الأسهم تخترق مقاومة عنيدة.. لكن بحجم تداول ضعيف

أبلى مؤشر السوق هذا الأسبوع بلاءً حسناً بارتفاعه 5.5 في المائة يدعمه في هذا الارتفاع الملحوظ بأحجام التداول في أثناء مُنتصف الأسبوع، وقد تفاعلت جميع قطاعات السوق بارتفاعها ما عدا قطاع الفنادق الذي انخفض بنسبة 0.4 في المائة، ولعل أبرز حدث من ناحية التحليل الفني هو إغلاق مؤشر السوق يوم الأربعاء فوق متوسط 50 يوما ولكن هذا الإغلاق يعيبه بعض الأمور الفنية التي سنتطرق لها لاحقاً.

سهم "عذيب"

مع أول يوم تداول ارتفع سهم "عذيب" بنسبة 55 في المائة في أول أيام حياته وهو الضيف الجديد على سوق الأسهم السعودية مُستحوذاً على 44 في المائة من إجمالي الأسهم المُتداولة في السوق يوم السبت الماضي، حيث كان "عذيب" أول سهم يتم طرحه للاكتتاب والتداول بعد الأزمة العالمية، ونحتاج فنياً إلى مرور عشرة أيام تداول حتى يتكون لدينا متوسط حركة عشرة أيام البسيط ويُمكننا التعاطي مع هذا السهم فنياً على الأجل القصير.

قطاعات السوق

قطاعات السوق تمكنت جميعها من الارتفاع وأربعة منها كان أداؤها أفضل من أداء مؤشر السوق وأفضلها أداء قطاع الإعلام والنشر الذي ارتفع بنسبة 6.9 في المائة وقد هبط من بينها قطاع الفنادق بنسبة طفيفة هي 0.43 في المائة، ومعظم قطاعات السوق ستعاني مقاومة تأتي من متوسط حركة 50 يوما البسيط خلال الأيام المقبلة.
القطاعات التي تمكنت من تجاوز متوسط حركة 50 يوما والإغلاق فوقه مثلما فعل مؤشر السوق هي أيضاً تعاني الارتفاع المُتتابع، بينما نجد مؤشر قطاع الطاقة نجح في الارتفاع والابتعاد كثيراً عن متوسط حركة 50 يوما ما يعني أن مهمته المقبلة هي التراجع واختبار هذا المتوسط كمستوى دعم.

شهر "مارس"

بقي على انتهاء تداولات شهر آذار (مارس) ثلاثة أيام وما يهمنا كثيراً أن نُتابع الكيفية التي سيُغلق عليها مؤشر السوق في هذا الشهر، فيجب أن يُغلق فوق متوسط الحركة الأسي لثلاثة أشهر والموجود عند 4609 نقاط. وجدير بالذكر أن مؤشر السوق ارتفع في شهر آذار (مارس) حتى الآن بنسبة 5.9 في المائة.
سنقترب أكثر وأكثر من موعد إعلان نتائج أرباح الشركات ومعها ستزداد وتيرة الترقب والخوف ولا بد أن يكون لهذه الحالة تأثير سلبي في حركة السوق وأسهمه لذا يجب رفع مستوى الحيطة والحذر، ونؤكد أنه مهما بلغنا من ارتفاع فإن أمام مؤشر السوق منطقة مقاومة عنيدة تقع بين 5600 و5800 نقطة لوجود مُتجه هابط طويل الأجل ممتد منذ شباط (فبراير) عام 2006 يظهر بوضوح على الرسم البياني الشهري كما في شكل (1).
#2#
ارتداد طبيعي

أعجب كثيراً عندما يربط البعض هذا الارتفاع بارتفاع أسعار النفط كسبب, علماً بأن أسعار النفط لم ترتفع إلا نهاية الأسبوع الماضي ومؤشر السوق السعودي ظهرت عليه علامات الارتفاع قبل أسبوعين وكنا نترقبها، وهنا سأقتبس نصاً من تقريرنا الأخير الذي نُشر قبل أسبوعين حيث قلت ما نصه "في حالة تقعر الحدّ السفلي لمؤشر بولينجر باند فإن هذا سيدّل على قرب الاكتفاء من الهبوط، واتساع الفجوة بين حديّ مؤشر بولينجر باند يدل على أن مؤشر السوق عندما يرتد إلى أعلى فسيصعد بقوة".
نعم لقد تقعر الحدّ السفلي لمؤشر بولينجر باند في منصف الشهر الحالي يوم الخامس عشر قبل ارتفاع أسعار النفط، وكان هذا دليلاً واضحاً على الارتداد وأما قوة الارتداد كان يُتوقع أن تكون كبيرة لأن الاتساع بين حديّ مؤشر البولينجر باند كان اتساعاً كبيراً كما ذكرت في النص المُقتبس أعلاه، لذا رأينا أن مؤشر السوق ارتفع بنسبة تزيد على 12 في المائة كما في شكل (2). قوة هذا الارتفاع جعلته يتوقف ليوم واحد أمام متوسط حركة 20 يوما ثم أكمل مسيرته بعد أن لامس مؤشر Parabolic SAR, ما يعني أن هناك اتجاهاً قوياً نحو إكمال هذا الصعود في ذلك الوقت.
#3#
حالياً نجد أن الحدّ العلوي لمؤشر بولينجر باند كما في شكل (2) قد انحرف لأعلى ما يعني أنه فتح المجال لمزيد من الارتفاع، ولا ننسى أن مؤشر السوق مُنهك ومُتعب من جراء الارتفاع المُتتابع منذ منتصف آذار (مارس)، ومما يزيد الشكوك حول قدرة مؤشر السوق على الصعود أكثر هو أن المؤشر سيحتاج إلى الهبوط والراحة قبل أن يُكمل الصعود وهو الأقرب حدوثه.

اختراق هزيل

مؤشر السوق يسير في قناة هابطة منذ فترة كما هو موضح في شكل (3) وبينت في تقارير سابقة أنه في حالة صعود مؤشر السوق فإنه سيواجه مقاومة عنيدة من المتجه الهابط ومن متوسط حركة 50 يوما البسيط، ولكن ما حدث يوم الأربعاء هو أن مؤشر السوق تمكن من اختراق هاتين المُقاومتين، لذا نحتاج إلى تأكيد هذه القوة في الاختراق بسبب أن الاختراق لم يكن مدعوما بارتفاع قوي في حجم التداول وهو السيناريو نفسه الذي حدث مع مؤشر السوق الأمريكي "داوجونز" حيث اخترق متوسط حركة 50 يوما بقوة ولم يتجاوزه بعدّ لضعف حجم التداول يوم الاختراق.
#4#
أضف إلى هذا أن مؤشر السوق مُنهك ومُتعب من جراء الارتفاع المُتتابع الذي بدأه منذ منتصف آذار (مارس) وبالتالي فإن الاحتمالات الأقوى هي أن يهداً مؤشر السوق قبل أن يستأنف الصعود.
حتى نقول إن هذا الاختراق حقيقي فإننا نحتاج إلى تأكيدات وهي أن يبقى مؤشر السوق ليومين متتالين فوق متوسط 50 يوما البسيط وفوق المتجه الهابط الذي تم اختراقه ويتمكن من دعمه في حالة هبوط مؤشر السوق.

الأسهم القيادية

سهم "الراجحي" هو أول البنوك التي واجهت مقاومة من متوسط حركة 50 يوما بعد أن اخترق المتجه الهابط الذي كان يضغط عليه لمدة طويلة، هذا التراجع في آخر يومين من الأسبوع الجاري أمر إيجابي، بينما نجد أن سهم "سامبا" الذي طوقه مؤشر بولينجر باند لفترة ليست بالقصيرة قد ارتفع يوم الأربعاء وانفرج الحدّ العلوي لـ "لبولينجر باند" مؤذنا بقرب حركة صعود بعد تضييق على حركة سهم "سامبا"، كما أن مؤشر Parabolic SAR أعطى إشارة إيجابية منذ يوم الثلاثاء وهذا الوضع الفني عند حدوثه فهو يعني تحقق سيناريو الصعود.
سهم "سابك" يُعاني قهرا واضحا قام به متوسط حركة 50 يوما ولذا يجب مراقبة تعامل السهم متوسط الحركة هذا قبل الحكم على هذا السهم فنياً، وبالمثل سهم "الاتصالات" الذي ارتفع كثيراً وحالياً هو سهم مُنهك, وأعتقد يصعب عليه تجاوز متوسط حركة 50 يوما، ولا يشفع له حاليا إلا الانفراج الواضح بين حديّ مؤشر بولينجر باند مما يرفع احتمالات الارتفاع لأيام ثم يعقبه هبوط قوي.
#5#
أما وضع سهم "الكهرباء" فهو إيجابي حيث كون نموذج مثلث صاعد كما في شكل (4) وقد تم اختراق الحدّ العلوي للمثلث الصاعد يوم الأربعاء ورافق هذا الاختراق ارتفاع ملحوظ وقوي في حجم التداول كما يتضح في شكل (4)، وبالتالي فإن الهدف المُتوقع للسهم أن يصل حتى مستويات 10.85 ريال تقريباً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي