الشؤون الاجتماعية مرة أخرى
اطلعت كما اطلع غيري من قراء صحيفة الاقتصادية على ما نشر في الصفحة الأخيرة من عدد أمس الأول الجمعة كرد من مدير العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي في الوزارة على مقالي الخاص بقضية الطفلة (أسماء) التي تم سحبها من أسرتها بالتبني في محافظة الرس في منطقة القصيم, وهو أمر يوجب الشكر للوزارة على التجاوب السريع وإيضاح تفاصيل القضية للمواطنين الذين من حقهم أن يعرفوا كل شيء عنها, لكن ومع هذا لابد أن أشير إلى أن رد الوزارة تضمن بعض النقاط التي تستوجب مني الوقوف عندها لتكتمل الصورة.
وأول تلك النقاط هو ما ورد في الرد من أن الكاتب (الذي هو العبد الفقير لعفو ربه محسوبكم) اعتمد على تحقيق منشور في إحدى الصحف المحلية التي بالغت في تكبير الموضوع، ولم تأخذ وجهة نظر الوزارة في ذلك, ونظراً لأنني لست معنياً بالدفاع عن الصحيفة المقصودة, فلا يهمني سوى مسألة أن وجهة نظر الوزارة لم تؤخذ, وهو أمر مجانب للصواب نظراً لأن التقرير المنشور في تلك الصحيفة تضمن تعليقاً على القضية من الدكتور فهد بن محمد المطلق مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة القصيم تحدث من خلاله عن برنامج الإحتضان وانتهى بإشارة الصحيفة نفسها إلى أن المسؤولين رأوا عدم التعليق على قضية الصغيرة (أسماء) مؤكدين على أنهم حريصون على عدم الخوض في موضوعات شخصية حفاظاً على أسرار الأسر حسب رأيهم, وهذا كما يعلم الجميع يُعتبر إيراداً لوجهة نظر الوزارة بعكس ما أشار إليه رد مدير العلاقات العامة, وهو ما دعاني لطلب الإجابة من الوازرة نفسها, ذلك لأن خصمها المواطن (فهد الخير الله) رجل كشف جميع أوراقه أمام الجميع, ومن حق الجميع أن يطلعوا على تفاصيل القضية التي ظهرت كما شاهدنا في الرد المنشور في الاقتصادية.
أما النقطة الثانية التي تستلزم أن أقف عندها فهي قول الأخ مدير العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي في رده على مقالي:
" أشار الكاتب إلى أنه تم سحب الطفلة لاختلاف لون بشرتها عن لون بشرة الأسرة الحاضنة، وهذه نظرة قاصرة وسطحية، ولا تمت للحقيقة بصلة، فديننا الحنيف قد أزال هذه النظرة من عقول المسلمين فلا يُعقل أن يصدر ذلك من إدارة متخصصة ومعنية تهتم بشأن المجتمع بشكل عام، كما أنه من غير الصحيح أن يكون فقر الأسرة هو الدافع لإنهاء فترة الحضانة".
وهذا مالم أنسبه لنفسي في مقالي المعني بل ذكرته على سبيل التساؤل والاندهاش وقلت إنه تحديداً ما صرح به المواطن صاحب القضية, وكان جديراً بالوزارة أن ترد على المواطن وأن تخبره بأن نظرته قاصرة وسطحية ولاتمت للحقيقة بصلة, على ألا يكون مثل هذا الرد المتعصب صادراً من إدارة العلاقات العامة, فالعلاقات العامة فن وعلم متميز لإدارة الحوار مع الجماهير, وليست جهازاً لإيراد معلومات مغلوطة على ألسن الكتّاب أو محاولة صناعة ومحاربة الخصوم عبر الألفاظ.
بقي أن أقول إن أهم ما جاء في رد العلاقات العامة, هو ما ذكر من كون أحوال الطفلة (أسماء) حاليا على أفضل حال، وتتلقى كل الرعاية والاهتمام مع بقية أخواتها في الدار سواء من الناحية السلوكية أو التعليمية, وهذا هو ما أتمناه ويتمناه الكثير ممن تابعوا فصول هذه القضية, كما لا أنسى أن أشير إلى أن من حق (أسماء) أن تقرأ كل ما كتب عن هذه القضية بعد أن تبلغ سن الرشد, فهي وحدها من تستطيع أن تكون الحكم العادل بين جميع الأطراف وقتها.