المرأة العاملة

Author

حينما يوجد نجاح هناك دائما فشل

|
كلما أظلم الليل بدا أن الكواكب تزداد إشعاعا، أما في النهار فالضوء قوي لدرجة أننا لا نستطيع أن ندرك من الأجرام السماوية سوى الشمس، ومع أن قوة إشعاع هذه الجواهر لا تتغير فالكواكب تبدو لنا في وضح النهار بشكل أقوى يختلف عنه في الليل، لكن الكواكب لا تشع ليلا فقط والشمس تخبو، أو أن الشمس تشع نهارا فقط والكواكب تنطفئ، وليس ذلك سوى إدراك الناظر إليها سواء أكان في الظلمة أم النور. ما من شيء إلا و له قطب مضاد، وكل صيرورة في الكون، وأي شيء يتحرك له إيقاعه الفردي الدوراني، يعلو ويهبط كالمد والجزر ويتذبذب من قطب لآخر كالبندول. النهار يعقبه الليل، والجزر يعقبه المد، الذهاب يعقبه الإياب، التقدم يعقبه التراجع، التوتر يعقبه الاسترخاء، وكل علو يتلوه انخفاض، والعمل يعقبه راحة، الفرح يعقبه حزن، والولادة يعقبها موت، والعسر يعقبه اليسر، وكل شيء يعقبه نقيضه. يجعلنا ذلك نتفادى تصور النجاح من وجهة نظر واحدة، فحيث يوجد نجاح هناك دائما فشل، وإذا اعتقد أحدهم أن الحياة يمكن أن تتألف فقط من نجاحات تصطف خلف بعضها البعض فإنه بذلك يبلغ حد التضليل أو خداع النفس، فالأخطاء والإخفاقات والأزمات هي الألغاز التي يبني عليها النجاح أخيرا صورته الكلية. إن ما يبدو كإخفاقات ما هو إلا خطوات على طريق النجاح، حيث يمكن للفشل أن يتحول مع الزمن إلى فرصة النجاح، كما يمكن للنجاحات أيضا - حسب الإيقاع التذبذبي للكون - أن تصبح إخفاقات، وذلك حين تدمر قوة التنافس المهني صحة المرء وتصيب قلبه بالأزمات، فحينها لا نستطيع أن نتحدث عن نجاح في الحياة، بل إن هذا النجاح المهني الذي يكلف المرء حياته ليس إلا نجاحا وهميا. للتفكير الأناني بالنجاح تحديدا علاقة مزعجة مع إيقاعات الحياة، حيث تقودنا الرغبة العجولة المتعطشة للنجاح نحو التنافر والنشاز مع الإيقاع، وعلينا أن نتعلم الصبر ونتدرب الأناة وألا ننحو نحو الحصول على النتائج بالإكراه، بل ننسجم مع إيقاع الأقدار، وندع الأمور تنضج و نتحرر من القبض عليها بتوتر وشدة، لأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك وأعلم دوما أن النصر مع الصبر، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً. إنها فلسفة السعي الإسلامي، وهؤلاء هم الذين تزدان بهم الجنة ويصفهم تعالى في قرآنه بقوله الكريم: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ، لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ» فعسى الله أن يجعلنا منهم.
إنشرها
Author

مركز الأمير سلمان الاجتماعي: واحد والباقي 100

|
لمرات عديدة أتيحت لي الفرصة لزيارة القسم النسائي في مركز الأمير سلمان الاجتماعي في مدينة الرياض لممارسة رياضة المشي، أو لحضور نشاطات ثقافية وتراثية، أو للاجتماع بإحدى زميلات العمل في مكتبته العامرة لإنجاز بعض الأعمال، وأكثر ما يعجبني هو منظر أمهاتنا الفاضلات وهن مجتمعات في حديقته يتبادلن الأحاديث الودية، وإلى جوارهن مرافقاتهن اللواتي يشكلن حلقات اجتماعية متعددة الجنسيات، أما الشابات والمراهقات فتملآن مرافقه الصحية ومضماره بحركتهن وركضهن لساعات طويلة بغية إنقاص ما يشوه جمالهن من وزن زائد. وفي كل مرة أخرج من هذا الصرح تتأكد في ذهني الصورة الإيجابية التي رسمت عنه منذ أول مرة زرته, وهو إنه بحق مركز حضاري وثقافي وتجربة رائعة تستحق الإشادة بها، ولقد حاولت عزيزي القارئ أن أنقل لك المزيد من المعلومات عن مركز الأمير سلمان الاجتماعي من خلال بوابته الإلكترونية ولكن لم أتمكن، لكن مديرة القسم النسائي في المركز الأستاذة هدى النعيم زودتني مشكورة بعدد من المنشورات والمطويات الإعلانية التي تعرف المركز بأنه: «بمثابة الرئة الجديدة للعاصمة، ومنتدى ثقافي اجتماعي رياضي يقدم خدمات مميزة تحت مظلة خيرية تحظى باحترام وتقدير الجميع ويسعى إلى الرقي بمفهوم الخدمات الاجتماعية والأنشطة الترفيهية، يشغل المركز موقعاً متميزاً على أرض تبلغ مساحتها 105 آلاف متر مربع، ومن أهداف المركز: الاستفادة من خبرات الأعضاء بإتاحة الفرصة لهم لتقديم معارفهم وخبرتهم للمجتمع، تطوير وسائل وأساليب خدمة الأعضاء، وتهيئة جو المشاركة في العلاقات الاجتماعية والمناسبات بين الأعضاء والوفاء بالاحتياجات الاجتماعية الأساسية من خلال تقديم المشورة والمعلومات النافعة، أما عن العضوية في المركز فيتم الحصول على عضوية المركز وفق شروط ميسرة رمزية، ويمنح كبار السن (50 في المائة) من قيمة الاشتراك». إن مركز الأمير سلمان الاجتماعي، إضافة مميزة في مسيرة الخدمات الاجتماعية والترفيهية للعاصمة الرياض، وما يحز في نفسي أن المركز بقسميه النسائي والرجالي يقع في شمال مدينة الرياض، وموقعه الحالي لم ولن يشكل عائقاً أمام الراغبات في الاستفادة من خدماته من الأحياء البعيدة عن شمال الرياض، ممن تتوافر لهن وسائل المواصلات الخاصة. لكن ماذا عن اللواتي يسكن بعيدا عن المركز وليس لديهن وسائل مواصلات خاصة ويعانين مشكلات صحية؟ على حد علمي المتواضع أنه لا يوجد مركز مشابه لمركز الأمير سلمان الاجتماعي في أحياء أخرى في مدينة الرياض أو بقية مدن المملكة، ولذلك أتمنى أن أشاهد قريباً في بلادي ما لا يقل عن 100 مركز اجتماعي وصحي نسائي لعدد من الأسباب هي: * ارتفاع نسبة السمنة وزيادة الوزن بين النساء في المملكة بوجه عام، بسبب العادات الغذائية وقلة النشاط الحركي. * أن مراكز التسوق وردهات الأطعمة فيها هي الخيار الأول لكثير من ساكنات المدن في عطلة نهاية الأسبوع والأعياد والإجازات. وتوافر المراكز الاجتماعية برسوم رمزية تسهم في ترشيد عملية الإنفاق على المنتجات الاستهلاكية. * هناك نسبة من نسائنا يفضلن ممارسة رياضة المشي في أماكن مخصصة لهن بعيدا عن أعين المارة ومضايقات الشباب في أرصفة المشاة التي قامت أمانات عدد من المدن الرئيسية مشكورة بتوفيرها للمشاة. * أن عدداً غير قليل من المراكز الصحية النسائية الخاصة متوافرة في المدن الرئيسية ولكن غلاء رسوم تقديم الخدمات فيها يجعلها تستقطب عضوات وفئات وشرائح اجتماعية ميسورة الحال، كما أن سياستها في العضوية مقيدة بشروط لا تقبل التقسيط أو المنح المجانية أو الخصم لذوات الظروف الاقتصادية الصعبة، أي أنها بعبارة أخرى تقول كما يقول إخواننا المصريون: اللي ما معهوش مايلزموش. خاتمة: ستتحقق الأماني - بإذن الله - بوجود مراكز نسائية تقدم الخدمات الاجتماعية والصحية والترفيهية في كل حي وفي كل مدينة بعد تسهيل إجراءات حصول مؤسسات القطاع الخاص على تراخيص العمل في هذا المجال المهم. وتغيير قناعات المؤسسات الخيرية بجدوى الاستثمار في مثل هذه المشاريع الاجتماعية، وتغيير قناعات بعض من أولياء الأمور بأهمية ارتياد النساء المراكز الصحية والاجتماعية والترفيهية النسائية.
إنشرها
مشروع يمهد لتوظيف 700 سعودية في أعمال صيانة وسباكة المدارس والمستشفيات
مشروع يمهد لتوظيف 700 سعودية في أعمال صيانة وسباكة المدارس والمستشفيات

