رسالتي إلى الوزراء الجدد

بعد أن تلقى أصحاب المعالي الوزراء الذين تسلموا مهامهم أخيراً تهاني وتبريكات آلاف المواطنين الذين يأملون أن يحدث هذا التغيير نقلة نوعية في أداء الوزارات تصب في مصلحة خدمة الوطن والمواطن على أكمل وجه, جاء الدور على معاليهم ليحدثوا التغيير المنشود أو التغيير الحلم, لكن كيف يكون ذلك؟
هل يكون عن طريق إصدار القرارات الجديدة المبنية على رؤى معاليهم الشخصية أو تلك المبنية على رؤى مستشاريهم أو المستندة إلى بعض المطالبات التي وصلتهم من بعض المواطنين عن طريق البرقيات والمعاريض؟!
أم يكون التغيير عن طريق إلغاء القرارات السابقة التي أثبتت إضرارها بمصلحة المواطن وعدم فاعليتها وهي التي استندت قبل إقرارها إلى نفس ما ستسند إليه القرارات الجديدة من مناشدات ومطالبات متغيرة لا يمكن قياسها بدفاتر الصادر و الوارد الخاصة بكل وزارة!
أقول هذا وأنا أعلم جيداً أن كل وزير من الوزراء الجدد يحلم بأن يكون عهده الوزاري حافلاً بالتطوير ومتوجاً برضا ولاة الأمر والمواطنين, ولذلك فمن واجبي أن أوجه رسالة إلى كل وزير جديد حمل على عاتقه أمانة كبرى تمس كل مواطن في هذا البلد.
رسالتي إلى أصحاب المعالي الوزراء تتمثل في الحرص على تكريس وإشاعة ثقافة الاستفتاء, والدراسات الميدانية والشجاعة في اتخاذ القرارات استناداً إلى تلك الاستفتاءات والدراسات بشكل ينتج عنه تغيير حقيقي وفاعل وموفق, فعملية التغيير من أجل التغيير عملية بسيطة وغير متعبة لكنها ليست موفقة في كل الأحوال.
ما الذي يمنع من أن تطرح كل وزارة على مراجعيها أو من خلال موقعها الإلكتروني استفتاء كل شهر يبين في نهاية المطاف مدى رضا المواطنين عن أدائها في كافة الجوانب ومن ثم تبني قراراتها بناء على نتائج تلك الاستفتاءات؟
الاستفتاءات يا سادة يا كرام لا تكذب فهي تنقل أصوات المواطنين ومناشداتهم ومطالبهم دون برقيات ومعاريض ومعاملات صادر و وارد تنتهي إلى الأرشيف, وعلى الوزراء أن يدركوا جيداً أن البدء بحل المشاكل الموجودة في وزاراتهم أهم بكثير من البدء في التخطيط للتطوير والتجديد, فعملية معالجة الأخطاء والمشاكل هي في حد ذاتها عملية تطويرية فاعلة ومهمة.
الإعلام والصحة والتعليم أهم ما يمس حياة الناس في هذا البلد, وجميعها بحاجة إلى انتفاضة علاجية وتطويرية, والعلاج يحتاج إلى التشخيص الدقيق للحالة قبل أن يُقدم لها, ولذلك فيجب أن ندرك أن أداة التشخيص الأكثر فاعلية اليوم هي الاستفتاءات وتتبعها الدراسات الميدانية لا الاجتهادات والآراء الشخصية أو الاستشارات الإدارية.
باختصار.. يا أصحاب المعالي الوزراء .. يا من ننتظر منكم الكثير لخدمة الوطن والمواطن.. لتكن أولى خطواتكم في وزاراتكم تكريس وإشاعة ثقافة الاستفتاءات ومن ثم بناء القرارات عليها, فهناك الملايين ممن يأملون أن تسمعوا أصواتهم!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي