رسالة إلى هيئة الأمر بالمعروف

فهد بن سالم

لا شك أن أي عمل يقوم على افتراضات، ومن هذه الافتراضات ما هو صحيح وما هو خاطئ ومنها ما قد يكون صحيحاً بحسب ظروف زمانية ومكانية معينة ولكنه ليس كذلك بحسب ظروف أخرى.
وهيئة الأمر بالمعروف والنهي المنكر تهدف بلا شك إلى حماية المجتمع، وهي من وجهة نظري جزء رئيس من منظومة الأمن الشامل الذي يتميز به النظام الإسلامي.
ولكن عندما تقدم الهيئة ممثلة بأعضائها على الأمر بمعروف أو النهي عن منكر فهم يفترضون أن توعية مسبقة ووافية تم توجيهها للشخص المتلقي لأوامر الهيئة. والأمر الذي أريد توضيحه هنا على وجهين:
أولاً: ما مدى فقه العامة في السعودية بدينهم؟ وهل يكفي للأمر والنهي والمعاقبة أن نفترض أن علمنا بالدين أفضل من بقية المسلمين بحكم قيام نظامنا التعليمي على القرآن والسنة وعلوم الدين وأننا نعيش في بلد الحرمين؟ وإن كنا على مستوى أعلى، هل هذا المستوى مرتفع؟
ثانياً: لماذا غابت أدوار الهيئة التوعوية في الإعلام؟ فالجهات الأمنية تقوم بالتوعية كما تقوم بالمكافأة والعقاب، وقيام الشخص بواجب التوعية يعطي المتلقي انطباعاً جيداً ويعمل على إيجاد نوع من القبول لديه. فلماذا غابت "كشكات" التوعية في الأسواق لتسويق أنشطة الهيئة وتسهيل مهمتها العظيمة؟ ولماذا لم نرى توزيعاً للكتيبات والأشرطة المفيدة؟
مع خالص التقدير والحب لهيئتنا، لا نزال ننتظر منها القيام بوظيفتها على أساس افتراضات صحيحة وذلك من خلال رسم وتطبيق الهيكلة المناسبة لأنشطتها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي