أفتونا.. فاختلافكم أقلقنا؟! (2)

عندما تسطّر ما تقتنع به، أو ما تحاول أن تصل من خلاله إلى أفضل الحلول التي تخدم المجتمع ترتقي بالمحيط الذي تنتمي إليه.. تعبر عن قناعاتك، وتدافع عن الحقيقة، بل ترجوها أن تتضح، بل تفعل كل ما في وسعك لتحقيق ذلك ، دون أن تتجاوز وتشتم وتقلل ، ودون أن تتزلف وتتملق أو حتى تنتظر كلمة شكر وثناء .. تكتب لأنك تريد ذلك .. تسطر لأن ثمة فائدة ترجو أن تتحقق من خلال الكلمات والسطور.
التوطئة أعلاه تعبير عن مقال الجمعة الماضي الذي كان معنونا بـ: "أفتونا .. فاختلافكم قد أقلقنا" ، وأحمد الله وأشكره أن من رأى في المقال إيجابية هم الأغلبية "من واقع الرسائل التي وصلت على الموقع ، أو إلى عنوان كاتب المقال" لكن هناك من يرى في مثل هذا الحراك تشويها وبحثا عن مصائب أعاذنا الله وإياكم من المصائب وما قرب إليها من قول وعمل، ومع اعتزازي بكل رأي موافق أو مخالف، لكن لندحض الحجة بالحجة ، فالبعض في مخالفاتهم يشيرون ولا يؤكدون، يستدلون ولا يقنعون، مع التأكيد على أن استدلالاتهم لم تكن إلا بأشخاص هم من الأجلاء الأفاضل، لكن كأنك تتلمس في تلك الاستدلالات تقديساً لتلك الآراء وكأنها قرآن منزل، وما دام أن العالم الفلاني قال ذلك ،" فلا قرار على زأر من الأسد" ، كما قال جدنا النابغة، ولا يأبهون بأن هناك من هو في منزلته أو أعلى قد خالفه الرأي.
كان هدفنا أن نصل إلى المعلومة ، بعيداً عن الانتقاص والسخرية ، كنّا نريد الحقيقة الموثقة، أو الاختلاف الإيجابي البنَّاء، وأقول لأحدهم إني -عبر مقالتي- بحثت عن مخاطبة العقول، لأن العالم الإسلامي وفق ما نعلمه ونشاهده في معظمه الساحق له رأي مخالف عما نحن عليه.
كان طلبا للتوضيح، تمنيت من خلاله أن ينفعني يوم الحسرة والندامة، لأنه بحث عما ينفع، لا ما يضر.. ومن سخرية القول أن أحدهم يقول لكاتب هذه السطور بما معناه: "إذا كان أولئك المجيزون للتكشف سيدخلون النار، هل تريد أن تدخل معهم"؟ أي حجة وأي إقناع، لأن ما نريده هو ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما قاله رب العزة والجلال.. أما من يرى أن رأي فلان لا رأي بعده ، ففقد أدخلنا دون أن نعلم في إطار مفهوم الأولياء الذين لا يخالط حديثهم لبس ولا يأتيهم الباطل لا من بين أيديهم ولا من خلفهم وأنهم لا يخطئون!
أعود لأقول إني من عامة الناس ممن يبحثون عن الرأي الصحيح والدليل القاطع، بل والمعلومة البينة التي ترتكز على قول الله تعالى وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. لم أدع بما لا أعرف. عرضت الأمر ووقفت عنده .. منتظراً الإجابة وجزى الله خيراً من أراد خيراً بالمسلمين، وسامح الله من رأى أن لا علم إلا ما يراه هو.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي