رفع مستوى الكفاءة والفاعلية المؤسسية
م/محمد ذياب - إستشاري نظم وإدارة المعلومات
تعاني المؤسسات العربية في القطاع العام والخاص من معضلة تدني مستوى الكفاءة والفاعلية في الأداء ، وهذا بدوره يؤدي إلى تدني الفاعلية وانخفاض الانتاجية والربحية (بالنسبة للقطاع الخاص). وعلى الرغم من توظيف التقنيات الحديثة ومنها تقنية المعلومات والحوسبة الشبكية والشبكة العنكبوتية فما زالت معظم المؤسسات تعاني نفس المشاكل وتواجه نفس التحديات وتشعر بنوع من الحيرة والارتباك تجاه ما ينبغي عمله.
وانطلاقا من الحكمة القائلة بأن فهم المشكلة فهما صحيحا ودقيقا هو نصف الحل، فإنه يتوجب على الادارات العليا وأصحاب القرار في هذه المؤسسات أن تستوعب الصورة الشمولية للوضع القائم في مؤسساتهم، وأن تتعمق في المناطق التي تعاني من المشاكل وبالدرجة التي يتطلبها التعامل الفعال مع هذه المشاكل، ومن ثم وضع خطط عمل محددة وواضحة وقابلة للتنفيذ للتعامل مع هذه المشاكل والتحديات. وللتركيز على الجانب العملي لهذه الخطط والإجراءات لإثبات جدواها بشكل قاطع يبرر الاستثمار في هذه الاجراءات والخطط، فإنه يتوجب التركيز على أن تكون النتائج الفعلية لهذه الخطط والاحراءات نتائج ملموسة قابلة للقياس عبر مؤشرات قياس للأداء المؤسساتي ومقارنة النتائج بالقيم الأولية لهذه المؤشرات.
وانطلاقا من خبرة عملية في هذا المجال في أكثر من مؤسسة عامة وخاصة في العالم العربي، فإن منهجيتنا في التعامل مع هذه المشكلة لا تنحصر في البعد التقني فقط ، بل تمتد إلى بعد الأعمال والعمليات ، كما أنها تمتد إلى بعد الثقافة المؤسساتية التي تهيمن على عقلية وأداء المؤسسات العامة والخاصة في قطاعات التعليم والصحة والبنوك والاتصالات والطيران والبترول والطاقة والخدمات بشكلها الواسع.
ومن متطلبات هذه الخدمة الاستشارية لمساعدة الادارات العليا وأصحاب القرار في اتخاذ الاجراءات الفعالة في مواجهة هذه التحديات أن توازن بين الرؤية الشمولية للغابة وبين التدقيق في تفاصيل الأشجار التي تكون هذه الغابة دون الضياغ في التفاصيل وفقدان الرؤية الشمولية للغابة.
وبالرجوع إلى الخدمات الاستشارية المتخصصة في هذا المجال، فإننا نتعامل مع المشكلة على عدة مستويات أذكر منها:
1-المستوى الاستراتيجي للأعمال وللتقنية المعلوماتية
2-مستوى نموذج العمل ومحدداته الأساسية (9 محددات رئيسية و 5 فرعية).
3-الهيكل التنظيمي وفاعلية هذا الهيكل التنظيمي في ضوء محددات العمل.
4-مستوى نظم المعلومات والتقنية المعلوماتية والبرامج التطبيقية الداعمة لنموذج العمل.
5-مستوى البنية المعلوماتية التحتية ومعمار التقنية المعلوماتية.
6-مستوى إدارة نظم المعلوماتية ومنهجياتها القياسية.
7-مستوى الموارد البشرية وفاعليتها وكفاءتها الوظيفية وانسجامها مع مخططات الأعمال وانسيابية العمل.
8-بيئة العمل التشغيلية الداخلية والخارجية.
9-العقلية الادارية والسياسات والممارسات الادارية.
10-الانضباطية والحاكمية المؤسسية.
وللموضوع تقاصيل أخرى لا يتسع المجال للتوسع فيها في هذا المقال، ولكن يمكن أخذها مباشرة ضمن تفاصيل وحيثيات وظروف المؤسسة المعنية كل حالة بحالتها.
راجيا الله عز وحل أن يكون في هذا المقال بعض الفائدة للمعنيين بهذا الموضوع.