الحذاء.. نوع جديد من الأسلحة الثقيلة جداً
سعد الله شماع - حلب
من المعروف أن الرئيس الأمريكي بوش قدم مؤخرا إلى العراق لتقبل الشكر والامتنان من الشعب و المسؤلين العراقيين مقابل العمل المحمود الذي قامت به امريكا للعراق ألا وهو الإطاحة بصدام حسين ، ولكنه حصل على ما لم يكن بحسبانه أبدا حصل على أمتنان وشكر من نوع جديد . موجه عارمة من الفرح والارتياح الشعبي اجتاحت الشارع العربي في سورية والكثير من الدول العربية في الشرق الأوسط بهذا الحذاء ، وموجة عارمة من الفرح الصامت اجتاحت الشارع الإسرائيلي فمن المتوقع أن يزداد التلاحم الغربي الإسرائيلي بعد هذا الحذاء. مما لا يقيمهُ إلا قلة قلية جدا من الناس أن الحرب الأمريكية في العراق كانت عبارة عن انتقام نعم انتقام وثأر، ثأر الرئيس بوش الابن من الرئيس صدام حسين شخصيا، كيف ذلك :
بتحليل إحدى الترتيبات التي حدثت في عهد الرئيس بوش الابن بعد توليه الرئاسة وهذا الترتيب هو الاهتمام بالأعَلام والرايات الأمريكية ، ففي عهده ظهرت الأعلام الأمريكية بحلة بهية جدا كما ظهر إلى جانب العلم الأمريكي خلف الرئيس أثناء الخطابات والمناسبات السياسية رايات لجيوش وفيالق عسكرية تحمل النسور والصقور بمختلف أنواعها ، هذه الرايات لم تكن موجودة سابقا إلى جانب العلم الأمريكي في المناسبات ، من ذلك نستنتج أن الرئيس بوش يقدر كثيرا موضوع العزة والكرامة والفخر بالقومية الأمريكية على عكس الرئيس كلنتون والرؤساء السابقين.
وبالنظر إلى أن الرئيس صدام حسين قد قام بعمل لا يعرفه الكثيرون ولم يتقبله بوش الإبن أبدا أبدا وهذا العمل هو صب رسم صورة الرئيس بوش الأب على أرضية مدخل إحدى الوزارات الحكومية بعد حرب الخليج الأولى بحيث يدوس الداخلون والخارجون من الوزارة على وجه بوش الأب ، و جاء موعد الانتقام في 11 أيلول حينما أختلط الحابل ، مرر الرئيس بوش الابن الحرب في العراق للانتقام من صدام حسين لإهانته والده بوش الأب على أنها حرب ضد الإرهاب .وبالعلم بأن معظم مكونات الشعب الأمريكي من جاليات حديثة العهد قادمة من دول نامية تُقدرُ كثيرا موضوع العزة والكرامة والفخر بالجنسية الأمريكية ، وبعد التلاحم والمصالحة الجديدة والنهائية في أمريكا بين البيض والملونين وبعد الدموع التي ذرفتها عيني القس جسي جاكسون وعيون كل السود الأمريكيين بانتخاب الرئيس الأسود أوباما ، ولكون أن منفذ عملية رمي الحذاء من الجنوب العراقي الموالي لإيران فسوف تعتبر حادثة الحذاء هذه إهانة جدية كبيرة من إيران بحق الرئيس بوش والشعب الأمريكي ، ومن المتوقع أن يُعطى الضوء الأخضر للإيقاع سريعا بكبش فداء ألا وهو المفاعل النووي الإيراني ، أو ضرب حماس أو حزب الله وربما أكثر من ذلك.