تعددت خلال السنوات الماضية القرارات الحكومية والأهلية المشجعة لفرص جديدة للمرأة على خريطة سوق العمل السعودي...

سيدات أعمال: مشاركة المرأة في الانتخابات تجاوزت مرحلة إثبات الوجود
سيدات أعمال: مشاركة المرأة في الانتخابات تجاوزت مرحلة إثبات الوجود

اتفق عدد من سيدات الأعمال على أن مشاركة المرأة السعودية في انتخابات الغرف التجارية تجاوزت مرحلة إثبات...

رئيسة فريق الفتيات المتطوعات: نحن في المرتبة الأخيرة ولا بد من وجود ورش تثقيفية في المدارس
رئيسة فريق الفتيات المتطوعات: نحن في المرتبة الأخيرة ولا بد من وجود ورش تثقيفية في المدارس

صنفت رئيسة أول فريق تطوعي نسائي لإدارة المؤتمرات مكون من 50 فتاة المملكة في المرتبة الأخيرة من حيث انتشار...

عقب امتناع 124 عاملة آسيوية عن العمل .. تشغيل أول 70 سعودية في مهنة عاملة نظافة وعناية شخصية للمعوقين
عقب امتناع 124 عاملة آسيوية عن العمل .. تشغيل أول 70 سعودية في مهنة عاملة نظافة وعناية شخصية للمعوقين

نجحت إدارة مركز التأهيل الشامل في الأحساء في تشغيل أول 70 فتاة سعودية على وظيفة (عاملة نظافة وعناية شخصية)...

Author

وقفة متأنية مع ذاتك

|
يحتوي العالم على انطباعات وظروف وأحوال لا نهائية ولسنا قادرين إلا على استيعاب جزء ضئيل جدا منها، هو ذلك الجزء المصفى عبر تجاربنا وثقافتنا ولغتنا وحواسنا ومعتقداتنا واهتماماتنا وافتراضاتنا، ولذا فالعالم أغنى بكثير من الأفكار التي نحملها عنه وبتغيير هذا المرشح أو الفلتر الذي ندرك به العالم سيتغير هذا العالم من حولنا، لأن مشاعرنا ومواقفنا وتصرفاتنا ما هي إلا نتاج لأفكارنا التي نسجناها عبر مرشحاتنا الإدراكية، فمن ينشد الامتياز والتفاؤل والإيجابية سيواجه عديدا من الأحداث التي تدعم ذلك، ومن يبحث عن المشكلات سيجد الكثير منها. إن لم تكن راضيا عن وضعك الحالي فلا بد لك من وقفة متأنية مع ذاتك لاستكشاف أهم القناعات والمعتقدات التي تحرك حياتك وتشدك للوراء، والبحث في أسبابها ونتائجها والتعرف على مصادرها، ثم التساؤل بصدق عن الثمن الذي ندفعه يوميا من حياتنا بسبب احتفاظنا بهذه القناعات؟ وما الذي يمكن أن يحصل لو استبدلناها بأفكار إيجابية؟ فهناك مفاهيم وجراثيم فكرية إن لم نعمل على التخلص منها فلن تتغير أوضاعنا، وما لم تتغير نظرتنا إلى أنفسنا والناس من حولنا فلن يتغير ما بنا، وهو تغيير نفسي داخلي من حالة العجز المكتسب من خلال بعض البرمجات السلبية من المحيط والأسرة والمجتمع إلى الشجاعة الإيجابية مع زيادة رصيدنا من احترام الذات، والانتقال من موقف الضحية وانتظار الكرامات إلى موقف المسؤولية الشجاعة، فعندما يتغير منظورنا للحياة يتغير الإطار الذي نضع فيه الأحداث، وعندما يتغير الإطار يتغير المعنى والشعور وبالتالي ستتغير استجاباتنا مع أن الحدث نفسه لم يتغير، ولذا فإعادة تأطير المشكلة علاج سحري يستخدمه الناجحون والمتفائلون بكثرة ويعني أن نضعها في إطار جديد يتغير فيه معناها دون تغير شيء من حقائقها ويترتب على ذلك اختلاف المشاعر والأفكار المرتبطة بهذه التجربة وتتغير آثارها من محبطة ومحزنة إلى محركة وسعيدة ، وفي ذلك صيانة كبيرة لصحتنا النفسية والجسدية ، وإن التصميم على اختيار المنظور الإيجابي للتعامل مع المواقف هو صفة الحكماء، مما يجعلني أختلف في الرأي مع المتنبي في شعره الذي يقول فيه: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم وإن كان يريح بعض الناس أن يعزوا تعاستهم إلى عمق تفكيرهم فالحقيقة هي أن لها مصدرا مختلفا تماما!!
إنشرها
Author

أطفال المبيعات وليس الإشارات

|
القارئ الكريم: موضوع زاوية اليوم هو «أطفال المبيعات عند الإشارات» موضوع قديم متجدد، تحدث عنه زملائي وزميلاتي كتاب الأعمدة منذ سنوات، ومع ذلك أجد نفسي ملزمة بالكتابة عنه بعد تفشي هذه الظاهرة. ففي السنوات الأخيرة أصبح من المألوف وخاصة في شهر رمضان المبارك أن نشاهد أطفالاً من الجنسين ومن مختلف الجنسيات تراوح أعمارهم بين السادسة وحتى 12 وهم يسوقون منتجاتهم المختلفة عند إشارات المرور، وتتنوع منتجاتهم ما بين الفوط القطنية، والمناديل الورقية، وعبوات المياه، والحلويات... إلخ، ولو أمعنا في أسلوب هؤلاء الأطفال في البيع والترويج لبضاعتهم، لأمكن بالفعل أن نسميهم أطفال المبيعات بدلاً من أطفال الإشارات كما يسميهم البعض لأنهم يوجدون عادة عند الإشارات المرورية التي تكثر فيها حركة السيارات، ليسوقوا لمنتجاتهم بأساليب شتى: أولها تبدأ بالجانب النفعي بتوضيح الميزة التي تعود على المشتري من شراء منتجاتهم، وإنه في حال شراء قطعة تحصل على الأخرى مجاناً، وبعد أن يفشل ذلك الأسلوب يلجأون إلى استخدام الأساليب العاطفية لاستمالة المشتري بأهمية الشراء منه لأنه في حاجة إلى المال لشراء وجبة اليوم أو أنه يتيم الوالدين، وإذا فشلت تلك المحاولة أيضا ولم يستجب أي من ركاب السيارة يلجأ الواحد منهم إلى الدعاء للمشتري بخيري الدنيا والآخرة، ورحمة الوالدين وغيرها من الأدعية التي تستغل شفقة وعطف الراكب ويرق لها قلبه. في كل مرة أقف عند إشارة المرور أتعمد أن أحاور أطفال المبيعات وأستمتع بحديثهم، وقد لمحت في البعض منهم قوة الشخصية، والاعتماد على النفس، والثقة بالنفس، والقدرة على الحوار مع مختلف الأعمار والجنسيات، واللغات، والقدرة على الإقناع، والقدرة على اقتناص الفرص في كل سيارة بالتوجه مباشرة إلى النساء والأطفال دون بقية الركاب، وبعد أن تفتح الإشارة وأترك أطفال المبيعات أسأل نفسي عدة أسئلة وهي: ما واجبنا نحن كمواطنين تجاه هؤلاء التجار الصغار؟ هل يفترض أن نكون عقلانيين ونبلغ الجهات المختصة عنهم باعتبار وجودهم عند الإشارات مظهرا غير حضاري لا يتفق مع المستويين الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه بلادنا، أم نكون عاطفيين رحيمين بالطفولة وندعمهم بشراء منتجاتهم بأضعاف سعرها الحقيقي.أم نكون وسطاً ونتركهم على حالهم؟ ما أتمناه من كل أعماقي أن ينجح هؤلاء التجار الصغار وتتكون لدى أسرهم مبالغ مالية كافية تساعدهم عندما يكبرون على فتح مباسط نظامية أو محال تجارية بعيدة عن مخاطر إشارات المرور، وتلوث هوائها، وحرارة شمسها، وصقيع بردها، وأذى العابثين النفسي والجسدي، وتعليقات وسخرية الشباب الأوفر حظاً ممن لم يتذوقوا طعم الحاجة. لكن ماذا لو لم تتحقق أمنيتي هذه؟ فماذا سيكون مستقبل هؤلاء الأطفال، هل سيظلون في مهنة البيع هذه؟ وعند أي سن سيحالون إلى التقاعد؟ وماذا لو لم يرغبوا في الاستمرار في هذه المهنة الشاقة، هل سيتجهون إلى أحضان عالم الجريمة والسرقة، والمخدرات؟ كلمة أخيرة عملاً بتوجيه نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديثه عندما قال: «ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا» رواه أبو داود والترمذي فالقبض على هؤلاء الأطفال كما يقبض على المجرمين وإيداعهم مؤسسات الخدمة الاجتماعية سيؤدي إلى حرمانهم من أسرهم، فذلك أحد الحلول العلاجية التي تكلف الدولة مبالغ كبيرة وقد تكون لها انعاكاسات سلبية نفسية واجتماعية عديدة للأطفال وذويهم، ما نحن في حاجة إليه هو أن نشحذ قوانا وفكرنا ونكثف الجهود لإبعاد أطفال المبيعات عن إشارات المرور وغيرها من الأماكن من خلال خطة وطنية للقضاء على هذه الظاهرة بالتعاون والتنسيق بين جهات الاختصاص كافة، وبحيث تستهدف: ـ الوصول إلى أسر هؤلاء الأطفال سواء كانوا مواطنين أو مقيمين وتوفير الدعم النفسي والمادي والاجتماعي لهم. ـ إجراء الدراسات العلمية للتعرف على الأسباب الحقيقية التي تقف وراء امتهان أطفال المبيعات عملية البيع. ـ توضيح دور أفراد المجتمع بالدور المطلوب منهم للإسهام في القضاء على هذه الظاهرة. ـ فتح المجال للمتطوعين من أبناء المجتمع (مواطنين ومقيمين) للمساهمة في تطوير أوضاع هذه الفئة بالمشاركة في تقديم الخدمات التعليمية والنفسية والإرشادية والاجتماعية لهم وهم بين ذويهم.
إنشرها
Author

