حاميها .. حراميها!
عندما تستأجر حارساً لحراسة بيتك أو مالك فأظن أن من البديهيات أو الأولويات أن تسأل عن هذا الحارس .. وتفتش عن أمانته وقوته .. وفي القرآن الكريم سورة "القصص" تقول الفتاة لأبيها "يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين".. صدق الله العظيم .. والمقصود به سيدنا موسى عليه السلام.
وذنبك على جنبك إذا استأجرت قاتلاً أو لصاً أو نصاباً سابقاً .. أو استأجرت واحدا من أصحاب السوابق المحليين .. أنت المذنب .. وهذا ما حدث مع عدد من حراس المنشآت التجارية .. فقد سجلت شرطة "جدة" عدداً من حالات سرقات الأموال من البنوك ومحال الصرافة والمراكز التجارية .. وعند التحقق فيمن سرقوا اتضح أنهم من أفراد الأمن والحراسة الذين استأجرتهم هذه الجهات لحماية أموالها من السرقة .. أي أنه يصدق عليهم القول إن حاميها حراميها .
والسؤال الذي لا بد من أن نجد إجابة عنه هو: كيف يتحول رجل الأمن إلى لص وخائن ومختلس؟!
الإجابة تكمن في حالة هؤلاء من ناحية المرتبات .. فهم يتقاضون مرتبات ضئيلة ويعيشون في ظروف مزرية ويعانون من أن أصحاب الشركات، بل الزبائن يعاملونهم باستعلاء .. وينظرون إليهم نظرة متدنية .. مما يجعلهم إما أن يقدموا على الجريمة وإما أن ينسحبوا من العمل .. ويقول الخبراء إن 25 في المائة من العاملين في هذه الوظيفة ينسحبون منها سنوياً.
وقد انتهز عدد من المتسللين وذوي السوابق ومخالفين فرصة انسحاب الحراس الحقيقيين من العمل ليحلوا محلهم .. وسرعان ما تمتد الأيدي إلى الأموال وغيرها بالسرقة.
إن الشركات هي التي تقع عليها المسؤولية أولاً .. فهذه الشركات تعين أفراد الحراسات دون معرفة بسوابقهم أو بتاريخهم الإجرامي .. وبعض هذه الشركات يرشح هؤلاء للعمل بوثائق مزورة.
لقد أكد سمو الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، أهمية العملية الأمنية التي تقوم بها شركات الحراسات الخاصة، وأصدر بذلك لائحة تنفيذية تتضمن بنودها جميع الشروط التي يجب أن تتوافر في شركات أفراد الحراسات الأمنية .. حتى لا يصبح هؤلاء عبئاً إضافياً على الأجهزة الأمنية المختصة .. فلتنفذ الشركات والأفراد ما جاء في لائحة سمو الأمير .. ومن لا يفعل لا يلومن إلا نفسه.