ما الذي نريد .. من العام الجديد؟!
مع تباشير بداية العام الجديد الهجري أو الميلادي خطر ببالي أن أكتب عن أحلام وآمال مستقبلية أتمنى من الله أن يحققها لنا جميعاً. وقد تذكرت السؤال الاعتيادي الذي تسأله لجنة التحكيم للمتسابقات على لقب ملكة جمال العالم: ماهي أمنيتك في الحياة؟ فيكون الجواب النمطي هو تمنياتها بأن يتحقق السلام في العالم!! وربما تكون هذه أولى أمنياتي على الله.
كلنا يعرف أن لا تنمية ولا نهضة من دون إنسان قوي يملك الثقة بالنفس. وفي بلاد العرب تفرض الأشياء طغيانها بسبب ندرتها أو وفرتها، وتنشأ عقد الكبت والميل نحو التكديس الذي يصبح في الإطار الاقتصادي إسرافاً محضاً. أما في البلاد المتقدمة وطبقاً لدرجة التقدم ، فإن الأشياء كما يقول مالك بن نبي تسيطر بسبب وفرتها وينتج نوعاً من الإشباع . الإشباع الذي يدفع الإنسان المتحضر دائماً إلى تغيير إطار الحياة وفق صرعات الموضة في كل شيء حوله.
أريد لأمنيات ملكات الجمال المثقفات أن تتحقق بلا حقن البوتكس وعمليات الشفط ! أتكلم عن السلام الداخلي الذي لا يخضع للسلطة أو النفوذ أو المال والشهرة .. السلام الذي يحقق السعادة الأصيلة التي لا تتبدل مع مرور الزمن.
ها نحن مقبلون على العام الجديد الذي تحكمه الوفرة أو الندرة . ولنبدأ بما يريده الشباب من أحلام وأمان في العام المقبل، فمفاتيح حل المشكلات هي في أيديهم وليس عند الآخر. الشباب يطمح لوظيفة مرموقة ويريد الاستقرار المادي و المعنوي وهذا لن يحدث للمتقاعس منهم، بل للمجتهد ولكن دون أن يتعجل، المهم أن يعمل بجد وجهد مهما صادفته المتاعب ليحقق ما يريد. أما عن الذي يريده المواطن السعودي (برأيي المتواضع) فهو أن توفَر له السلع الأساسية التي يحتاج إليها لقوته اليومي بسعر مدعوم من الدولة إن كان موضوع السيطرة على الأسعار قد خرج من يد الوزارات المعنية. يريد المواطن أن يقود سيارته في الشوارع الجانبية الناعمة الأسفلت كما الخدود فلا تهتز كاسة الشاي الموضوعة إلى جوار مقعده (ونريدها أن تكون شوارع ذكية). يريد أن ُتخفض فواتير الكهرباء مقارنة بسعر أسهم شركة الكهرباء. يريد أن يتناسب دخله مع احتياجاته الأساسية فلا يحتاج إلى مجابهة غول الغلاء بالاقتراض من البنوك ليمتلك سكنا أو يشتري سيارة أو يتزوج !! يريد المواطن أن يسمع أنهم حاكموا تاجراً جشعاً رفع الأسعار على حساب قوت المواطن البسيط. يريد المواطن أيضاً تأميناً صحياً مجانياً مدى الحياة وليس وعدا بطيئاً يمشي على مهل ! يريد تعليماً يهيئ أبناءه لمجابهة مستقبل غير مستقر .ويريد جامعات توفر تخصصات تجد مستقبلاً في سوق العمل.
أما عن المواطنة السعودية فهي تريد المزيد من المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بما لا يخرج عن المطلوب والمأمول والجدير بها كمسلمة تمارس مسؤولياتها وتتحملها على خير وجه. تريد المواطنة جهات حكومية مسؤولة تسمع صوتها وتنصف الضعيفة والمغلوبة على أمرها ومسلوبة الحقوق. تريد أن ترى أولادها وبناتها يحققون أحلامهم ويحصلون على فرص للعمل والحياة الكريمة .تريد المواطنة ألا تفقد ابناً على أسفلت الطرقات بسبب الحوادث لأن النظام يحاسب البعض ويتهاون مع أصحاب السيارات ذات الستائر السوداء ! تريد الأسرة السعودية أن تحمي أولادها من الشات على الإنترنت والجوال والبلوتوث والفضائيات الهابطة. فكلها كم يقول (عزت السعدني) سببًا في عنوسة البنات وتخلي الشباب عن تكوين أسرة فلدينا أكثر من مليون فتاة عانس!
حتماً ستشرق أول أيام العام الجديد وخواطرنا ملأى بالأمل والدعاء مقرونة بنية الجهد والرغبة في المشاركة والعمل إضافة إلى الثقة بالنفس والإيمان، علّ الله يحقق أحلامنا وأمانينا في المستقبل القريب. أنا أريد وأنت تريد فلنترك الباقي على الله فهو سيفعل ما يريد ...دام عز بلادنا ودمتم ومن تحبون بخير.