبعة عشر ألف نقطة, وكان امتصاص هذا الانخفاض سريعا، وبالتالي عادت السوق يوم الأربعاء والخميس للارتفاع بمقدار 344.58 نقطة, وهو ما خلق توازنا بين يومي انخفاض ويومي ارتفاع, وسبقهما يومي السبت والأحد المنخفضان بمقدار 117.86 نقطة, وبذلك تكون السوق قد فقدت مقارنة بالأسبوع الماضي ما مقداره 194.94 نقطة، أي ما يعادل 1.16 في المائة, ومرتفعة من بداية العام بمقدار 104.63 في المائة .
غلبت على السوق بصورة كبيرة وطاغية المضاربات والتذبذبات العالية, ولعل سهم "الكهرباء" المتحرك يوم الثلاثاء الذي كسر مقاومة قديمة وقوية عند 148 ريالا مميزا, ولكن لم يصمد بقوة وتراجع مع كميات البيع الكبيرة, وكان تأثير الكهرباء لخلق توازن للمؤشر مع انخفاض "سابك" يوم الثلاثاء. وكان أبرز الأسهم المرتفعة هذا الأسبوع هو سهم "المصافي" المرتفع بمقدار 60 في المائة خلال الأسبوع, أي النسبة العليا طوال الأسبوع, ودون أن يصدر أي خبر مؤثر على الشركة أو أي جهة أخرى. وكانت مستويات التذبذب العالية للسوق هي السمة الغالبة كما أكدنا في عدة تحليلات سابقة, وهي السمة الغالبة على السوق لكانون الأول (ديسمبر) الجاري التي تعتبر نهاية السنة, ونحن الآن في آخر أسبوعين مما يعني إعادة حسابات المراكز المالية وإقفالا لبعض المحافظ حسابيا وحتى تقييم الصناديق, وهذا ما يعزز استمرار هذه الوتيرة في السوق, ويجب أن نوضح هنا أن الكثير من الأخبار والمعلومات للشركات قد أعلنت كما في البنوك أو القطاع الصناعي وشركاته, وبالتالي تقلص المحفزات في السوق التي أصبحت في معظمها واضحة, وبالتالي فان المستثمرين ينتظرون ما سيجنون من هذه الشركات بنهاية العام أو ما يتوقع أن يصدر من شركات وهي أصبحت محدودة الأخبار أو ما يتوقع أن يصدر وهو شيء طبيعي تبعا لنهاية العام.
الأسبوع المقبل
من خلال المعطيات الأساسية والفنية لتحليل السوق, نجد أن المؤشرات الأساسية أصبحت شبه مقدرة وواضحة في السوق, ولم تبق أي شركة قيادية لم تعلن نتائجها أو ما يتوقع لنهاية العام إلا سهما القيادة وهما "الاتصالات" و"الكهرباء", ولا يتوقع أن يصدر شيء استثنائي على الأقل الأسبوع المقبل في تقديرنا, ولكن ما ينتظر أن يحقق سهما "المصافي" بمواصلة الصعود بالنسبة العليا هو ما يشكل علامة استفهام تحتاج إلى توضيح وبيان من قبل الشركة أو حتى هيئة سوق المال, حيث وصل السهم لأسعار كبيرة جدا دون معرفة أي مبرر، فهل هي مضاربة، أم أن السهم لديه ما ينتظر أن يبرر هذا الصعود؟ والإجابة لدى الشركة وهيئة سوق المال، إذ يجب توضيح هذه الارتفاعات القياسية لأنها أصبحت تشكل أرقاما كبيرة وخطيرة في حال حدوث أي تراجعات لهذا السهم, برغم أن السهم قد تم "تجفيفه" من السوق، بالتالي أصبح خفيف الارتفاع وبكميات لا تتجاوز عشرة آلافا أو 20 ألف، والإجابة أتركها لمسؤولي الهيئة مرة أخرى والشركة أيضا.
في ظل تقلص المحفزات بصورة كبيرة للشركات الكبرى المؤثرة في المؤشر العام, وبقاء بعض الشركات المتوسطة والصغيرة التي ستكون أكثر تذبذبا وحركة باعتبار أنها غير مؤثرة في المؤشر العام, وسيطغى عامل المضاربة السريعة وبكيمات كبيرة بصورة مستمرة, مع تحييد كبير للشركات المؤثرة في السوق وهو ما يمكن أن نراه خلال الأسبوع المقبل وهو آخر أسبوع لنهاية عام 2005 الميلادي, الذي ركزنا كثيرا على أن تقلص المحفزات يقلل مبررات ارتفاع المؤشر العام, وبالتالي أهمية توافر السيولة وعدم ضخ جميع السيولة في السوق في هذه الفترة بالذات التي تعتبر متذبذبة بصورة كبيرة, ويجب أن ندرك أن أسعار بعض الشركات مرتفعة ولا يوجد مبرر لهذا الارتفاع، وهي تعني بالتالي تأكيد المضاربة لا غيرها, وهي الأكثر خطورة ويجب الحذر منها تماما.
وفي تقديري الشخصي أن التحليل الفني الآن هو الأكثر أهمية للمرحلة المقبلة في ظل تقلص أهمية التحليل الأساسي بعد نشر معظم الميزانيات والأخبار المؤثرة في الشركات على الأقل للأسبوع المقبل.
التحليل الفني للسوق
التحليل الفني للسوق نلحظ أن المؤشر العام هبط دون المتوسط المتحرك, وبالتالي انخفض المؤشر بمقدار ما تم خلال الأيام الأربعة الأولى قبل أن يستعيد بعض خسائره في آخر يومين تداول, وما زال المؤشر العام للسوق يقدم بعض المؤشرات السلبية وغير الداعمة للمؤشر العام, فلا يزال مؤشر SAR يعطي مؤشرات انخفاض على الأقل, وما حدث من استعادة للخسائر في المؤشر يحتاج إلى أن يتجاوز المتوسط المتحرك لكي يمكن أن نقول المؤشر العام يملك قوة دعم قوية عند مستوى 16.530 نقطة, وهو ما يحتاج إلى الأيام المقبلة للحكم على المؤشر العام ومدى ثباته على أي حال.
نقطة الدعم الأولى للمؤشر العام الآن 16.530 نقطة والثانية عند 16.270 نقطة, وهو ما حدث الأسبوع المنتهي حين كسر نقطة الدعم الأولى وكان نقطة اختبار مهمة للمؤشر، ولكن عاد معوضا معظم الخسائر, ونقطة المقاومة هي عند 16.903 نقطة وهي أصبحت حاجزا كبيرا يذكرنا بحاجز عندما كان المؤشر العام يحاول الوصول إلى الستة عشر ألف نقطة.
مؤشر شركة المصافي
باختصار شديد, مؤشر السهم لا يخضع لأي تحليل فني سواء بدعم أو مقاومة, هي تحليل أساسي فقط لا غير, ماذا يخفي السهم من معلومات لشركة رأسمالها 40 مليون سهم, و800 ألف سهم فقط لا غير. من يجب أن يفسر ما يحدث لسهم الشركة, في ظل جملة الإشاعات الكبيرة والكثيرة وليس هنا مجال ذكرها أو ترديدها.
وكانت الشركة أعلنت عن أرباحها للربع الثاني لهذا العام والتي بلغت 517 ألف ريال أي ما يقارب نصف مليون ريال فقط, وأصبحت الشركة قد تقريبا لا تبيع أي منتجات من خلال قوائمها المالية آخر سنتين وأصبحت مستثمرة بعدة شركات سواء في سوق الأسهم أو خارجه. وما زلنا نسأل ما هي المبررات لو واصل السهم الارتفاع!؟