عوادم الأفواه

عمر محمد العريفي

في زماننا يوجد نوعان من العوادم:عوادم السيارات التي بها يتم تلويث البيئة، وعوادم أخرى هي "عوادم الأفواه"وهو ما ينبعث من أفواه المدخنين من دخان!
أن يكون تأثير التدخين عائدا على المدخن نفسه فهذا ما ليس لنا فيه حول ولا قوة أما أن يكون أثر التدخين متعديا إلى غيره فهذه مصيبة..
ما ذنبك إذا كنت في مكان عام وكان بجانبك مدخن وآذاك بتدخينه ، إلى من تلتجئ؟ هو تضرر من تدخينه وأضرك أيضا بدل أن تستنشق هواء نقياً تستنشق دخانا ملوثاً!
كشفت دراسة حديثة أجريت في المملكة على عينة عشوائية بأن 34% من الطلاب و 11% من الطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية يدخنون.
هذه الأرقام خطيرة وتؤشر إلى وجود جيل ناشئ مدخن ، ما يعني تفشي أمراض خطيرة بين المدخنين في ريعان الشباب، مما يؤدي إلى حدوث وفيات بسبب هذا الداء للمدخنين ولمن يستنشقون من غير المدخنين من أقرانهم!
هذا الداء وفد إلينا وأتى به أبناء هذه البلد من اجل التجارة على أرواح العباد أتوا به بأبخس الأثمان يباع لدينا بأسعار زهيدة أقل من البلاد التي صنع بها ويحتوي على مواد سامة أكثر تأثيرا من تلك التي تصنع ببلد المنشأ للمواطنين!عجباً التجار لا يراعون الأعمار فيباع للصغير والكبير ويباع لأي أحد المهم تحصيل المال ولا غير ذلك أي عقول يفكر بها هؤلاء و أي ضمائر يشعر بها هؤلاء.
في فرنسا ومع بداية 2008 تم منع التدخين في الأماكن العامة... ووضعت الحكومة الفرنسية مخالفات مالية رادعة لكل مخالف.
وقبل فترة ليست بالبعيدة أعلن في الإمارات منع التدخين في الأماكن العامة.
فهل من بصيص أمل يلوح في الأفق لدينا بمنع هذا الذي فتك بنا أتمنى ذلك.
مع موجة الغلاء العارمة هذه الأيام تبقى أسعار علب السجائر صامدة أمام هذه الموجة من الأولى أن ترفع أسعار علب السجائر أضعاف ما عليه الآن.
في أماكن عامة يوجد لوحات منع التدخين ومثالا على ذلك في المطارات اللوحات موجودة ولكن الالتزام غير موجود لا من قبل الزوار ولا الموظفين!
اللوحات لا تمنع التدخين بنفسها ولكنها تنبئ عن نظام يمنع التدخين يقوم بإيقاع العقوبة فيه أناس لم أرهم إلى الآن!
يقول اينشتاين "من الحماقة أن تعمل عملا مرارا وتكرارا وتريد نتيجة مختلفة " فنحن نضع نفس اللوحات في أماكن مختلفة وبنفس الطريقة ونريد أن يتغير مفعولهاوتطبيق ما فيها!!!
وختاما أقول"تكون الأمة قوية عندما تكون قوانينها قوية"."حكمه لاتينيه"

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي