الطبيب السباك

[email protected]

يقول الخبر:" كشف الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية الدكتور حسين محمد الفريحي عن وجود 500 شهادة صحية مشكوك في صحتها. مشيرا إلى أن هناك عدداً من الأطباء يدخلون المملكة بتأشيرات رعاة أغنام وسباكين.." ، وبغض البصر والخطر من خلال هذا الخبر عن الإجراءات المتخذة لوقف الزحف المضحك المتمثل في "الطبيب المزارع" و"الطبيب السباك"، إلا أننا أمام مشهد يدعو "للرعب"، يتمثل في شعورنا بالخوف مع كل مراجعة طبية، حيث إنه من الصعب اختبار طبيب للتأكد من صدق شهادته من قبلنا نحن "غير الأطباء" قبل الشروع في الكشف، فتخيلوا مثلا أن يصنع أحدهم خدعة ليكتشف حقيقة الطبيب الذي أمامه كأن يمثل دور الممغوص وهو يشعر بألم في أسنانه، وفي حال لم يكتشف هذا الطبيب الخدعة يصرخ المراجع: "كفشتك"!
لذا فإن الواقع يسقط لومه على إجراءات التعامل مع فرص الحصول على وظائف في السعودية، وشروط القبول، حيث كان من المفترض أن تكون محددة وصارمة وواضحة وسهلة في الوقت ذاته، مع إخضاع الطلبات للتدقيق السابق، وليس اللاحق كما يحدث الآن، وعلى طاري ما يحدث الآن، فقد قبضنا على أسباب الكثير من أعذار "خطأ طبي" ووفاة سيل من الناس بسبب تلك الأخطاء، فالسباك مثلا يتعامل مع المعدة على أنها "صفاية مياه" ومع القلب على أنه "مكينة لضخ الهواء"، والمزارع يتعامل مع العظام على أنها "أغصان جافة" ومع الرأس على أنه "بطيخ"!
عزيزي القارئ أو "المراجع" قد يستحق الأمر "التطنيش" حين تستمع لتشخيص مرضك من قبل الطبيب الذي تراجع على أنه "صداع في البنكرياس"، أو "انسداد في الرموش"، حتى يحين موعد اكتشاف جميع الدخلاء في هذه المهنة.
نسأل الله السلامة والعافية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي