Author

منع عقوبة الإعدام ثم قتل 40 مليونا

|
* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 601 *** حافز السبت يروي الأصمعي أنه دخل على الخليل بن أحمد، وهو جالس على حصير، فقال الخليل: تعال يا أصمعي واجلس. فرد الأصمعي: المكان صغير وأخاف أن أضيق عليك. فرد الخليل: "مه! هذه الدنيا بأسرها لا تسع متباغضين، وإن شبرا في شبر يسع متحابين". *** الرأي الباطل أن تنهى عن أمر وتأتي بمثله. عقوبة الإعدام تخاصم حولها قانونيو الدول ودعاة الحقوق الإنسانية وحاملو لواء الضمير، ومدبجو الشرائع. ويكون العقاب الأكبر الحبس مدى الحياة، وربما خرج المجرم السفاح قبل مدته لوجود أنظمة سلوكية عفوية في القوانين، ثم يعيد فعائله الشنيعة بسفك الدماء، وهذا حاصل بقصص واقعية في مضابط الشرطة وسجلات القضاء بدول الغرب عامة. والبعض رأوا أن الإعدام الجزاء العادل لقاتل الروح البريئة، وهذا قالت به كل النصوص المقدسة، وأوضحها في القرآن الكريم الذي يوازي قتل نفس واحدة، واحدة فقط، وكأنه قتل الناس جميعا، ولم يكن هناك ولن يكون نص أكثر عدلا من هذا، لم أقله أنا المسلم بل قاله كبيرا كتاب الإنجليزية الإيرلنديين برناردشو وأوسكار وايلد. وليس غريبا مناقضة الرأي عندما تكون الغلبة لقوة متسلطة، فبينما هوجمنا كثيرا على قضية إعدام القاتل السفاح، وكما حذرت تركيا الآن بعد الانقلاب الفاشل بمعاقبة مرتكبيه، فإن قتل الخونة جار بشكل منتظم في روسيا وفي الولايات المتحدة، بل قرأت مقالة في عدد قديم لـ "الصنداي تلجراف" يعود لعام 1962 بعنوان "الغرور والخطأ"، أنقل بعضه في المقتطف التالي. **** تقول «الصنداي تلجراف» منذ 55 عاما "غريب أن يختار المنادون بإلغاء عقوبة الإعدام هذه الفترة بالذات (قبل أكثر من نصف قرن) التي ازدادت فيها جرائم القتل كي يجددوا حملتهم، والأكثر غرابة العنجهية التي يديرون بها تلك الحملة. إنهم يقنعون أنفسهم بأننا نحن الأغلبية العظمى من أبناء وطنهم الذين نخالفهم الرأي قساة وسوداويون ولا نحترم الحياة الإنسانية!". ثم تقول الجريدة: "ولكن ما الحقيقة؟ في العالم الآن قوتان، روسيا والولايات المتحدة. في روسيا أعيدت عقوبة الإعدام للقاتل، وكانت قد ألغيت بعهد ستالين(!) أما في أمريكا فبضع ولايات قليلة السكان لا توجد بها عقوبة الإعدام للقاتل. وقد جربت بعض الولايات وقف عقوبة الإعدام واضطرت إلى العودة إليها". *** المعلومة ترون يا جماعة أني وضعت بعد اسم ستالين الرئيس الروسي الشنيع (أيام الاتحاد السوفياتي) علامة تعجب بين قوسين. هذا الرئيس الطيب القلب والحنون الذي ألغى عقوبة الإعدام، وأقسم أمام جموع الروس أنه سيحافظ على كل قطرة دم لأي مواطن روسي.. قتل وسفح وسحل وعذب ونفى أكثر من 40 مليونا من المواطنين الروس. هه! *** والمهم مر على بريطانيا في القرن التاسع عشر وأول القرن العشرين رجل عظيم، وكان أيضا صديقا لبرناردشو وأوسكار وايلد ولونستون تشرشل ولأبيه. هذا الرجل الاستثنائي هو "ولفريد بلنت Blunt" يوم كانت الإمبراطورية تلف الأرض دافع عن حقوق الشعوب المستعمرة من السودان حتى إيرلندا (ديرة ربعه).. وهو أيضا أرستقراطي بريطاني كلاسيكي في الصميم. كان كاتبا إنسانيا، وإنثربولوجيا جغرافيا، ورحالة. تزوج ــــ وزيجاته كثيرة ـــ حفيدة أهم شعراء الإنجليز "بايرون". عام 1873 سافر بلنت مع زوجته لإسطنبول، وأقام بها ردحا من الزمن جعله يدرك مؤامرات الغرب التي تحاك ضد الدولة العثمانية، وأحدثت اتهاماته هرجا ومرجا في القارة الأوروبية.
إنشرها