متى نتخلص من ثقافة اللامبالاة ؟

قبل عدة أسابيع قدمت للسعودية بعدما أمضيت ثلاث سنوات في استراليا، صدمت من مستوى اللامبالاة التي تطبع أوجه حياتنا المختلفة.

بداية لما وصلت المطار، سلمت الموظف السعودي بيدي جواز سفري، بدلاً من أن يناوله لي رماه على الطاولة ولم يقل شيئا، بينما في مطار سدني، إذا ناولت الموظف الجواز بيدك، يرجعه لك بيده ويقول مرحباً بك في استراليا.

ذهبت و أنا ما زلت في المطار إلى أحد موظفي شركات الاتصالات، بينما كنت أتحدث معه لتفعيل شريحتي، لكنه كان منشغلاً بجازه البيك بيري! قلت له ليس من حقك أن تعامل عميل هكذا إنها ثقافة اللامبالاة.

لما خرجت من المطار، ركبت مع سائق أجرة سعودي، وضعت حزام الأمام عندما ركبت، لكن الشاب / السائق كان منشغلاً بوضع رجله اليسرى على جهاز التكييف و بيده اليمنى جواله حيث كان يتحدث مع صديق له، قلت له: أنت تعرض حياتي و حياة زوجتي للخطر، أجابني: لا خوف عليكما بإذن الله، سوف تصل سالماً، كنت أقارن حاله بحال سائقي الإجرة الاستراليين و أتعجب.

لما ركبت الطائرة للقيام برحلة داخلية، كان هناك موقف لطيف، رجل ملتحي كان مكانه قرب النافذة، لكن لأن سيدة جلست بجانبه، فقد غير مكانه و ذهب إلى مكان آخر ليس له لكن بجانبه نافذة، جاء إليه رجل و قال: هذا مكاني، رد عليه الملتحي، لا أستطيع أن أجلس بجانب سيدة، إذا أردت مكاني فهو متوفر، أو تقنع السيدة أن تغير مكانها! ذهب الرجل الثاني إلى مكان رجل ثالث بجانب النافذة، و قد جاء الرجل الثالث للثاني و تكرر نفس المشهد! إنها ثقافة اللامبالاة، لا أحد يكثرث بالأصول و القوانين والأعراف!

لما وصلت مطار الدمام، ركبت مع سائق أجرة، لم يكن يلتزم بمسار ما، كان يسير بين المسار الأول و الثاني في الطريق، لما طلبت منه أن يلتزم بمسار واحد قال : ما عليك ساهر ما يصيد إلا السرعة!

للأسف، يعتقد الكثيرون في السعودية أن الالتزام بالقوانين والآداب علامة ضعف، وأنك إذا كنت قوياً فلا تحتاج أن تعمل وفق الطريقة الصحيحة، لكن هذه فكرة خاطئة، فالعمل وفق الطريقة الصحيحة علامة تحضر و رقي و أن الشخص يعمل بامحترف و ليس مجرد هاوي!

كلنا يود أن تكون بلادنا مثل الدول المتقدمة في رقيها و تطورها، لكن تطور الدول الغربية لم يأت من فراغ وإنما من العمل الجاد و المحترف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي