المليونير المتشرد "مرةً أخرى"
يلفت نظرك في بعض الأحيان رسالة من قارئ كريم تحمل في طياتها كثيرا من المعاني الراقية، تكون في وقعها (دون مواربة أو ادعاء) أفضل مما يكتبه المكلف المعني بملاقاة القراء عبر مقالة صحافية. وأحسب أن القارئ عبد الرحمن العبيد من الرياض في محل الظن نفسه، وهو يكتب رداً جميلاً على ما كتبه الراجي لعفو ربه كاتب هذه السطور في مقالة "المليونير المتشرد" ذلك الفيلم الهندي الذي بهر العالم، من خلال حضوره عبر مراكز السينما في هذا العالم، وبالطبع ما عدا عالمنا الخاص فهو لم يمر به ولا يعلم عنه شيئاً!
يقول الأخ عبد الرحمن وأستميحه عذراً بالاختصار: علينا فقط أن نتغنى بأننا سمعنا بفيلم يستحق المشاهدة، أما ما عدا ذلك فلا مجال للفخر أو التغني، لأن لا سبيل لدينا للاستمتاع بملاحم كبرى كما هو "المليونير المتشرد" أو "سيد الخواتم" أو ما شابهها إلا عبر القرصنة المحرمة دولياً، والسبب أننا محرومون من هذا الفن الراقي، محرومون من المتعة التي تمنحها هذه الأفلام، فقط في بلدنا هنا ودون أسباب منطقية، أما كل العالم فهو يشاهدها في وقت نفسه عرضها في مصدرها عبر دور سينما تخضع للرقابة الأخلاقية، وعبر إدارات ثقافة في معظمها تتبع للحكومات أو جهات ذات علاقة بالرقي والفكر السليم.
لن أتحدث عن الوقت الذي ستكون لنا فيه سينما مماثلة، لأنه لن يحدث مثل هذا، ونحن من فرحتنا قد احتفينا كثيراً بعرض فيلم مناحي حتى لو كانت حبكته ضعيفة، وقيمته الفنية متردية "ولا بأس علينا في ذلك" لأننا أردنا أن يحضر من يعلق الجرس .. لكن حسبي أننا ما زلنا متوجسين قلقين، وعلينا أن نحلم طويلاً حتى يكون لنا فيلم بقثيمة" المليونير المتشرد".
ويقول في جزئية أخرى "علينا أن نستمر مستوردين للثقافة، مقلدين غير مبتكرين .. حتى في فعلنا، لا نقدر على الاقتراب من خليجيين بقربنا يشبهوننا في كل شيء، لكن هو قدرنا أن يكون من بيننا من يئد السينما، ويحارب المسرح، ويريد أن يفرض الثقافة التي يريدها قسراً، وسط دوائر حكومية ذات مسؤولية، لكنها مسؤولية خائفة، لا تلوي على قرار".
ويضيف: "نحن نعيش وسط زخم حضاري متطور متسارع، ونحن ما زلنا نتحاور حول السينما والمسرح، وعن جواز العمل بهما من عدمه".. ويختم: ليس من المفيد لواقعنا وتطلعنا أن نكون كذلك". من جهتي فليس لدي ما أضيفه .. مع شكري وتقديري للقارئ الكريم.