المستثمر المحلي .. ومظهر المدينة

[email protected]

الفصل الأول:
ماذا لو استطاعت الإدارات الحكومية أن تنفذ الأعمال بتكامل فيما بينها؟ ماذا لو استطعنا أن نجلب المستثمرين من جراء مظهر المدينة ؟ يعد الوصول إلى رأس المال من أهم العناصر الرئيسية لأي قرار استثماري في مجال العقارات كما أن الوصول إلى أسواق رأس المال ظل يمثل مشكلة رئيسية للمستثمرين في قطاع العقارات المتعطشين لرؤوس الأموال دائماً. وحتى يتسنى للأسواق العقارات العالمية أن تنمو وتتطور بسرعة فإنها تحتاج إلى أن تكون جذابة للمستثمرين بتحقيقها عائدات كبيرة لهم . وفي هذا الصدد، فإن أداء ونسبة تقلب العائدات للمناطق الثلاث الرئيسة في العالم تظهر أن كلا من أوروبا وأمريكا ظلت تحقق عائدات إٍيجابية مستمرة حيث وصلت نسبة الارتفاع فيها إلى 500 في المائة على مدى 20 عاما مع انخفاض نسبة تقلب العائدات، بينما سجلت المنطقة الآسيوية عائدات عالية جدا في منتصف الثمانينيات إلى منتصف التسعينيات ولكنها سجلت خسائر كبيرة في النصف الثاني من عقد التسعينيات مما أعاد المستثمرين إلى مستوى العائدات الذي كان سائداً في منتصف الثمانينيات. ومع نمو معظم الأسواق، نجد أن القوة الرئيسية المحركة للتدفقات النقدية هي المستثمرون من الشركات الذين يدخلون السوق.
ويحتاج هؤلاء المستثمرون إلى أسواق ذات سيولة من أجل الاستثمار فيها ويعتمد ذلك على حجم السوق. إخواني وأخواتي إن أسباب الطفرة في قطاع العقارات ليس بالضرورة أن تعزى إلى السيولة المرتفعة أو محدودية الفرص الاستثمارية المتاحة. ذلك لأن الاستثمارات في البلاد أو المنطقة وزيادة عدد السكان وتوافر الاحتياطي في عدد المساكن ووجود مؤسسات عقارية عامة تمنح قطع الأراضي عن طريق تطوير مرافق البنية التحتية.
ويمكن فهم سببين لنمو قطاع العقارات إذا استعرضنا مثالا سوق السعودية وسوق الإمارات، إن نمو السوق العقارية السعودية يعزى أساسا إلى تزايد السيولة ومحدودية فرص الاستثمار بينما تشهد سوق الإمارات وفرة كبيرة في الاستثمارات الأجنبية مدعومة بالنمو في الاقتصاد الذي تشهده منطقة الخليج بسبب ارتفاع الإيرادات النفطية. إذا كيف نصل إلى الوفرة الكبيرة للاستثمارات الأجنبية ونحن مدعمون بفضل الله بالنمو الاقتصادي من أثر ارتفاع الإيرادات النفطية؟ لابد وأن هناك طرقا وأساليب لإغراء تلك الاستثمارات في ظل الحياة الإسلامية التي نعيشها.
أن المغريات للاستثمارات العقارية في بلدنا الحبيب (وهي في النهاية لأبنائنا وأجيال المستقبل) تبدأ في مظهر المدينة الخارجي ووجود المرافق متكالمة (المياة، الصرف، الطرق، المستشفيات، المراكز الصحية، المراكز الأمنية، الكهرباء وعلى ذلك قس) حتى المرافق الحكومية مواقعها، وجودها، مظهرها العام، جودة خدماتها المقدمة للمواطن. تعد من أساسيات كمال المدينة.
ومن تلك المقاييس يبدأ نقاش وتفاوض المستثمرين الدوليين مع المحلين والناتج هو جهد المستثمر السعودي العالي لإقناع ثم إقناع ثم محاورة وحوار أصله وقصوره هو مقياس واقع مظهر المدينة الذي حدده المستثمر الأجنبي الدولي عن مدينتنا. آه لو كان لي سلطة تنفيذية أكثر منها استشارية لاستطعت أن أنظر في عين ابني وأقول يا فتي قم واعمل فأنت غير مجهول الهوية.

