احذروا.. القهوة مشروب "طبي"!
لدينا كثير من العادات الغذائية التي تحتاج إلى مراجعة دقيقة، بل إن بعض هذه العادات مضرة بصحة الإنسان إذ لم يحاول التخلص منها كعادة يومية مستمرة وجعلها على فترات متقطعة، من هذه العادات عادة تناول القهوة بشكل مستمر طوال اليوم، كثير من الناس لا يعرف أن يبدأ يومه إلا بعدة أكواب من القهوة، وبغض النظر عن القهوة أو غيرها فإن أي مادة غذائية يتناولها الشخص بشكل مفرط لابد أن يكون لها بعض الضرر، وجود الكافيين في القهوة يكاد يجعلها مشروبا "طبيا" وليس مشروبا عاديا، فهو مادة عشبية أجريت حولها كثير من الدراسات التي اختلفت حول أضرارها أو منافعها، هناك دراسات حذرت من خطورتها على القلب ودراسات أثبتت خطورتها على الأناس الذين لديهم قابلية للإصابة بمرض السرطان ونصحتهم بتركها أو التخفيف من تناولها، كما تنصح المرأة الحامل بالامتناع عن تناولها حفاظا على صحة جنينها، إضافة إلى الدور المضر الذي تقوم به القهوة على مرضى ارتفاع ضغط الدم، غالبية الكريمات أو المكملات الغذائية التي تدعي قدرتها على تجميل البشرة أو تخفيف الوزن تحتوي على مادة الكافيين، هناك دراسات أيدت هذا الكلام وهناك دراسات قالت إن صحة هذا الكلام غير دقيقة، فالذي يحصل للبشرة عند وضع كريم التجميل عليها يزيد اندفاع الدم عند امتصاص الجلد للكريم فيحدث غسيل للمواد الدهنية فتبدو البشرة أجمل من ذي قبل وهذا شيء وقتي يزول بزوال مفعول الكريم المحتوي على الكافيين، فبالتالي لا داعي لصرف مبالغ باهظة لشراء كريم تجميل لا يستمر مفعوله إلا فترات بسيطة، تناولنا المفرط للقهوة المفترض أن يأخذنا إلى سؤال مهم، ما المعدل الطبيعي لتناولنا للقهوة؟ أي ما الحد الذي لا يجعلنا ندخل في متاهات صحية بسبب عادة غذائية يكاد يدمنها أغلب أفراد المجتمع، يبدأ تأثير الكافيين الفسيولوجي على الجسم من 300 مج، أي أن الحد المسموح بتناوله يقترب إلى ثلاثة أكواب متوسطة يسمح بتناولها في اليوم كحد أدنى، ففي قهوة الإسبرسو مثلا الكوب المتوسط يحتوي على 300 مج وفي القهوة المغلية يصل إلى 100 مج، وفي النسكافيه يصل إلى 65 مج، فإذا تناولت مثلا كوبا من الإسبرسو فلا يجب أن تتناول أي نوع من أنواع القهوة طوال اليوم لأنك بلغت أقصى حد مسموح بتناوله، وقس على ذلك بقية أنواع القهوة، التناول المفرط للقهوة يسبب مرضا اسمه "الكوفينيزم" وهو مرض اسمه مشتق من الكافيين يسبب خفقان القلب والإسهال وحرقة المعدة وتوتر العضلات وسرعة الإثارة العصبية والأهم والأخطر أن أعراض مرض الغدة الدرقية يتشابه مع أعراض إدمان تناول القهوة، فلا يكاد يفرق بينهما إلا طبيب متمكن وكذلك تتسبب في رفع الكلسترول، وفي المقابل من فوائد الكافيين أنه يخفف من نوبات الربو حيث إنه يعمل على توسعة الشعب الهوائية، كثير من مستحضرات تخفيف الوزن يكتب ضمن محتوياتها مادة"القوارانا" وهي مادة تحتوي على ثلاثة أضعاف كمية الكافيين الموجودة في القهوة والحقيقة أن هذه المستحضرات ليس لها مفعول حقيقي في تخفيف الوزن سوى أنها تعمل على إيقاف الشهية مؤقتا وتدر البول مما يؤدي الى تقليل كمية السوائل في الجسم فيتوهم الشخص بأن وزنه قد نقص، أود أن أشير إلى أنه ليس القهوة وحدها التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين فهناك أيضا الشوكولاتة ومشروبات الكولا ومشروبات الطاقة، وبغض النظر عن كون الكافيين ضارا أم نافعا، فإنه لا يعتبر مشروبا عاديا بل يعتبر مشروبا " طبيا"!