طير يا اللي!!
يجمع الكثير من المحللين الماليين الأساسيين على أن هناك عددا لا بأس به من أسهم الشركات في السوق المالي السعودي كانت مقيمة بأسعار تقل عن قيمتها العادلة حتى ولو أخذنا أكثر نماذج التقييم حذراً وتحفظاً، ومع ذلك فإن الارتفاع العمودي واندفاع كثير من العامة لاقتناء أسهمها قد يدفعان بأسعار أسهم بعضها إلى تجاوز قيمتها العادلة حتى لو أخذنا أكثر نماذج الاستثمار تفاؤلاً. وكم نبهنا وغيرنا الكثير إلى نظرية مهمة يجب عدم إغفالها، وتكمن في كفاءة الأسواق المالية في تقييم أسعار أسهمها حتى في الأسواق الناشئة على المديين المتوسط والطويل، فمهما حاول من يحاول رفع سعر سهم بأعلى من قيمته العادلة حسب التحليل الأساسي، ومهما طبل له بعض المحللين المحليين والعالميين دون الإفصاح عن مدخلات وأسلوب نموذج الوصول إلى القيمة العادلة، فلا يصح مطلقاً إلا الصحيح وتبقى عناصر القوائم المالية هي الأهم دوماً في تحديد الكفاءة والقدرة على النمو.
أخيراً، هناك مع الأسف أسهم شركات لم تبدأ ممارسة أنشطتها ومع ذلك فإن أسعار أسهمها تماثل عشرات المرات قيمتها الاسمية، حتى لو فرضنا أن الترخيص لها يمثل أصولاً غير ملموسة.
تفاؤلنا يتنامى في كفاءة السوق السعودي لكبح جماح بعض المحللين في النوعين الأول والأخير ونطالبهم بتحمل المسؤولية في الإفصاح عن عناصر نماذجهم، وأن يراعوا الله - سبحانه وتعالى - في عدم تضارب مصالحهم مع نتائج التقييم، وقد يُساءلون يوماً أمام القضاء أو مهنياً عن مثل تلك التصريحات، لقد ولى زمن التطبيل ففي السوق المالي كفاءات سعودية تضاهي مهنيا مثيلاتها في العالم، فأهل مكة أدرى بجبالها، أو رجعنا على يا طير يا اللي والله أعلم.