تساؤلات.. الحج والعمرة والمدن
الفصل الأول:
لماذا لا يفعّل دور البرامج الإذاعية والراديو في تخفيف صخب المدينة ؟ أتساءل لماذا لا يكون في كل مدينة من مدن المملكة عدد من الموجات الإذاعية التي تساعد المواطنين في تنظيم السير واجتناب ازدحام حركة النقل؟ لماذا لا يتم الأخذ بتجارب الدول الأخرى؟ ولماذا لا تعمل عليه عدد من الدوائر الحكومية المعنية من بيئة وأرصاد ونقل ومرور؟ غريب كيف يستخدم الراديو في تشتيت أبنائنا وتغذيتهم بفكر الأغنية الحديثة، في حين أن سكان المدن السعودية أحوج إلى ثقافات أخرى وثقافات عديدة ترسّخ قيم التعاون والتكاتف. من أهم الاستفادة من تلك الموجات الإذاعية المتخصصة أو الموسمية هو التوضيح للمارة أو قائد السيارة أن الطريق مغلق أو أن الطريق السريع فيه العديد من الحافلات أو أن الطريق فيه من العثرات أو المعوقات بسبب الحوادث أو سوء الأحوال الجوية (ضباب أو مطر مثلاً)، نعم تستخدم بعض الدول تلك الثقافة والإعلام الجماعي لتعزيز وتوحيد الاتجاه والمعرفة الجماعية. كيف تستطيع مثل هذه الموجات الإذاعية تقديم الفائدة؟ مثال ذلك في رحلة الحج ابتدأ من دخول الحافلات أو الباصات لحدود الدولة السعودية يتم تزويد السائق وتعريفه على تردد موجة الراديو الخاصة بالتوجيهات، التي توفر المعلومات المرورية اللازمة ولتحديد أفضل المسارات وما هو متوقع أن يلاحظه مرورياً وأحوال الطقس، وهذه المعلومات مفيدة للسائق والراكب حتى يحدد الاتجاه ويتوخى الحذر ويكوّن رؤية موحدة، وعند اقتراب الحافلات والسيارات من المشاعر المقدسة (على سبيل المثال عند النفرة من عرفة ومزدلفة) فتكون الرسالة أقوى وأكثر شدة وصرامة لمساندة الحفاظ على الحركة المرورية السديدة والمستجدات من الفكرة الجديدة بين القيادة المرورية واستمراريتها والسائق والحجاج في الحافلات، إذ إن المعرفة وتوافر المعلومة هما عنصر نجاح الحركة المرورية اليومية والموسمية وغيرها. ماذا لو نضع موجة وقناة دائمة متخصصة للمعتمر وموسمية للحاج لتهديه وتيسر له خطة سيره المروري؟ وماذا لو استطعنا أن نخصص لها هاتفا موحدا للاتصال ومعرفة جميع ما يتعلق بأحواله من الناحية النظامية والتنظيمية وخطة السير وآخر المستجدات… هل نستطيع كما استطاعت مجتمعات وحضارات أخرى؟ نعم نستطيع، ولماذا لا ونحن نعيش موسم الحج كل سنة وموسم عمرة مستمر طوال السنة… السؤال هو: هل يكون أو لا يكون؟ هذا هو السؤال لرجال التنفيذ للفكر الجديد في التنظيم والتنظيم الإداري.
الفصل الثاني:
المتابعة هي حجر البناء بالنسبة لعملية التنفيذ الإداري، وكل الرؤساء الأكفاء فيما يتعلق بالتنفيذ يحرصون على المتابعة بدقة بالغة. فالمتابعة تضمن وفاء العاملين بالالتزامات المنوطة بهم وفقاً للجدول الزمني المتفق عليه. والمتابعة تكشف أيضاً عن أي تقصير في الالتزام بالنظام المعمول به والعلاقة بين الأفكار، وتجبر الأفراد على الالتزام بالدقة التي تعد عنصراً حيوياً لمزامنة الأجزاء المتحركة لمنظمة ما. إذا أخفق العاملون في تنفيذ الخطة بسبب ظروف متغيرة، تكفل المتابعة لهم التعامل بسرعة والابتكار مع الظروف والمتغيرات الجديدة… يمكن للرؤساء المتابعة إما بطريقة واحد لواحد وأما في المجموعات عن طريق ما يسمى بالتغذية العكسية وفيها يتعلم كل المشاركين في المجموعة شيئاً جديداً فتتنوع وجهات النظر المطروحة، والمفاضلات التي تتم والمكاشفة تقيس قرارات العاملين وتوحد الفريق، وأخيراً لا تقم (أنت) بإنهاء الاجتماع دون توضيع ماهية عمليات المتابعة وتحديد المسؤول عنها وتوقيت وكيفية إجرائها وتعيين الموارد التي سيعول عليها في إتمامها وكيفية وتوقيت إجراء المراجعة التالية والشخص الذي يتمم عملية المراجعة معه، ولا تدشن أي مبادرات إلا إذا كنت ملتزماً بها شخصياً ومستعداً لمتابعتها حتى النهاية حتى تتغلغل في جذور المؤسسة وتصبح جزءاً من كيانها… وإليك هذه النصيحة - أيها الفتى ابن المواطن - بمجرد أن تتبنى مبادرة ما، احرص على ضمان وضعها موضع التنفيذ، أما إذا تركتها تضعف وتنتحر بعد ستة أشهر مهدراً المال وجهد العاملين، فستقل فاعليتك في القيام بأي مبادرات مستقبلية أخرى … ووقتها سيقول المسؤولون ويرسخ فيهم عدم الالتزام وستدل لغة أجسادهم على الشكوك التي تساورهم، ومن ثم يجب أن تحرص على الالتزام وأن تكون قدراتك على متابعة القيام بهذه المبادرة وأنك ستقوم بها سواء بدعم من الجميع أو دونه، وعليه تصل الرسالة للجميع بسرعة أن هذه ليست تجربة، وأنها الريادة في موضع التنفيذ أنت قائدها.
ومين لابنك غيرك… ابن وأعمر أرض بلادك… بكرة الخير لك ولأولادك… الفتى ابن المواطن.