الفصل الثاني:
إن كثيرا من الناس لا ينظرون إلى التنفيذ على أنه عمل تكليفي لا يرقى إلى مقام قائد الشركة في حين أنه على العكس من ذلك فإنه يعد الوظيفة الأكثر أهمية بالنسبة للقائد. رغم أن الشركات فيها العديد من الموظفين الجادين والبارزين إلا أنهم ليسو عمليين ولا يضعون الأولويات للتنفيذ إذ أنك ترى معظمهم لديهم عملية للأفراد، وعملية استراتيجية وثالثة لوضع الميزانية أو التشغيل، فجميع هذه العمليات عندما تدار بتعمق ستحصل على نتائج جيدة كما ستحصل على إجابات عن تساؤلات مهمة مثل: هل منتجنا يلقى إقبالاً من العملاء ؟ هل نستطيع أن نحدد الكيفية التي ستقوم بها بتحويل الخطط إلى نتائج محددة للنمو والإنتاجية؟ هل لدى إدارتنا الموظفون الأكفاء الذين سيقومون بتنفيذ هذه الخطط ؟ وكيف يمكننا التأكد من أن خطة التشغيل فيها البرامج المحددة بشكل كفء والتي سنصل من خلالها إلى النتائج التي التزمنا بها ؟ فحتى هذه التساؤلات قد لا تكون محل النقاش أو مطروحة أصلاً في شركتك أو مؤسستك، قد تكون العمليات مجرد طقوس خاوية وأفكار مجردة والموظفون قد بذلوا فيها جهداً كبيراً إلا أنهم لم يأخذوا منها سوى القليل ، فقد كانت الخطط الاستراتيجية تقع في مجلدات كبيرة مليئة بالبيانات المتعلقة بالمنتجات ولكن هذه البيانات لا علاقة لها بالاستراتيجية، وقد تكون خطة التشغيل مجرد تدريب على الأرقام لا تعطي سوى انتباه قليل لخطط العمل الخاصة بالنمو للأسواق أو الإنتاجية أو الجودة - وأي أنه لا توجد ثقافة تتعلق بالإنتاج. في الماضي كانت الشركات تتحايل على مشكلة الإنتاج الردئ بأن تطلب من المنخرطين معها الصبر عليهم وكانوا يعتذرون قائلين إن بيئة العمل صعبة في الوقت الحالي أو إن استراتيجيتنا تستغرق بعض الوقت حتى تظهر نتائجها، وإن التنفيذ يقاس كل ثلاثة أشهر وليس فقط عن طريق الأرقام، ويرى المحللون الماليون أنه ما إذا كانت إحدى الشركات تظهر تقدماً ربع سنوياً ودائماً ما يتمثل في الفرق في الوقت الحالي بين إحدى الشركات ومنافسيها في القدرة على التنفيذ، فإذا كان منافسوك ينفذون بطريقة تختلف عن تلك التي ينفذون فإنهم سيهزمونك على الفور، ولن تنتظر أسواق المال لترى ما إذا كانت استراتيجيتك المفصّلة ستكتمل أم لا. ومن ثم فإن القادة الذين لا يستطيعون التنفيذ لن يحصلوا مرة أخرى على آمال مفتوحة. إن التنفيذ هو القضية الكبرى التي لا تزال تناقش في عالم الأعمال اليوم كما أن غياب هذه القضية يعد العائق الوحيد والأكبر أمام تحقيق النجاح وهو السبب وراء خيبة الآمال التي أرجعنا السبب على سبيل الخطأ إلى عوامل أخرى. وإليك المشكلة الأساسية، إن الناس ينظرون إلى التنفيذ على أنه الجانب التكتيكي للعمل أو على أنه شيء يقوم به القادة بتفويض أشخاص آخرين للقيام به في حين أنهم يقومون بالتركيز على القضايا الكبرى المعروفة، وهي فكرة خاطئة، فالتنفيذ ليس مجرد تكتيكات بل أنه انضباط ونظام، كما أن رئيس المؤسسة لابد أن يشارك فيه مشاركة كاملة فلا يستطيع أن يفوض شخصاً آخر للقيام به. إن الكثير من قادة العمل يقضون وقتاً هائلاًً يتعلمون فيه ويشرحون أحدث الطرق المتعلقة بعملية الإدارة، لكن فشلهم في فهم وممارسة التنفيذ ينقص قيمة كل ما يتعلمونه أن مثل هؤلاء القادة يبنون بيوتاً على أسس. إن التنفيذ ليس مجرد شيء يتم تحقيقه أو لا، إنه يمثل مجموعة محددة من السلوكيات والوسائل التي لابد أن تجيدها الشركات والمؤسسات الحكومية حتى تتحقق مميزات تنافسية، إنه نظام بمفرده، كما أنه يعد في الشركات الكبيرة والصغيرة فرعاً معرفياً مهماً لتحقيق النجاح في الوقت الحالي. إن التنفيذ يساعد القائد على اختيار استراتيجية أكثر قوّة وفي الحقيقة لا تستطيع صياغة استراتيجية قوية ما دمت غير متأكد من أن مؤسستك قد حصلت أو تستطيع الحصول على ما هو مطلوب من أجل تنفيذها وبما في ذلك المورد الملائمة أو الأشخاص المناسبون. والخطة التنفيذية هي أشبه بخريطة الطريق أو طرق أكثر منها في شكلها من نظريات التنفيذ يضبط إيقاع كل شيء وهو الوسيلة الأفضل للتغير أو التحول فهو أفضل من الثقافة وأفضل من الفلسفة. إن الشركات والمؤسسات التي توجد فيها ثقافة التنفيذ تتغير بدرجة أسرع من غيرها، وإن التوجه نحو التنفيذ ليس صعباً بل إنه أسهل وبسيط، فالمطلب الرئيسي يتمثل في أنك كقائد لابد من أن تكون مشغولاً بالمؤسسة بعمق وحماس وأن تكون صادقاً عند الحديث عن واقعها مع الآخرين ومع نفسك.
ومين لابنك غيرك.. ابني وأعمر أرض بلادك.. بكرة الخير لك ولأولادك.. الفتى ابن المواطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي