الألعاب الإلكترونية تشاركنا تربية أطفالنا
الأسرة والمجتمع والدولة والأمة والكون قاطبة مطالبة بوضع منهجية واضحة لعمل خطة مستقبلية للحد من مخاطر ومشكلات الألعاب الإلكترونية.
شهد عالم الألعاب الإلكترونية تطوراً مذهلاً مع التطورات التقنية المتلاحقة, مثل تقنيات الحاسوب وتطور الإنترنت. وأصبحت هذه الألعاب في متناول الأطفال والشباب, حيث أصبح الكثير منهم متأثرا بها, فهم يقضون معظم أوقاتهم في استخدام الألعاب الإلكترونية. وهذا في حد ذاته ظاهرة صحية للطفل لكي يكون متابعا ومرتبطا بعالم التقنية. ولكن يجب أن يكون هناك ضوابط للحد من مخاطر هذه الألعاب, التي أصبحت تشاركنا تربية أطفالنا.
الإفراط في اللعب بهذه الألعاب له تأثيرات نفسية في أطفالنا, فهي تؤثر في تصرفاتهم فيصبح الطفل عصبيا وحاد المزاج في معظم الأحيان. كذلك تتحكم في أوقاتهم, فقد تصبح همهم الوحيد, فهم يشغلون معظم فراغهم في اللعب, وهذا بدوره سيقلل من مشاركتهم في الأنشطة المفيدة مثل ممارسة الرياضة, أو مشاركة الأسرة في نزهتها, بل أصبحت تتحكم في شهية الطفل, فقد يأتي الوقت المخصص للوجبة وهو في قمة الاندماج مع ألعابه الإلكترونية, فتجده يعتذر عن الأكل أو ربما يشارك الأسرة مشاركة سريعة وعلى مضض. وهذا بدوره يشكل قلقا لدى أسرة الطفل.
ما الفوائد التي يمكن أن يجنيها الطفل من الألعاب الإلكترونية؟
مما لا شك فيه أن للألعاب الإلكترونية فوائد كثيرة منها: مساعدة أطفالنا على استخدام الحاسوب, وتطوير ملكة التفكير والإبداع, وتنمية الذكاء عن طريق استخدام بعض البرامج المفيدة والمصممة أصلاً لذلك. هناك بعض الألعاب المفيدة التي تجعل الطفل يتخيل الواقع ويعيشه ويستوعبه.
الألعاب مجانية على الإنترنت
توفر بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية ألعابا إلكترونية مجانية. وربما تكون معظم هذه الألعاب موجهة لخدمة غرض ما يتنافى مع معتقداتنا السلمية. مثل ألعاب العنف الموجهة, التي تقتل الضحية بقسوة ودموية مؤلمة, وحركات جنسية فاضحة, وصور إباحية, وعبارات بذيئة. وبهذا يكون الطفل عرضة للعب بها في البيت أو في مقاهي الإنترنت أو مع صديق, خلسة وبعيد عن نظر الأسرة.
التأثيرات الجانبية للألعاب الإلكترونية.
تأثر صحياً في مراحل تطور الطفل ونموه نتيجة مكوثه فترة زمنية طويلة أمام شاشة الحاسوب أو الـ Play station.
التأثير في الجهاز العصبي (إجهاد عقلي وتأثير بصري).
يقل الأداء الحركي مما يسبب السمنة (أحيانا), والتهابات المفاصل, وضعف شديد في اللياقة البدنية, وقد يؤدي إلى إعاقة النمو البدني السليم.
اضطرابات ذهنية وعقلية تؤدي إلى عدم القدرة على التفكير والتحليل السليم.
اضطرابات نفسية يفرضها واقع الألعاب الإلكترونية غير الإنساني, فقد تسبب الوسواس لدى بعض الأطفال والشباب, وقد تغير في شخصيته.
تنمية السلوك العدواني لدى الطفل, الذي يجعله يمارس كثيرا من العنف مع أقرانه, وفي معظم الأحيان تجده يساعد ويخطط لعمل جريمة ما في منزل الأسرة من باب التقليد.
سنحاول في المقالات المقبلة ـ إن شاء الله ـ التطرق بشيء من التفصيل إلى المخاطر والحلول الممكنة.