Author

تلاحم شعبي حول القيادة

|
عندما فتح الملك فهد ــ رحمه الله ــ باب التطوع أمام السعوديين إبان حرب الخليج الثانية في صيف 1991 للتدريب على حمل السلاح دفاعا عن الوطن، هب السعوديون إلى مراكز التطوع بكثافة في مشهد أذهل الكثيرين. من عايش فترة حرب الخليج ورأى تلك الجموع الكثيفة، التي لم تستطع مراكز التطوع في كل مدن السعودية استيعابها، لن يستغرب هذا التلاحم الشعبي والتعاضد حول القيادة الذي وضح جليا في مراسم تقديم البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف. التاريخ يقول بكل وضوح إن السعوديين يظهر معدنهم عند المواقف الصعبة مجسدين أحد أبيات الشاعر والفارس الراحل شالح بن هدلان عندما قال "أنا رفيقك في الليالي المعاسير.. وإلا الرخا كل يسد بمكاني". تلك الحشود الكبيرة التي خرجت من منازلها وتجمهرت أمام قصر اليمامة في الرياض لتقديم البيعة للقيادة السعودية، خير دليل على تلاحم الشعب حول قيادته، وهم دوما صمام أمان للوطن عند كل خطر قد يحدق به. لا نبالغ ولا نجامل ولكنها حقيقة شاهدها الجميع عبر شاشات التلفزة، بل إن من استطاع الدخول إلى قصر اليمامة كان عددا ضئيلا بالنسبة للجموع الكبيرة التي لم تستطع الدخول وتقديم البيعة لشدة الزحام. يقول صالح الحمادي الإعلامي السعودي المعروف عبر قناة العربية، إنه ذهب إلى قصر اليمامة ثلاث مرات محاولا دخول القصر ومبايعة القيادة ولكنه لم يستطع بفعل الكثافة البشرية خارج القصر. أيضا في مواقع التواصل الاجتماعي كان المشهد أكثر وضوحا فقد بلغت التغريدات المعزية والمبايعة خلال الـ 48 ساعة التي أعقبت نبأ وفاة الملك عبدالله ومبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أكثر من 2.5 مليون تغريدة. التلاحم الشعبي الذي أعقب وفاة الملك عبدالله لم يذهل السعوديين، فهم أصحاب الشأن وخير من يعلم حبهم لوطنهم وتمسكهم بتحصينه من الفتن والمحافظة على استقراره، ولكنه رد على المرجفين الطامعين بخلاف أو اختلاف قد يحدثه رحيل الملك ــ رحمه الله رحمة واسعة. السعوديون والدمع لم يجف بعد من أعينهم حزنا على رحيل والدهم ومليكهم قالوها بشكل واضح "كلنا سلمان"، نعم كل المشاهد التي شاهدناها خلال الأيام الماضية تقول بالحرف الواحد كلنا خلف سلمان مبايعين وداعمين ومناصرين له لما فيه خير للبلاد والعباد.
إنشرها