أسعار العقار

[email protected]

الفصل الأول:
ما المؤثرات في ارتفاع أسعار الأراضي؟ وما المؤثرات في ارتفاع أسعار العقار – افتراضا بأن العقار مسكن أو مبنى؟ ما المؤشرات المقروءة التي تستفيد منها لمعرفة اتجاه أسعار العقارات والأراضي؟ كيف نستثمر مالنا في الموقع المناسب لعل الارتفاع والزيادة هو النصيب الأرجح لاستثمارنا؟ ماذا نستطيع أن نعمله نحن كي نرق بمظهر مدننا وأسلوب معيشتنا في المدن والضواحي والقرى؟ الكثير من الأسئلة التي تتوارد على الأذهان ومجموعها بديهي للعامة والخاصة ولكن أين مربط الفرس؟ وأين المكمن في إثارة الأسئلة وإطلاقها على سطح العبرات والكلمات؟! المؤثرات في ارتفاع العقارات تختلف باختلاف أنواع العقار لكن أهم مؤثر هو المرافق الخدمية وهي تتكون من وجود الطريق السهل الممهد لمدخل الحي أو المنطقة ووجود شبكة الكهرباء وشبكة المياه وشبكة الطرق الداخلية في المخطط تحت المقياس العالمي وليس التجاري المتعارف عليه في مواصفات بلديات وأمانات مدن المملكة، وأما شبكة الصرف الصحي ومؤثراتها الإيجابية في معدل ارتفاع سعر الأرض فهو ذا خاصية مختلفة على أهل أو سكان منطقة وأخرى. ففي المملكة فإن معظم أبنائها فقدوا الأمل في وجود شبكة للصرف الصحي لذا ليس لها تأثير في سعر العقار حتى إن وجدت فهي مؤثر نفسي فقط. أما في دول العالم المتحضر المدني لا يتم السكن ما لم توفر الشبكة لجميع المخططات السكنية من خلال المطورين العقاريين، فشبكات الطرق الداخلية التي تحمل شعار المواصفات والمقاييس الهندسية العالمية والتي يعمل بها بعض المطورين أيضاً لا تؤثر في المدى البعيد (خمس سنوات) على ارتفاع سعر الأراضي، إذ إن الاختراقات من وزارات الدولة بمشاريعها المتعددة وغير المنسقة بين تلك الأطراف يقتل أهداف المقاييس العالمية في الطرق – حالة ميؤوس منها خاصة على المدن الشرقية والغربية في المملكة إذ إن القرارات المركزية متحكم فيها (المركزية الوزارية). أسئلة أخرى.. هل يتم العمل بالنظام الذي هو مكتوب أم بالعرف الذي هو معمول به لدى كادر الوزارة؟ مراجعة الذات بصدق هي ما يجب عمله من وقت لآخر.
والأهم في التأثير في أسعار العقار هي اللوائح والأنظمة لصناعة العقار، هل تعلم أن التقييم والتثمين العقاري هو نشاط لا يعطى إلا للمكاتب العقارية (محلات)؟ وهل تعلم أن نظام المكاتب العقارية وتنظيمها يؤثر في استقرار اقتصاديات المدن؟ وهل تعلم أن مشروع نظام حديث يرتب الصناعة العقارية متعثر في مجلس الشورى ووزارة التجارة وفروعها؟ وهل تعلم أن الدولة العالمية المدنية المتحضرة اقتصادياً وغيرها قليلة التحضر تنظر إلى التفاصيل والجزئيات التطبيقية للوائح والأنظمة وتقوم بزيارتها في أوقات محددة سنوياً لاستقراء فاعليتها؟ وأخيراً للإجابة عن تساؤلات أسعار العقار، اشتر وبع في اتجاه الشمال وافتح مسامعك عن المشاريع الرائدة والمميزة ومواقعها واستقراء الأحداث البلدية وتوجهها في تحسين المدينة وشوارعها واستعرف بين الإشاعة والحقيقة في رؤية عن موقع قيل لك عنه أو أعجبت به قبل الشراء ... قد لا نستطيع أن نعرف ما يخبئه لنا المستقبل ولكننا نستطيع أن نعد أنفسنا له. ولك حبي يا وطن.
الفصل الثاني:
كل شخص يظهر موافقة سطحية على فكرة أن قيادة المؤسسة يتطلب شخصية قوية، وعند التنفيذ تكون هذه الشخصية القوية غاية في الأهمية، فدون الثبات العاطفي لا تستطيع أن تكون أميناً مع نفسك أو التعامل بصدق مع حقائق العمل والمؤسسة أو إعطاء الأشخاص تقييمات صريحة، كما أنك لن تستطيع التسامح مع تنوعات وجهات النظر والأساليب الذهنية والتجارب الشخصية التي تحتاج المؤسسات إلى وجودها بين أعضائها حتى تتجنب الجمود، فإن لم تستطع فعل هذه الأشياء فلن تستطيع التنفيذ. إن الثبات العاطفي يقتضي منك أن تكون متقبلاً لأية معلومات قد تحتاج إليها سواء كانت هذه المعلومات هي ما تحب أن تسمعه أم لا، ومن ثم الثبات العاطفي يمنحك القوّة التي تستطيع بها قبول وجهات النظر المختلفة مع وجهة نظرك والتعامل مع الخلافات يمنحك كذلك الثقة اللازمة لتشجيع وقبول التحديات في المحافل الجماعية والاجتماعات الدورية كما أنه يمكنك أيضاً قبول سلبياتك والتعامل معها، ويساعدك على أن تكون حازماً مع هؤلاء الذين لا يعملون بالصورة الجيدة المطلوبة وكذلك التعامل مع الغموض المتأصل في المؤسسات سريعة التغيير والمعقّدة. إن الثبات العاطفي ينتج عن اكتشاف الذات وضبطها، إنه أساس مهارات الأفراد فالقادة الأكفاء يحاولون معرفة الإيجابيات والسلبيات الموجودة في شخصياتهم خاصة عند التعامل مع الآخرين، ثم يعززون الإيجابيات ويصححون السلبيات، أي أنهم يحصلون على مكانتهم القيادية عندما يرى تابعوهم قوّتهم وثقتهم الداخليتين، وكذلك القدرة على مساندة أعضاء الفريق على تحقيق النتائج في حين أنهم يقومون في الوقت ذاته بتنمية قدراتهم الشخصية. إن القائد الكفء لدية مرجعية أخلاقية تزوده بالقوّة والطاقة لتنفيذ أصعب المهام فهو لا يتراجع عما يظنه صحيحاً وإن هذه السمة تقف على الجانب الآخر من الأمانة أو التعاون وكذلك معاملة الناس باحترام، إنه خلق قيادة العمل. وهناك أربع سمات رئيسية تشكل هذا الثبات العاطفي، الأول المصداقية وهي أن يكون الشخص على حقيقته وليس مدعيا، فوجهه الخارجي هو وجهه الداخلي نفسه وليس مجرد قناع يرتديه ومن ذلك أن تفعل ما تقول وتقول ما تفعل من ثم فإن المصداقية هي الشيء الوحيد الذي يكوّن الثقة، إذ إن الناس سيكتشفون الدجالين عاجلاً أم آجلاً. ومهما تكن أخلاقيات القيادة التي قد ننصح بها قائد المؤسسة، فإن الناس سيشاهدون ما تفعل فإذا كنت تستسهل الأمور في اتباع النظام فإن الأفراد الجيدين سيفقدون ثقتهم بك وسيسير الأفراد السيؤون على النهج الملموس. أما الباقين فإنهم سيفعلون ما يجب عليهم حتى ينجوا من هذه البيئة الأخلاقية السيئة وسيصبح ذلك جاهزاً وواضحاً يحول دون تنفيذ الأشياء. أما الثاني في الثبات العاطفي هو الوعي بالذات وهي معرفة النفس وهي لب المصداقية، إن الوعي بالذات يمنحك القدرة على التعلم من أخطائك ونجاحاتك ويصنع الاستمرارية في التطوير الملموس. الثالث هو ضبط النفس، وعندما تعرف نفسك أنك تستطيع ضبطها وتحمل المسؤولية على سلوكك والتكيف مع المتغيرات واحتضان الأفكار الجيدة والالتزام بمعايير التعاون والأمانة تحت كل الظروف، وأخيراً أيها الفتى ابن المواطن التواضع هو الأساس وكلما ازدادت قدرتك على احتواء ذاتك كنت أكثر واقعية بشأن مشكلاتك، فعليك أن تتعلم كيفية الاستماع والاعتراف بأنك لا تعرف جميع الإجابات وأنك تستطيع التعلم من أي شخص وفي أي وقت فجمع المعلومات اللازمة لأداء مهمة عملك تحتاج إلى التواضع وذلك لتحقيق أفضل النتائج، وتواضعك يجعلك تستشعر الآخرين في الفضل والعرفان الذي يجب توزيعه، إن التواضع يسمح لك بالاعتراف بأخطائك، لكن القادة الأكفاء يعترفون بها ويتعلمون منها ويكونون طيلة الوقت عملية صنع قرار مبنية على الخبرة.
(ومين لأبنك غيرك.. إبني وأعمر أرض بلادك.. بكرة الخير لك ولأولادك. الفتى ابن المواطن).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي