الكتابة.. وأشياء معها
قد لا يعلم البعض أن للكاتب لياقة كلياقة لاعبي كرة القدم تماما، إن ضعفت فقد الكثير من مقومات عمله، وصارت العملية صعبة عليه، تماما كما هي عودة بعض لاعبي كرة القدم لممارستها بعد توقف إجباري، تجده يركض وكأنه مربوط بحافلة ركاب ضخمة توقفت بعد أن فقدت هواء إطاراتها! وأنا أكتب لكم اليوم وأعترف أني كهذا الأخ تماما في ملعب الكتابة، لذلك كان لزاما أن أتوقف حتى ألتقط الأنفاس، وأعيد ترتيب الأفكار لأستطيع أن أحضر برأي يضيف لقارئه، لا مجرد كاتب يحضر للحضور فقط، وهو أمر لا أتمنى لي أو لغيري من الكتاب الوقوع فيه.
تخيلوا.. والخيال هنا أمنية البسطاء، تخيلوا أن كل كاتب رأي لم يكتب إلا لأنه على يقين أنه قادر على جذب الأفكار وتبسيطها وإضافة الإيجابية إلى الإيجابي منها؟ كم قارئ سيستفيد من هذا الكاتب؟ وكم برعما سيتفتح في الإطار العام للوعي الكلي للمجتمع؟ لا أقصد التنظير هنا ولكنها الحقيقة، فلو أن معشر الكتاب، وأنا منهم، طبقنا هذا الأمر لما رأينا حرفا إلا ويزيد من وعي الناس وبالتالي وعي المجتمع، وعي أبناء وطني الذي نباهي به الأمم المختلفة، ونرى له غدا أفضل بإذن الله.
أقول هذا اليوم وأنا أرى السجالات الحامية بين بعض الكتاب من تيارات مختلفة، كلٌ ينزع إلى رأيه ويعيب رأي الآخر، بإضافة السلبي في رؤوس الناس على الأكثر سلبية، وبالتالي لم نستفد كـ "مجتمع" من هذه الحروف المنتثرة هنا وهناك الزيادة في الفجوة التي تتسع بين التيارات المختلفة، وأذكر بما قال صديقي ذات يوم: هل حاول أحدهم أن يطل برأسه من النافذة على وطنه قبل أن يكتب حرفا؟!