Author

إظهار سعادتك للآخرين لا يزيد من سعادتك !

|
حدثني صديق أنه تلقى مدحا كبير من مديره لقاء تقرير كتبه, ذهب الصديق لزميل له أكثر منه سنوات في الشركة, و أخبره بالمديح. لكن كان رد الزميل سلبياً, إذ قال له: و ماذا أصنع لك؟ حصلت على مدح من المدير ثم ماذا؟ هل أنت طفل! طيلة السنوات التي عملها زميل صديقي في الشركة لم ينل إطراء من مديره, لذلك لم يكن من المناسب من صديقي أن يظهر سعادته بالمديح من شخص محروم منه. كلنا يبحث عن السعادة سواء في الدنيا أو الآخرة, لكن التفنن في إظهار السعادة أمام أناس لا يشاركوننا ما نسعد به, لا يزيد من سعادتنا لكن يزيد من تعاستهم. أعجب في الحقيقة عندما, أمر على حسابات البعض في مواقع التواصل الاجتماعي, لا تكاد تجد معروضا فيها سوى لحظات سعيدة, إذا كان لديك طفل لطيف, فإن هناك الملايين ممن ليس لديهم أطفال أو لديهم أطفال لكن ليسوا جذابين, فتباهيك بما يفعله طفلك لا يزيد من سعادتك به لكن يزيد من حرقة من حرم أطفالاً مميزين. أنا على قناعة انه كلما أشرك الواحد منا عدداً أكبر في اللحظات السعيدة التي يمر بها, كلما زاد هذا من سعادته, أن تدعو عددا من الأصدقاء لتناول وجبة عشاء في مطعم متواضع أفضل من أن تأكل لوحدك في مطعم فاخر. على النفيض من هذا, تضع صوراً و مقاطع فيديو تصور فيها كم أنت سعيد, و تطلب من معارفك و أصدقائك أن يضعوا (لايك)لها. للأسف, تحولت بعض الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي من وسيلة توثيق لحظات سعيدة و عفوية, إلى وسيلة تباهي و استعراض ممجوج. من وجهة نظري, استمع بحياتك و أسعد من حولك, لكن لا تتباهى أمامهم من دون أن تشركهم معك.
إنشرها