قانون الإفصاح .. وربع الفرخة!
هل يمكن أن تبيع أو تشتري أي شيء دون أن يكون عندك معلومات كافية عنه؟! هل هناك بيع أو شراء "عمياني"أي" زي ما تتطلع " خاصة في مبالغ مليونية أو بليونية .. هذا ما نراه في سوق الأسهم السعودية باستمرار تدني الشفافية لدى الشركات الكبرى والبنوك ما سيؤدي إلى تدني مستوى الثقة بالنتائج المستقبلية .. وهذا ما أشارت إليه "الاقتصادية" في عددها الصادر أول هذا الشهر.
لقد طالبنا في هذا المكان مرارا وتكرارا بضرورة توافر الشفافية والإفصاح في تعاملات وبيانات وتقارير الشركات الكبرى والبنوك .. فطالبنا مثلا البنوك بضرورة نشر توقعاتها للعام القادم في ظل عدم قدرتها على تحقيق أرباح في مستويات العام السابق 2006 بسبب انخفاض الأرباح المحققة من تداولات الأسهم .. ولكن كأننا نتحدث عن بنوك "السنغال" أو "بوركينا فاسو" .. فلم يلتفت إلينا أحد .. وحدث ما توقعناه وانخفضت الأرباح بنسبة تصل إلى 11 في المائة مقارنة بالعام الماضي .. ومن ثم يعلق المحللون أن ضعف نتائج البنوك كان ضمن أسباب الانخفاض الأخير في السوق السعودية.. وهذا لغز للمحللين وكارثة بالنسبة للمساهمين البسطاء.
ولكن والحمد لله .. قامت معظم البنوك بالإعلان عن النتائج المالية لعام 2007 بشكل واضح معلنة انخفاض أرباحها مقارنة بالعام الماضي.
إلا أن هناك بنكاً واحداً رقص وحده على السلم بإعلان أرباحه .. فمرة يقول إنه حقق أرباحا في الربع الرابع مقارنة بالعام الماضي ولكن عندما تقرأ الخبر تتوه في التفاصيل.. حكاية ربع العام ونصف العام .. والربع الرابع والربع الثالث تصيب المساهمين بالدوخة .. وهذا يشبه من يطلب فرخة للغداء فيأتون له بربع فرحة وعندما يسأل عن بقية الفرخة أو الدجاجة يقولون إنها لم تستو بعد .. أي أن ربع الفرخة استوى والباقي ما زال على النار!!
لقد شكرنا شركة "صافولا" - مثلا - نتيجة مبادرتها بإعلان توقعاتها لأرباح 2007 بزيادة تقدر بنحو 12 في المائة عن أرباح 2006 وهي بادرة طيبة في سوق تغيب عنها الشفافية ويشوبها الغموض ولكن الشركة – للأسف – لم تتطرق إلى إعلان نتائجها المالية لعام 2007 عن أسباب تحقيقها نمواً أقل في توقعاتها وهو ما أفرغ مبادرتها السابقة من أي أهمية في ظل عدم إيضاح الأسباب التي أدت لعدم تحقيقها توقعاتها.. وآمل ألا تكون هذه المبادرة هي الأولى والأخيرة.
وهناك شركة "إعمار المدينة الاقتصادية" يتم فيها تعيين ثلاثة رؤساء تنفيذيين خلال عامين كيف ولماذا لا أحد يدري.
إننا في عالم أهم ما فيه المعلومات .. وعندما تغيب المعلومات يغيب القرار الصحيح ويحدث التخبط والغموض والخطأ.