كيف نجنب أطفالنا مخاطر العالم الإلكتروني؟

[email protected]

معظم المراهقين يمتلكون جهازاً الكترونياً أو أكثر. مثل جهاز الهاتف الجوال, أو جهاز الحاسوب, أو الهاتف الذكي، أو المساعد الرقمي الشخصي، أو غير ذلك من الأجهزة الحديثة. يستخدم الكثير منهم هذه الأجهزة لممارسة الألعاب الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت، أو إرسال البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية، أو لتصفح الإنترنت.
ومما لاشك فيه فأن هناك مخاطر كثيرة للعالم الإلكتروني على أطفالنا. ومنها على سبيل المثال:
المضايقات الإلكترونية (التي تعرّف بأنها نوع من التهديد أو التخويف أو القذف).
مضايقات التحرش الجنسي وأنواع أخرى من حوادث الإيقاع بالضحايا.
مع الانتشار الواسع للإنترنت وتعدد وسائل الاتصال, أصبح لدينا ما يعرف بالعالم الإلكتروني, ولكنها تزايدت أعداد الشكاوى من المضايقات الالكترونية، أو ما يسمى بالتخويف الإلكتروني. فكثير من المستخدمين للإنترنت يتعرض لمضايقات التحرش الجنسي وأنواع أخرى من حوادث الإيقاع بالضحايا. وتشير بعض الدراسات إلى أن ما بين 9 و34 في المائة من المراهقين والمراهقات في الولايات المتحدة يقعون ضحية للمضايقات الالكترونية (التي تعرّف بأنها نوع من التهديد أو التخويف أو القذف). وأظهر استطلاع أمريكي أجري عبر الهاتف للأطفال والمراهقين بين أعمار 10 و17 سنة، أن 13 في المائة منهم قد تسلموا نوعا ما من رسائل التحرش الجنسي الإلكترونية، منهم 4 في المائة تسلموا رسائل ملحة للالتقاء بهم في الخارج.
هل خصصنا لهم وقت للقراءة والرياضة وتعلم الأدب؟
أصبحنا نعاني كثيرا في بيوتنا من عدم إقبال أبنائنا على القراءة المفيدة, واتخاذ الكتاب صديقاً ’ بدل من أصدقاء السوء, الذين يطلون عليهم من خلال شاشات الإنترنت, بل أصبح هناك تغير كبير في شخصية أطفالنا. فهم يعيشون في عالم افتراضي رسمه لهم من لا روح له. فالقدوة الحسنة عندنا نحن الآباء واضحة ومعروفة, ولكن يا ترى ما هي القدوة الحسنة في عالم أبنائنا. أصبحوا لا يطيقون العيش معنا, ولا يحبون أن يستمعوا إلى نصائحنا – إلا من رحم الله -, ولا يأكلوا معنا في سفرة واحدة. فهم يحبون الوحدة, لقضاء ساعات طويلة أمام شاشات الحواسيب, أو لقراءة رسائل مباشرة عبر الجوال, أو للعب بالألعاب الإلكترونية.
مركز لمكافحة الأمراض الإلكترونية
مما لا شك فيه, أننا نحتاج جميعاً إلى من يرشدنا ويعلمنا كيف نتعامل مع أبنائنا (أطفالاً كانوا أم مراهقين), وإرشادهم إلى إتباع الطرق المثلى للتعامل مع العالم الإلكتروني وتجنب أذاه. إذ إنه يجب أن نكون فرق استشارية يشارك فيها أطباء الصحة النفسية, وأساتذة الجامعات, ومعلمو المدارس, والقضاة, والآباء. تقدم هذه الفرق النصائح والمشورة حول كيفية حماية الأطفال والمراهقين من الأذى الالكتروني. وأن يكون هنا مركز لمكافحة الأمراض الإلكترونية ومراقبتها ومتابعتها. قد يقول قائل, هناك أمراض عضوية وخطيرة جداً لم يعمل لها مراكز خاصة. وهاء أنت تطلب مركز لأمراض العالم الإلكتروني الذي لا يمثل خطر على الأبدان, ولم نسمع بأن هناك من أصابه السرطان أو مرض الفشل الكلوي من جراء تعامله مع الانترنت.
أقول الكلام صحيح 100 في المائة, ولكن مشكلة العالم الافتراضي تغيير العقول, والمفاهيم, وخلق أجيال يصعب التعامل معها. فقد ترى شاب وسيم وسليم البدن, ولكنه قنبلة مؤقتة على أهل بيته ومجتمعه, ولديه أفكار منحرفة, والسبب العالم الإلكتروني.
لذا فإنه يجب علينا في الفترة الحالية مناقشة سبل حماية المراهقين من التخويف والابتزاز الالكتروني والمضايقات الالكترونية الأخرى, وتشويه الفطرة السليمة لدى أطفالنا. في المقال المقبل – إن شاء الله - سأستعرض بعض النصائح والتوصيات حول حماية الفتيان والفتيات من التحرشات الإلكترونية.
عميد كلية الهندسة في الخرج – جامعة الملك سعود

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي