إلى متى تحافظ سوق الأسهم على تماسكها؟
استمر الأسبوع المنتهي في المحافظة على مكاسبه التي حققها الأسبوع الماضي, وأغلق المؤشر العام عند مستوى 16339.58 نقطة مرتفعا 2.27 نقطة عن الأسبوع الماضي, وبذلك يكون المؤشر العام قد حقق ارتفاعا من بداية العام بمقدار 100 في المائة كما في الأسبوع المنتهي, مع تغير في المراكز السعرية للكثير من الشركات, وسيطرت المضاربة على السوق للشركات الخاسرة كشركات: الباحة وبيشة والمواشي وشمس والأسماك وغيرها , ولكن ظلت المضاربة على الشركات بصورة كبيرة جدا, حتى نلحظ أن يوم الأربعاء المنتهي أن حجم التداول على أسهم المضاربات يفوق عدد أسهم رأس المال أو المصدرة , مما عزز المضاربة وانجراف الكثير لها بغية تحقيق أعلى ربحية , ولكنها هي للمضاربين الكبار على حساب الصغار منهم , وسيكون هدفهم الوصول بها عند أسعار مرتفعة جدا قد تفوق الاستثمارية والكبرى, والسبب أنهم مسيطرون على السهم وكمياتها قليلة مما يسهل السيطرة لديهم وهو ما نشاهده أمامنا . وقد غلب على الأسبوع قلة الأخبار عدا بعض الشركات التي لم تكن مؤثرة وكانت سمة السوق التذبذب المستمر ولم تكن هناك ارتفاعات كبرى قياسية أو العكس, بل استمرت بوتيرة الهدوء والتذبذب وتعزيز أسهم المضاربة وهي بوادر ومؤشرات سلبية أن تقود السوق أسهم مضاربة نسبة إلى حجم التداول وكميات التداول, ولكن هذا ما يحدث أمامنا ونحذر من الانجراف بالتمسك بهذه الأسهم الخطيرة التي لا تملك أي قاعدة مالية أو قوة يمكن الاعتماد عليها وهي الشركات التي سبق ذكرها على سبيل المثال وليس الحصر, ويجب أن ندرك أننا الآن في نهاية العام وهو ما يعني التوجه أكبر وأكثر تركيزا للأسهم الاستثمارية, وستكون طبيعة السوق طبقا للوقت الحالي وظروف نهاية العام أنها سوق متذبذبة لا تملك المحفزات العالية إلا ما يتوقع من نتائج مالية ولكنها ستعلن في كانون الثاني (يناير) المقبل, وأيضا ما يتوقع أن يعلن عن ميزانية الدولة خلال الأسبوعين المقبلين, فيجب عدم الانجراف والسباق وراء أسهم خاسرة في نهاية العام, فكلما نفخت هذه الأسعار ازدادت تفخيخا وخطرا بالرغم من أنها مغرية للمضاربة.
الأسبوع المقبل:
يتوقع من خلال معطيات السوق التي لا تملك الآن محفزات جوهرية وكبيرة, أنها أصبحت مضاربة طاغية بصورة لافتة وبكميات كبيرة ونسب عليا, تزداد معها المخاطر والخطورة, فمثلا نجد أن مكررات الربحية الآن تتجاوز الآلاف لهذه الشركات وبالسالب, ولا تملك أي محفز مستقبلي كما نعلم ولا نعرف ما لم يعلن, لكن مجملا هي شركات خاسرة منذ سنوات وسنوات ولا يعول عليها في الاستثمار, وأحذر الجميع من الاتجاه لهذه الأسهم كاستثمار, ولكن للمضاربة هي مغرية ولكن الأفضل للمحترفين فكل شيء ستكون له نهاية وبالتالي التراجع لا شك, وسيكون هناك توجه أكبر للتجميع الهادئ كلما انخفضت السوق للأسهم الاستثمارية الكبرى والتي تعول عليها المحافظ الكبرى على المدى المتوسط والطويل, ويجب أن ندرك أن الأسهم الاستثمارية كمكررات أرباح هي منخفضة وعادلة في شركة الاتصالات وسابك مثلا, نظرا لأرباح الشركتين وهما مثال.
سيكون هناك محفز استراتيجي وهو إعلان ميزانية الدولة التي أعلنت عام 2004م يوم 8 كانون الأول (ديسمبر), والتي يتوقع أن تكون ميزانية تنموية قياسية النتائج والإيرادات بصورة كبيرة جدا, ولن يكون التأثير فيما لو أعلنت مباشرة بل خلال يومين أو ثلاثة وهي منطقية لطبيعة الاستفادة الكبرى من المضاربين بأكبر قدر ممكن, وسيكون التأثير أكبر للشركات الكبرى الفاعلة في الاقتصاد الوطني حتى إن كان سريعا مع ميزانية الدولة العامة, وهذا يضع للمضاربين خططهم واستراتيجياتهم, وللمستثمرين خططهم واستراتيجياتهم, فهي متباينة ومختلفة كليا بين الإثنين, وقد لا نفاجأ باستمرار المضاربة للشركات الخاسرة بالارتفاع متى ما كانت رغبة المضارب المسيطر على السهم بالرفع بلا حدود وحواجز.
التحليل الفني
المؤشرات الفنية ليست عالية الإيجابية للمؤشر العام, ويجب عدم ربطها بأسهم المضاربة المحلقة سعريا لأنها غير مؤثرة كليا ( الباحة, شمس, ثمار, المواشي, بيشة .. وغيرها), وقد استغل المضاربون الكبار هذا التذبذب والهدوء للسوق والتوقيت الحالي للتحليق سعريا بهذه الشركات وتسجيل أرقام قياسية, قد تكون مغرية للجميع ولكن يجب وأكرر يجب الحذر الشديد وأنها أسهم مضاربة لا تملك من المحفزات الشيء الذي يمكن البناء عليه أو الاستناد إليه.
نقطة المقاومة للمؤشر العام هي عند 16525 نقطة, وهي نقطة صعبة التجاوز للمؤشر العام, إلا بكميات كبيرة وتحرك سعري كبير لشركات المؤثرة في المؤشر العام كـ "سابك" أو البنوك خصوصا "الراجحي" وأخيرا "الاتصالات", بغير ذلك لن يتجاوزها المؤشر العام, ونقطة الدعم الأول هي عند 16200 نقطة وملامستها لا تعني نقطة شراء بالضرورة متى ما كان التنفيذ عاليا ككميات يظهر أن هناك جني أرباح وتصحيحا قادما, وأن تكسر هذا المستوى هبوطا فهو يتجه إلى 15,810 نقطة وينطبق عليها ما ينطبق على الدعم الأول والدعم الثالث عند مستوى 15,335 نقطة . ونلحظ أيضا أن متوسط المتحرك لتسعة أيام يقترب من ملامسة المؤشر وفي حال الملامسة الواضحة وكسر المتوسط يعني أن هناك انخفاض قادما يمكن تقديره وقت حدوثه وتحليل فني آخر.
مؤشر rsi تجاوز مستوى 70 وانخفضت قوة السوق, ولكن لا تزال السوق تملك القوة النسبية الجيدة ونقطة الدعم عند مستوى 60.93 وأن كسرها سيكون بالتالي ضعف قوة السوق وتشكيل نقطة دعم جديدة.
في الأخير، كل المؤشرات الفنية والأساسية ليست محفزة كبيرة جدا لتحقيق أرقام قياسية كبيرة, بل على المتعاملين الاحتفاظ بسيولة وجنى أرباح للمضاربين كلما أمكن, أما المستثمرون السابقون فهم خارج لعبة التداول اليومي متى ما كانوا خارج هذه الدائرة للمضاربات الطاحنة.