هل الأرجنتين قنبلة موقوتة تدمر صندوق النقد الدولي؟
الأرجنتين، بديونها الضخمة وأزماتها الاقتصادية المتعددة، تشكل تحدياً كبيراً لصندوق النقد الدولي. حيث تظهر الأرقام مدى تعقيد الوضع، إذ تمثل الأرجنتين 47% من إجمالي القروض المستحقة للصندوق بقيمة تبلغ نحو 65 مليار دولار. هذا الوضع يجعل من أي تعثر في السداد كارثة مالية تهدد أحد أكبر المؤسسات المالية في العالم.
السجل التاريخي للأرجنتين مع صندوق النقد الدولي يعكس سلسلة من الإخفاقات. فمنذ عام 1956، دخلت الأرجنتين في 23 برنامجاً تمويلياً بلغت قيمتها 177 مليار دولار، ومع ذلك فإن العديد منها لم يحقق النتائج المرجوة. الفضيحة الأبرز كانت في عام 2018 عندما حصلت على تمويل ضخم بقيمة 57 مليار دولار، والذي كان يستخدم في غير محله لتمويل هروب رؤوس الأموال بدلاً من إصلاح الاقتصاد.
في المقابل، تبرز الأرجنتين كلاعب رئيسي في سباق الموارد الطبيعية، خاصةً مع احتوائها على 20% من احتياطي الليثيوم العالمي ووجود مشاريع أخرى مهمة في اليورانيوم والنحاس. يُعتبر هذا العامل محط اهتمام عالمي، إذ تشتمل المصالح الأمريكية على التحرك ضد الهيمنة الصينية، والتي تمتلك 6 من أصل 16 مشروع ليثيوم في البلاد.
بينما تهدف الجهود الاقتصادية والدبلوماسية إلى إعادة رسم النفوذ في أمريكا الجنوبية، يجد نصف سكان الأرجنتين أنفسهم تحت خط الفقر، مما يضيف بعداً إنسانياً للأزمة الاقتصادية المعقدة في البلاد.