ثقافة الشتائم ومطلقة الأحساء
فهد بن سالم
ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تصف زوجة بعلها بأوصاف غير مناسبة كأن تصفه بالحمار!
ولا تسألوني كيف علمت بهذا؟ أو أنني أضع هذه العبارة لأن زوجتي تطلق هذا الوصف علي مراراً وتكراراً. بل لأن في مجتمعنا فئة اعتاد أفرادها على مناداة بعضهم البعض بأسماء الحيوانات. ومدى قبول الشخص لهذه الأسماء تعتمد على نوع الحيوان فالأسد ليس كالبغل، ولا الغزال كالبقرة وإن كنا نأخذ من البقرة على ما هو أهم من لحم الغزال.. فالعادات لها دور كذلك في الموضوع.
من الشتائم الرجالية والنسائية: يا حمار(ة).. يا كلب(ة).. يا بقرة.. يا قرد(ة).. يا ثور(ة) بالرغم من أنّ أنثى الثور هي البقرة.
يعتاد الفرد على هذه المصطلحات، ثم نتساءل عن أسباب مشاكل نفسية كثيرة نعاني منها.. ألقاب مفتوحة للاستخدام بلا حدود ولا مراعاة للعواقب.. في معاقل التربية.. في مدارس.. في بيوت.. تنتشر هذه العادة..!
وقصة مطلقة الاحساء لا تخبرنا عن زوجة غير مؤدبة بل أنها غير حكيمة أيضاً لأنها تتناول شؤون بيتها الداخلية في حضرة الآخرين. وهي ليست الوحيدة فهناك آخريات وآخرين. أفلا يوجد من الرجال من يتحدث عن زوجته ومشاكله معها لدى الآخرين؟! ألا يوجد من النساء من تعيش تحت وطأة رجل ليس برجل في تعامله معها؟ بل لا تجد أباً أو أخاً يحتضن ضعفها ويدعمها؟! بل إن عليها الصبر والكف عن الشكوى!!
لست بمكان الدفاع عن المرأة ولا الرجل هنا، ... نعلم أن هناك شق، وكذلك نمتلك الرقعة، لكننا قد لا نعلم كيف نضع الرقعة.
شخصياً أرى أنّه كان بإمكان الزوج معاقبة زوجه بمنعها من زيارة صديقاتها والحصول على كماليات تحبها حتى تعتذر، لأن المجتمع سيكون في ورطة كلما قام زوج بطلاق زوجته على سفاهة تصدر منها؛ فما أجمل أن يربيها وما أجمل أن تنصاع وتعي هي بعد ذلك.. فلا طعم للزواج بدون مكدرات.
كان بإمكان الزوج معاتبة الزوجة ومناقشتها حول الوصف الذي أطلقته عليه، فهذا ليس ضعفاً بل تعاطياً مع الحدث، وليس أول العلاج لكل جزء مصاب القطع، أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.