مصر التي نحبها
من المبالغة الاعتقاد أن العرب يتبادلون فيما بينهم الحب والعطف ، ومن الخطأ أن تعتقد أنك في محل ترحيب حين وصولك للكثير من المطارات العربية ..
يحدث ذلك بين العرب نتلمسه ونعيشه، ونعلم مدى الانشقاق والغيرة والتنابز بين عرب كثيرين، وإن كانت تحركات بعض العرب لوأد التنافر قائمة وملموسة كما هو فعل السعودية ومصر. رغم أن التاريخ العربي حافل بالتآخي والمحبة بين العرب .. وهم أي العرب لم يشهدوا حروباً طاحنة فيما بينهم كما هم الأوروبيون الذين دمروا بعضهم بعضاً بواسطة حربين عالميتين، ثم تجاوزوا الأمر عبر وحدة انطلاقاً من أن المصلحة أهم من التاريخ ..
ما ذكرناه مسلم به لكن لنكن منطقيين، فمصر هي استثناء عربي قائم، ليس لكونها الأكثر سكاناً ومن ضمن الأقوى نفوذاً" فناً وثقافة وعلاقات" داخل الوطن العربي، بل لأن هناك شعباً رائعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. شعب ودود سمح .. لا يحمل الأحقاد ، وإن فعل فالأمر وقتي سرعان ما يزول .
لديهم "أي المصريون" المبادرة دائماً بالكلام اللطيف والدعاء .. لا يثنيهم عن ذلك ما يلقاه كثير منهم من صعوبة في العيش، ومن كمد الزحمة الخانقة التي تكاد تغتال أرجاء عاصمتهم المصونة.
مصر جامعة عربية حقيقية، في جميع شؤونها تتعامل مع الكل دون استثناء ، تحب العربي لكونه عربياً .. تحمل همومه وتشاركه فيها .
هي دائماً ما تقدم رسالة مفعمة بالحب، ولذا لم يكن غريباً أن تكون رائدة في الثقافة والفنون رغم الاختلافات الأيديولوجية، والصراعات الحزبية .. لكن الخطاب في النهاية عربي ومحب لكل ما هو عربي .
لن أوغل في حديث يعلمه الجميع لكن .. لا أعلم كيف تتحمل عاصمتها هذا الفزع المقلق المسمى بالاختناق المروري .. هل أعيت مصر الحلول .. لتكمل مسيرتها كأم للدنيا "كما يحب أهلنا في مصر أن يطلقوه على بلدهم" .. وهل من حلول لهذا الاختناق الذي يئد كثيرا من الرقي والتطور، بل إنه ألغى مناسبات ضخمة وتاريخية تستحق مصر أن تستضيفها، كما هي بطولة كأس العالم لكرة القدم.
عبر أيام قلائل هناك كانت الزحمة المرورية مقلقة لأي مشوار ومعكرة لكل مزاج، وطفقت أتساءل .. هل من حل؟.. لكي تكتمل الابتسامة المصرية الجميلة .
من جهتي فهي ملاحظة المحب .. أما صديقي المصري فيرى أن التخلص من الزحام هناك يدخل في إطار المعجزات .. ويقترح أن يعود المصريون إلى ما كان عليه أجدادهم الفراعنة بأن يقدموا للنيل عذراء مصرية في كل عام أو حين بدء كل موسم كقربان لرضاه ولكي يساهم في حل الأزمة المرورية الخانقة .. هو يرى ذلك من باب الدعابة.. وأنا أرى أن مصر قادرة على تجاوز الأزمة .. لكن كيف ومتى؟