التخطيط أساس للإقتصاديات الناجحة (الرياض نموذجا)
عبدالباري ظاهر ـ خبير أسواق مال
علمتني دنيا الإقتصاد أن تحديد الهدف أساس للنجاح وأن مابين الهدف والنجاح ممر يسمي التخطيط فلابد من عبوره ، هكذا هو الحال في سوق الأوراق المالية بل هو نفسه الحال مع أي مؤسسة أو جهة أو دولة تريد أن تتميز وتحقق أهدافها .لأن التخطيط هو الممر وبدونه يصعب بل يستحيل احيانا تحقيق الهدف الا بالمصادفة وان تم فالصعوبة هي الإستمرارية.
فإذا استطعت ان تحدد هدفك من دخول سوق الأوراق المالية بأن تحقق المكسب (س) فأنت تحتاج الي خطه تضعها منذ تأسيس محفظتك ولكن كيف يتثني لك ان تضع خطة سليمة وانت علي علم قليل بأمور الأوراق المالية وتداولها ففي هذه الحالة تأتيك النصيحه بأن تدرس وتمارس وتضحي أحيانا كي تتعلم ثم تخوض التجربة التي قد تفتح لك أبواب السعادة او الإكتئاب احيانا من ضياع الأموال أو ان تريح نفسك وتلجأ الي أصحاب الإختصاص ممن هم مرخصون من قبل هيئة سوق المال حتي تضمن حسن قرار وأمان لإستثماراتك.
واذا كان هذا هو حال الفرد فما هو حال الدول والمدن وكيف يتسني لهم تحقيق الأهداف بالتخطيط السليم ، لذا دعوني أشير الي تجربة نجاح رأيتها أثناء تواجدي بالمملكة العربية السعودية ألا وهي الفلسفة العلمية الناجحة للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض للوصل بالمدينة الي اعلي درجات التميز والتدقيق اذ قامو بتحديد مجموعة الأهداف التي يسعون لتحقيقها ووضعو المخطط الإستراتيجي الشامل وتولت الهيئة تحويل مضامينه وهياكله الأساسية إلى برامج عمل تنفيذية استراتيجية على مستوى المدينة في شتى القطاعات، والقيام بمتابعة وتنسيق تنفيذ المؤسسات العاملة في المدينة لبرامجه التنفيذية.لتصبح بذلك مدينة الرياض مثالا يحتذي به سواء علي المستوي العربي أو حتي المستوي العالمي مما يعطيك احساسا برفاهية المدينة وتطورها المستمر مع الحفاظ علي أصالة ومعالم المدينة وتحسين الخدمات بها.
لذا فإن وجود كيان للتخطيط متمثلا في الهيئة العليا لتطوير الرياض هو وسيله للعبور من أجل تحقيق الأهداف ومن ثم النجاح والإستمرار فيه.
وبذلك تتحق المعادلة التي تقول أن الوصول للنجاح يلزمه وضع أهداف شريطه ان يكون هناك تخطيط علمي سليم.