الدكتور الخضيري .. لقد أسمعت لو ناديت حياً!

[email protected]

في خضم الانهيارات التي مرت وتمر بها أسواق المال في العالم، الكل قد فغر فاه لا يعلم أين المفر.. بل أين الرأي الحصيف الذي يعين على تدبر الأمور وتلمس الإنقاذ. وعليه فقد تبارى محللونا البعض يحذر، والآخر يطمئن، وبينهما مسؤول يحلف بأغلظ الأيمان أن سوقنا بريء مما يحدث في أمريكا والعالم .
كل من له ناقة أوجمل أو حتى ريال في سوق الأسهم، بات متعلقاً، بكل ردة فعل ، وبكل خبر وبكل رأي يدور حول السوق .. لكن أين هو الرأي الحصيف؟.
قد تكون مؤسسة النقد ومعها هيئة سوق المال على حق ، لكن هي غير قادرة على لجم جموح الهاربين العارضين أسهمهم بأبخس الأثمان .. وكان حرياً أن يستشار أهل الرأي المدركين العارفين القادرين على استشراف المستقبل وقراءة الواقع قراءةً عاقلة متفحصة مدركة.. هنا تساءل الجميع أين هذا الرأي؟ وسط اختلاف الآراء والمفاهيم وبما جعل الحيرة هي السيد.
في خضم ذلك كان هناك مقال جريء ورزين ومفيد خطه الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري في جريدة "الاقتصادية" السبت الماضي .. مقال يحمل في طياته الحلول الرصينة لتجنب موجة الانهيار المتواصل.. مقال يقرأ الأحداث بمنطقية كشفت وأكدت حقيقة ما رمى إليه، أحداث الأيام الخمسة التي أعقبت المقال.
الدكتور الخضيري بدأ مقاله بتحليل منطقي لما جرى ويجري ثم شدد على أن الوضع في سوق الأسهم السعودية يحتاج إلى وقفة دعم، خصوصا أنها سوق ناشئة تحتاج إلى الرعاية والاحتضان والتوجيه، وهو الدعم الذي أخذت به دول الخليج(الكويت والإمارات) بدعمها لأسواقها البارحة الأولى، وكذلك فعلت دول أوروبا في اليوم نفسه!!
الدكتور الخضيري لم يقف عند هذا الحد، بل زاد عليه أيضا بالمطالبة بتمديد إجازة سوق الأسهم السعودية بقوله: (ولهذا فإن السوق السعودية تحتاج إلى المزيد من أيام الإجازة أقلها أن تبقى مغلقة حتى نهاية الأسبوع الحالي أو ربما حتى نهاية الأسبوع المقبل حتى تستقر الأسواق العالمية وتتضح الرؤية حول ما يمكن أن تقدمه دول العالم لمصارفها من دعم بما يحد من المزيد من الانهيارات الاقتصادية, ولهذا فإن العديد من المستثمرين في سوق الأسهم السعودية يأملون أن يحقق مثل هذا القرار الفرصة للحفاظ على استثماراتهم من الانهيار إن مثل هذه الخطوة إن تمت ستعزز من ثقة المستثمرين بسوق الأسهم السعودية من جهة ومن جهة أخرى تعطي السوق فرصة للخروج من المأزق العالمي، والأهم من ذلك كله حفظ حقوق العديد من المستثمرين بمن فيهم صغارهم كما أن ذلك سيحافظ على توازن السوق واستقرارها ونموها).
كاتبنا الحصيف أكد أن ما طالب به(لا يمكن تسميته خطة إنقاذ ولكنها محاولة لتأجيل الأسوأ أو تفاديه خلال هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها أسواق العالم وإعطاء الفرصة لمتخذي القرار في سوق الأسهم السعودية للبحث عن بدائل لحماية سوقهم ).
أقول إن ذلك كان رأياً حصيفا مدركاً لكل ما تم وجرى "ورب مقال يغني عن كل الآراء" وكأنه قرأ كل ما حدث قبل أن يقع، بل زاد عليه بالحلول الناجعة منطلقاً من رؤية الخبير المدرك.. لكن من أخذ به؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي