أفكارى حول سياسة العالم ( 1)
ابوالحسن عبدالله على – مصر:
أود فى البداية أن اوكد بصدق اننى لا اعرف فى السياسة التى يتحدث عنها الناس والعالم ووسائل الإعلام شيئا ، والسؤال لماذا إذن تصدع رؤؤسنا بأفكارك حول سياسة العالم ؟
وأنت عزيزى القارئ معك حق فى سؤالك ولكن اطلب منك ألا تتسرع فى حكمك فما اقصده هنا هو الحديث فيما لا يستطيع التحدث فيه بصراحة من قبل من ينتسبون الى السياسيين فكل من يتحدث فى السياسة لا يتحدث برأيه وإنما يتحدث براى وسياسة دولته او الحزب الذى ينتمي له او الجماعة التى ينتمي إليها او غير ذلك تماما مثلما لا احب الحديث عن كرة القدم فراى ان السياسة وكرة القدم علم لا ينفع وجهل لا يضر مع احترامى للرياضة اذن فما هو الجديد فى هذا الحديث ؟
الجديد الذى اوكد عليه اننى لا انتمى إلى حزب او جماعة او أؤمن بما يسمى ديموقراطية وحرية وغير ذلك من المسميات التى سوف نكشف معا ان شاء الله زيفها ونضع أيدينا على حقيقتها ولنبدأ بإذن الله:
الديموقراطية ام التفرقاطية ؟
ما هذا التعبير الجديد ( التفرقاطية ) نعم هذا رأيى فى الديموقراطية انها عبارة عن أسلوب لزيادة الفرقة فى الانتماء والأفكار وحتى المبادئ فالعالم ينظر إلى الديموقراطية على أنها الحرية فى تكوين الأحزاب ومن يمنع ذلك فهو يقيد الحريات ويسعى الى دكتاتورية الحكم، وهى أيضا حرية التعبير حتى ان وصل الأمر إلى سب الناس والأديان والأعراف وان خرج عن التقاليد وحتى عن الأعراف الإنسانية ، وهى أيضا حرية التصرف الشخصي دون النظر في مدى انسجام ذلك مع المجتمع الذي يعيش فيه وهى قبل كل شيء حكم الشعب بالشعب ( اى انه يجتمع الشعب ليضع جملة من القوانين ويلزم نفسه بتباعها بغض النظر عن تماشى ذلك مع العرف الانسانى ولا ينفذ أمر من الأمور إلا بموافقة الشعب ) والحق أن اليموقراطية بهذه المعاني ما هي إلا تفرقاطية وهمجية فالأحزاب هى طريقة لتشجيع الناس إلى التحزب اى التفرق وعدم الوحدة أليس كذلك ؟
فكل منتسب إلى حزب متعصب إلى حزبه وفكر حزبه وهذا يمنعه من الانسجام مع الأحزاب الأخرى حتى نادى المتمقرطون إلى انه لابد من ان يكون لكل شخص انتماء حزبي اى لابد أن ينتمي إلى حزب معين والا فهو شخص بلا هوية فان كان ذلك فمرحبا بالا هوية، وكارثة هذه الأحزاب تظهر عند اتخاذ اى قرار فهذا يوافق وهذا يعارض وياتى بالمبررات وهو فى الحقيقة يعارض من اجل مخالفة الاخرين ليس إلا، ومن هنا وضع العالم الموافقة بالأغلبية فما هي ؟
الأغلبية هي الزيادة عن النصف اى عن 50% فان تم الموافقة على قرار ما مثلا بنسبة 51% يتم تطبيقه على الكل والسؤال هل يحكم 51% نسبة الـ 49% الباقية ؟ فهل هذا حكم الشعب للشعب كما يقولون أليس هذا شيئا مضحكا ؟
في الدول الأعلى ديموقراطية إذا نجح رئيس الدولة بنسبة 53 % يعين رئيسا للدولة.
هل رأيتم في أي دول العالم طالب يحصل على هذه النسبة ويلتحق بالكليات العليا مثل الطب والهندسة مثلا ؟
اذن فكيف يعين من يحصل على هذه النسبة رئيسا للدولة ؟ إن الشعوب أيها السادة لكي تحكم لابد أن يحكمها أولو الرأي والبصيرة والمفكرون والعلماء لا أن يحكم الشعب كل الشعب كيف ذلك ؟
فهذا الحاكم يتم اختياره من قبل ما ذكرنا ليكون رمزا يحكم من خلال مشورة أولى الرأي والبصيرة والمفكرين والعلماء.
فما الأساس الذي يتم الحكم عليه ويكون المرجع انه أساس يتفق مع قانون رباني ذلك عند الشعوب التي لديها دين سماوي ، أما الشعوب التي ليس لديها دين سماوي فلابد لها من مرجع يتفق مع الأعراف الإنسانية والأخلاقية ، وأما المسلمون على سبيل المثال فان ( الديموقراطية والإسلام لا يتفقان لماذا ؟ )
لان الحكم فى الإسلام لله وحده لا للشعب فدستور الحكم منزل من الله وعلى المسلمين التطبيق فقط لا التشريع ، واما الحرية التى ينادى الكثير بها وهى حرية الإنسان فيما يقول ويفعل دون قيد أو شرط فهي الهمجية بعينها ، فحرية الإنسان ما هي إلا حريته من ألا يقع أو يسيطر عليه الآخرون ، والإسلام مثلا دين الحرية ولكن الحرية في ماذا ؟
حرية الإسلام فيما أحله الله اما ما حرمه الله فلا حرية فيه فاحذر ألا يخدعك احد .