وهابيزم Wahhabism؟!
[email protected]
أعترف أن مقال كاتبنا الفذ نجيب الزامل "نحن الوهابيون؟!" في جريدة "الاقتصادية" الإثنين 8/12/1428هـ، قد شدني بطريقة تناوله موضوع الوهابية وكيف ينظر أغلب العالم لنا نحن السعوديين ... وأحببت أن أدلو بدلوي المتواضع لأنه يؤرقني ويزلزل كياني أن ينسب أحد إسلاميتنا إلى مذهب ما ويصنفنا وفق (تشكيلة من المسميات) ما أنزل الله بها من سلطان! فمفهوم (الوهابيزم) يلصق بنا تُهم التطرف والغلـو " وأنَّا لا نُري الناس إلا ما نرى ونهديهم سبل الرشاد"؟! نحن أذنبنا بحق أنفسنا أولاً لأننا تركنا الحبل على الغارب للدخلاء والمغرضين ليصنفونا مذهبياً وطائفياً لأننا هجرنا مسؤولية توضيح المفهوم الصحيح لمن لا يعرف ولمن لا يعرف أنه لا يعرف!
أبسط الذي فعلت أني كتبت كلمة Wahhabism على الجوجل بالإنجليزية، لأجد (220 ألف موقع) يحكي في تعريف الوهابية ونشأتها وبداياتها، مواقع فيها الافتراء الكثير وقليل فيه الصواب المشوب. أما عن المصطلح بالعربية فقد وجدت نحو (85 ألف موقع ) بما فيها الويكيبيدياWikipedia (ولاحظوا الفرق بين عدد المواقع العربية والإنجليزية!). الشاهد أن الحديث عن "الوهابيزم" ذكرني بالرحلة الأخيرة إلى الولايات المتحدة وكيف تكرر على مسامعنا خلال لقاءات متعددة من أكاديميات في الجامعات وربات بيوت وفتيات وأيضاً راهبات: كانوا يسألون عن الوهابية؟ وما هو هذا الدين السعودي؟ هل كل وهابي لديه زبيبة في جبينه؟ وهل صحيح أنكم تلعنون اليهود والنصارى كلما قرأتم الفاتحة؟ تصوروا يعرفون الفاتحة ويقرأون علينا الترجمات ومتحفزون للمناقشة ! قد نكون نجحنا من خلال الحوار في تبديل قناعات، وأكدنا على قيم وروابط مشتركة بين الأديان السماوية الكبرى. وذلك يؤكد شيئاً واحداً يجدر بنا أن نستغله لصالحنا؛ أن لدى الغرب نهمٌ شديد لمعرفة كل شيء عن السعودية وعن المرأة السعودية بالتحديد...وبالتالي فغياب المعلومات الصحيحة الصادقة، يضع على عواتقنا (خصوصاً من يمتلك ناصية اللغة) مهام كبرى تعزز سماحة الدين وتصحح المفاهيم المغلوطة وتنفي الخزعبلات المنتشرة عن بلادنا. وأعود لمقالة " الزامل" التي فتحت باب النقاش والتساؤلات وتركته موارباً إلى بعد العيد، ليشارك كل من لا يقبل التقصير انتشار خرافات مثل "أن الوهابيين لا يحبون المصطفى صلى الله عليه وسلم؟؟".
وأقول إن واجب إعلامنا السعودي وخصوصاً الشق الأجنبي الانتشار تحت جلد الكرة الأرضية بأكملها والتصدي بالمعلومة الصحيحة وبأساليب يعيها الطرف الآخر(خصوصاً بالبرامج الحوارية). وهو واجب المسافر السعودي أن يمثل بلاده خير تمثيل. ما أريد قوله أننا في وقت يستلزم الانتماء إلى إسلامية موحِدة وليس إلى سلفية أو وهابية أو سنية أو شيعية وغيرها. وهو ما نادى به الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله، إذ يقول ناصحاً في الدرر السنية : " إني أذكر لمن خالفني أن الواجب على الناس اتباع ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وأقول لهم: الكتب عندكم انظروا فيها ولا تأخذوا من كلامي شيئاً، لكن إذا عرفتم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في كتبكم فاتبعوه ولو خالف أكثر الناس ...لا تطيعوني، ولا تطيعوا إلا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ".هذا هو كلامه - رحمه الله . أما من ناحية الفكر فعلينا ألا نعتمد على غيرنا فيما نسمع أو نعتقد بل أن نؤسس منارة إشعاع فكري وحضاري وثقافي للعالم. علينا تأمل قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :(وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملـة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ما أنا عليه وأصحابي). كما أن الذئب يأكل من الغنم القاصية وأخشى أن بيننا وفينا من هو (قاصية)، لكن الإسلام في بقاع الدنيا كائن بنا أو من دوننا إلى نهاية العالم .. فإما أن نكون أو لا نكون. بارك الله لكم الأعياد والأيام.