منطقة مكة المكرمة والخطة العشرية ..
صباح الأحد الماضي حدث سجله التاريخ وشهدته منطقة مكة المكرمة، عندما التقى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مع حشد من أهالي المنطقة من مختلف الأطياف والشرائح وعرض سموه استراتيجية المنطقة والخطة العشرية للمشاريع من خلال رؤية منطقة مكة المكرمة نحو العالم الأول.
ومما جاء في كلمته، لابد أن نخدم هذه البقعة المباركة، وأن نرقى بمستوى جميع الخدمات لذا كان لابد لنا أن نضع برنامج عمل يتفق ومتطلبات هذه المنطقة، وتطلعات الأهالي من خلال استراتيجية تقع ضمن استراتيجية الدولة وخططها والتي ترتكز إلى أنظمتها، ومنها نظام المناطق وعلى الخطط الخمسية، إضافة إلى اعتمادها على المخطط التنموي الإقليمي الذي اعتمد لهذه المنطقة من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية.
ويتطلب ذلك تطبيق تلك البرامج على أرض الواقع في تنفيذ المشاريع من خلال وضع جدولة لتلك المشاريع، ومن هنا عملنا على وضع هذه الاستراتيجية، تصاحبها خطة عشرية للتنفيذ، وهذه الخطة لا يمكن أن تنفذ إلا من خلال التعاون المشترك بين القطاعين الحكومي والأهلي، ولا يمكن أن تتوافر التنمية المطلوبة إلا إذا اشتملت على تنمية الإنسان والمكان معا، كذلك روعي في الخطة عدم اقتصارها على المدن الرئيسية على حساب المحافظات والقرى والهجر، فلابد أن تكون متوازنة في تنميتها للمنطقة ككل. وأن تكون مكة المكرمة أنموذجا مشرفا وملهما للمملكة العربية السعودية وللعالم الإسلامي ثم للعالم أجمع إن شاء الله، إضافة إلى التنمية المستدامة المتوازنة بين الإنسان والمكان من جهة، وبين جميع المحافظات والمدن والقرى من جهة أخرى، وتوفير الخدمات الثقافية والاجتماعية والترفيهية والرياضية وإعداد الشباب من الجنسين وتأهيلهم لتحمل المسؤولية، وتمكين المؤهلين منهم للقيادة في القطاعين الحكومي والخاص. أما فيما يتعلق بالمكان، فلابد أن تتوافر مصادر مياه الشرب الكافية والنقية ومعالجة تسربها وهدرها وإيصالها للمستهلكين وتطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية، ورفع كفاءة الخدمات الصحية كماً وكيفا، وتطوير مرافق النقل العام والمواصلات، ومعالجة الأحياء العشوائية وتحويلها إلى أحياء نموذجية.
هذا ملخص لبعض ما جاء في كلمة أمير مكة ولا تحتاج إلى إضافة أو تعليق، هي خطة طموحة لحاكم يقول ويعمل بصمت وحكمة، ويحرص على الإنجاز ومتابعة الأداء لكافة القطاعات ودعمه لمبادرات القطاع الخاص وإنجازاته المتعددة في منطقة مكة المكرمة التي لمسناها في عام، تؤكد عزمه على تحقيق رؤيته للمنطقة بكل ثبات.
وبقدر ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ثم بسمو الأمير في قيادة العمل لتحقيق طموحاتنا، إلا أننا مطالبون جميعا بالمساهمة في تحقيق هذه الرؤية الثاقبة كل من موقعه، والاهتمام بتطوير الإنسان والمكان معا عمل يحتاج إلى التكاتف والتعاون والعمل الجاد من الجميع وتغليب المصلحة الوطنية.
لا أستطيع أن أختزل هذه الرؤية في مقال ولكنها آمال وأحلام الكثيرين بأن نرى هذه المنطقة من أوائل المدن والمحافظات ليس على مستوى المنطقة بل على المستوى العالمي وهذا ما سنراه خلال عشر سنوات بإذن الله.
رئيس فكر الدولية