الاكتتاب والبنوك المستلمة .. فكرة للتطوير

[email protected]

أعتقد أن التقنية البنكية في المملكة بلغت مستويات عالية جداً، خصوصاً ما يتعلق منها بإدارة الاكتتاب وتعويم الأسهم فالاكتتاب والتخصيص وإعادة الفائض وإيداع الأسهم في المحافظ يتم في وقت سريع نسبياً، إذا ما قارناه بما كان عليه الحال في الماضي القريب. ولكن يتبقى أن يتم تطوير عملية الاكتتاب في الطروحات التي لا تكون جميع البنوك مشاركة فيها كبنوك مستلمة، سواءً كانت طروحات أولية صغيرة الحجم نسبيا أو طروحات ثانوية من خلال أسهم حقوق أولوية. وفي الحالتين، يغلب ألا تشارك جميع البنوك في استلام متحصلات الاكتتاب.
المشكلة تظهر عندما تكون محفظة المكتتب في بنك ليس مشاركاً في عملية الطرح كبنك مستلم، أو عندما تكون محفظة المساهم ليست في بنك أصلاً وإنما لدى إحدى الشركات المالية التي لا يجوز لها تحصيل وحيازة النقود، عندها يقوم ذلك المكتتب بالاكتتاب عن طريق أحد البنوك المشاركة كبنك مستلم وربما لا يكون ذلك البنك في نطاق إقامته، كما هو الحال في المدن الصغيرة وقد يؤدي ذلك إلى تكبده معاناة لغرض ممارسة حقه في الاكتتاب أو ربما تخلى عن ذلك الحق، وهذا لا يحقق مصلحة المصدر والمستشار المالي ومتعهد التغطية في نجاح عملية الطرح. كما أن ذلك قد يتطلب أن يقوم المكتتب بفتح محفظة لدى الشركة المالية الخاصة بالبنك المستلم، لإيداع الأسهم فيها وبالتالي ستون لديه محافظ متعددة لدى شركات مختلفة، وربما أدت الاكتتابات إلى زيادة المحافظ في الشركات المالية التي تملكها البنوك على حساب المحافظ في الشركات المالية الأخرى.
الفكرة هنا، وأعتقد أن غيري فكر فيها، أن تقوم هيئة السوق المالية ومؤسسة النقد والسوق المالية السعودية والبنوك والشركات المالية المرخصة بتبني مشروع تقني يمكن المكتتب من الاكتتاب من أي بنك كان، بغض النظر عما إذا كان بنكاً مستلماً أم لا وبغض النظر عمن يحوز محفظته. لماذا لا يكون لدينا نظام موحد خاص بالاكتتابات، محدث ببيانات جميع المحافظ وجميع الحسابات البنكية، ويتاح لاستخدام مديري الاكتتاب خلال فترة الاكتتاب والتخصيص وإعادة الفائض، ويعطي المكتتب إمكانية الاكتتاب من أي بنك كان، أينما كانت محفظته وأينما كان حسابه البنكي؟ ما الذي يمنع أن يتمكن المكتتب من إدخال رقم حسابه البنكي ورقم محفظته وأرقاماً سرية لها في أي صراف آلي في المملكة أو عبر الهاتف المصرفي أو خدمات الإنترنت الخاصة ببنكه أو في موقع موحد لجميع الاكتتابات على الإنترنت تديره هيئة السوق المالية أو مؤسسة النقد، ويتم استجلاب بيانات المحفظة والحساب البنكي ويقوم بالاكتتاب وتخصم المبالغ من حسابه في أي بنك كان، وتودع في حساب المصدر وبعد التخصيص يعاد الفائض للحساب الذي تم خصم المتحصلات منه، وتودع الأسهم في المحفظة التي حددها المكتتب أينما كانت، وكل ذلك بشكل آلي؟
بهذه الطريقة، يكون هناك احتمال أكبر لنجاح الاكتتاب، وتتاح لشريحة أكبر من المكتتبين، خصوصاً ساكني المناطق التي لا يكون فيها سوى فرع لبنك أو اثنين. وربما أدى ذلك إلى تسهيل مشاركة جميع البنوك كبنوك مستلمة، بغض النظر عن حجم الطرح، ودون أن تتحمل البنوك تكاليف معالجة طلبات الاكتتاب. والله أعلم!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي