هل تسمعوننا؟ سؤال بين المواطن والمسؤول!

[email protected]

عندما يعاني الناس أي مشكلة فإنهم يسعون إلى البحث عن الوسائل المناسبة لحل هذه المشكلة، وفي كثير من الأحيان تكون الحلول بيد المسؤول الذي يمتلك الصلاحيات والإمكانيات اللازمة لحل هذه المشكلة، وفي حالة عدم وجود حل لدى هذا المسؤول من خلال حدود الصلاحيات الموجودة لديه فإنه يقوم برفعها إلى المسؤول الذي أعلى منه ليقوم باتخاذ اللازم بشأن إيجاد حل لهذه المشكلة.
ومن الملاحظ أن هناك العديد من المشكلات التي أصبحت نارا على علم وأصبح الناس يعانونها باستمرار والكل يتحدث عنها ويراها أمامه ويلمس معاناة الناس من خلالها وتستعرضها الصحف يومياً ويتحدث عنها الناس في مجالسهم ولكن لا تكاد ترى أي حل لمثل هذه المشكلات فهي مستمرة بل قد تتفاقم إلى أوضاع أسوأ مما كانت عليه.
يتساءل كثير من الناس: ما سبب عدم إيجاد حل لهذه المشكلات؟ هل هو عدم وجود الصلاحيات لدى المسؤولين عن القطاعات التي فيها هذه المشكلات؟ أم هو عدم وجود اعتراف بأن هذه المشكلات في الأصل موجودة؟ أم هو عدم استطاعة المتضررين من وجود هذه المشكلات إيصال صوتهم إلى المسؤولين؟ أم أن هناك مستفيدين من وجود هذه المشكلات وبالتالي فإن كل جهد يبذل لإيجاد حل لها يتم القضاء عليه؟
أسئلة كثيرة تدور في خواطر الناس الذين يعانون ليل نهار لهيب هذه المشكلات سواءً بالنسبة إلى نقص المياه أو قلة فرص العمل أو تعقيد الإجراءات لدى بعض الجهات الحكومية أو انتشار الفساد وأكل أموال الناس بالباطل وغيرها من ظواهر المعاناة التي أصبحت مرسومة على وجوه كثير من الناس حتى لا تكاد تسمع عن شيء إيجابي في هذا الوقت.
إن خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، يحرص في كل مناسبة على التأكيد على رفاهية المواطن وتوفير سبل رغد العيش الكريم وتقديم التسهيلات ودعم المنتجات وتخفيض التكاليف ودعم جهود توفير فرص العمل بكل وسائلها ومكافحة الفقر وتطوير التعليم وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين في كل مناطق المملكة وهي رؤية كريمة يحترمها الناس ويقدرونها كثيراً ويجمعون على صفاء نية صاحبها وحرصه واهتمامه بتطبيقها، إلا أن من المؤلم ألا تجد هذه الرؤية تطبق على أرض الواقع بالشكل الذي يتمناه صاحبها، ففي الوقت الذي تسعى فيه القيادة إلى رفعة شأن المواطن وتطويره تجد أن آلية تطبيق هذا التصور عكس ذلك.
لقد سعت القيادة، حفظها الله، لفتح قنوات عديدة للمواطنين للاتصال بالمسؤولين وإحاطتهم بما يعانونه، إلا أن بقاء العديد من المشكلات دون حل يثير تساؤلاً كبيراً وهو هل يسمع المسؤولون شكاوى المواطنين أم أن هذه الوسائل غير فعالة وأن ما يقدم للمسؤولين لا يعكس الواقع الحقيقي الذي يعيشه المواطنون مما يجعل المشكلات تستمر، وللأسف فإن بعض المسؤولين يصور مشكلات المواطنين بأنها وهم وأن لا وجود لها على أرض الواقع وأنها افتراءات بل صورها البعض أنها حالات نفسية لدى المراجعين تجعلهم يحرصون على أن يتقدموا بالشكوى دون أي سبب مؤكدين أن لا وجود للمشكلات وإن وجدت فهي أمور ثانوية تحصل في أي مكان وفي أي إدارة.
إن التأكد من وصول صوت الشكوى للمسؤول لا يكفي بل لابد من التأكد من أن المسؤول تفاعل مع الشكوى وقام بعمل ما في سبيل الوصول إلى حل لمعالجتها وأن هذا الحل تم تطبيقه فعلاً على أرض الواقع وأن الناس وجدت من يتفاعل معها وإلا ستبقى الفجوة قائمة بين المواطن والمسؤول فهذا يعاني وذلك يعتقد أن كل شيء يسير وفق المطلوب ويستمر الوضع كما هو حتى يعتقد الناس أن لا فائدة من الشكوى فلا أحد يسمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي