لماذا تطالبون بالسينما..؟!
كلما هدأ النقاش وخف الجدل في الوسط الإعلامي السعودي عن إمكانية افتتاح دور للسينما في السعودية، عاد وانبعث من جديد بشكلٍ يوحي بأن هذه السينما مطلب أساسي للناس وأن مشاكلهم انتهت بأجمعها ولم يتبق إلا قضية الترفيه!
لست من معارضي افتتاح دور للسينما في هذا البلد، كما أنني لست من المؤيدين, فأنا رجل أقف على الحياد من هذه القضية لعدم أهميتها بالنسبة لي خصوصاً في زمن الفضائيات وباقات قنوات الأفلام ذات الاشتراك المدفوع, وزمن الـ DVD الذي يؤكد أن دور السينما باتت في هذا الوقت مجرد فكرة بدائية لمشاهدة جديد الفن السابع بطريقة غير عملية لا أكثر!
بالأمس كان أحد الأصدقاء المتحمسين والمؤيدين لفكرة افتتاح دور سينما في السعودية يحدثني عن أهمية الموضوع واصفاً إياه بأنه سيكون سبباً في تنمية الحس الفني لدى الناس و و و...
طبعاً أخبرته بأنها فكرة جيدة لو كانت قبل 20 سنة من اليوم, أما الآن فالموضوع مختلف, ويمكنه أن يشاهد أحدث الأفلام السينمائية وهو مستلقٍ على أريكته عبر جهاز الـ DVD دون الحاجة إلى دفع التذاكر ومزاحمة الناس والإزعاج المصاحب لهذه العملية, ثم إنني أشعر بوجود مؤامرة من قبل شركات الإنتاج تهدف إلى استنزاف جيوب الناس بالتذاكر فيما هم بحاجة إلى الخبز, وهنا انتبهت لعيني صديقي حين كادتا أن تخرجا من رأسه وهو يحملق في وجهي مستنكراً طريقتي في التفكير, والحقيقة أن له كامل الحق في ذلك فقد كنت طوال السنوات الماضية حريصاً على دعم فكرة افتتاح دور للسينما في جميع مدن المملكة .. كان ذلك قبل أن أقتني جهاز DVD وأتعلم طريقة تحميل الأفلام السينمائية الجديدة أولاً بأول من شبكة الإنترنت, حتى إنني بت أشاهد ما معدله فلم أو فلمين يومياً بعد أن أطلب من البقالة المجاورة لمنزلي بعض (البوب كورن) والكولا مستمتعاً بروائع الفن السابع دون إزعاج من أحد, وهو أمر جعلني أنصح الكثير من الأصدقاء المتحمسين للسينما بأن يعملوا على نشر ثقافة تحميل الأفلام من النت فهي الطريقة العصرية والأكثر عملية لمتابعة جديد الفن السابع دون مقصات وإزعاجات, مبيناً لهم أن تواجد مجموعة كبيرة من الناس في أماكن ضيقة ومظلمة كدور السينما لمشاهدة فلم ما لا يعدو كونه أمراً مضحكاً وقد يعرضهم لانتقال الأمراض التنفسية لا سمح الله بجانب كونه سلوكا بدائيا أكل عليه الزمن وشرب!
قد يضحك الكثير منكم الآن على هذا الرأي, لكن فكروا بالتعامل مع هذه القضية بشكل بسيط بعيداً عن العقد وأؤكد لكم أنكم ستصلون إلى ما وصلت إليه!
إنني أدعو جميع محبي الفن السابع إلى التعرف على برنامج (التورنت) وهو برنامج يمكن تحميله من الكثير من المواقع على الشبكة الإلكترونية, وبواسطته يمكن للجميع أن يحملوا أحدث الأفلام السينمائية في العالم ويشاهدوها عبر شاشات منازلهم دون الحاجة إلى أن يحلموا بالوقوف في طوابير للحصول على تذاكر فيلم قديم مفصل على مقاسهم, وإن كانوا من محبي مشاركة أصدقائهم في مشاهدة الأفلام فيمكنهم أن يستعينوا باختراع عظيم اسمه (الاستراحات) وكفى الله المؤمنين شر دور السينما..!
بقي أن أقول للزملاء الكتاب المتحمسين لموضوع دور السينما: إن مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم لا تقف عند تلمس الحاجات غير الأساسية للناس، بل إن واجبهم يحتم عليهم أن يتحدثوا عن معاناة المواطنين في المجالات كافة حسب أهميتها.. وإن وصلنا إلى مسألة الترفيه فلينظروا إلى جديد التقنية ومدى كون وسيلة الترفيه مناسبة للعصر الذي نعيشه..!