حارسات الأمن السعوديات

|
القراء الأعزاء كل عام وأنتم بخير، حديثي اليوم عن فئة وظيفية جديدة ظهرت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة وهن حارسات الأمن السعوديات اللواتي يعملن في المجمعات التجارية والأسواق النسائية والفروع النسائية بالبنوك، والمدن الترفيهية، وحفلات الزواج والمهرجانات النسائية وبعض منشآت القطاعين العام والخاص .. إلخ، وتنشط الحاجة إلى هذه الفئة كثيراً في شهر رمضان الشهر الكريم في المجمعات التجارية والأسواق التي تشهد إقبالا كبيراً من المتسوقات، حيث زادت في العادة داخل المجمعات التجارية عن الأعوام السابقة لأن القطاع التعليمي ما دون الجامعي والجامعي بطلابه وطالباته ومعلميه لا يزالون يتمتعون بإجازتهم الصيفية. ومن خلال معرفتي الشخصية ألخص فيما يلي بعضا من مهام حارسات الأمن وهي: الفصل بين المتشاجرات، وحماية المتشاجرات من التعرض للضرب والأذى، كشف حالات السرقة التي تتعرض لها المحال التجارية، المساهمة في تقديم الدعم للحالات الصحية الحرجة مثل الإسعافات الأولية في حالات الإغماء، وإطفاء الحريق، والإخلاء السريع في حالات الطوارئ، والكشف عن الهواتف المحمولة التي تحمل كاميرات لدى المدعوات في الحفلات والمناسبات والمهرجانات والأسواق، ومراقبة دخول المدعوات في المناسبات .. إلخ. الحقيقة التي يجب أن نعرفها جميعا أن هناك ارتفاعا في عدد حارسات الأمن السعوديات من حاملات الشهادات الجامعية والثانوية العامة، ومن مصلحتنا جميعنا عدم إهدار الوقت في تحليل الظروف الشخصية والاجتماعية والاقتصادية التي جذبتهن لهذه الوظيفة، لأنها أولا وقبل كل شيء مهنة كغيرها من المهن، لكن لنبحث سوياً عن المترتبات الإيجابية على دخول حارسات الأمن السعوديات سوق العمل، وذلك على المستوى الفردي والمؤسسي والمجتمعي، فبالنسبة لحارسة يحقق لها العمل في هذه المهنة فرصة للاعتماد على الذات مادياً، عملاً بمبدأ ''صنعة في اليد أمان من الفقر''، فضلاً عما يحققه لها العمل من فرصة لاستثمار قدراتها الجسدية وصفاتها الشخصية مثل: الجرأة والذكاء وسرعة البديهة وقوة الملاحظة، وحسن التصرف في التعامل مع السيدات. وفي هذا الصدد يقول السيد ديفيد أوجليفي'' العمل لا يقتل الإنسان، يموت الناس من الملل والضغوط النفسية والأمراض، كلما عمل الناس أكثر، شعروا بالسعادة وتمتعوا بالصحة''، أما المؤسسات التي توظف حارسات الأمن السعوديات فهي الرابح الأكبر، إذ يحقق التحاق السعوديات بالعمل لديها الفرصة لتقديم خدمة للمجتمع تدر عليها مبالغ مالية لا يستهان بها، فضلاً عن توفير التكلفة المادية العالية المترتبة على استقدام حارسات أمن من الخارج، غير ملمات بعادات وتقاليد وخصائص المجتمع السعودي. وحتى تستمر حارسات الأمن السعوديات في القيام بواجباتهن الأمنية نحونا أقترح ما يلي: * المبادرة بالتبسم في وجوههن وإلقاء السلام عليهن، وتقديم عبارات التشجيع والثناء، وعدم التعليق على عملهن بعبارات تحمل السخرية والاستهزاء. مثل :حرمة مسترجلة، أو عشنا وشفنا سعوديات حارسات!!! أو رشقهن بنظرات استغراب أو شفقة تسبب لهن الأذى النفسي. * على مؤسسات القطاع الخاص التي تقوم بتوظيف حارسات أمن سعوديات تحسين أوضاع هذه الفئة الوظيفية بمنحها مزيدا من الحوافز المادية والمعنوية والاجتماعية: مثل زيادة الرواتب، وتوفير برامج التأمين الطبي، وتقليل عدد ساعات العمل، والتسجيل في نظام التأمينات الاجتماعية. والتدريب لتطوير المهارات الوظيفية والمهارات الذاتية مثل اكتساب لغات أجنبية وإتقان مهارات الحاسب الآلي. خاتمة: أختي حارسة الأمن السعودية: فيما مضى كانت وظيفة الحراسة الأمنية حكراً على الذكور، والآن وقد دخلت ميداناً لم يكن متاحاً للمرأة من قبل، ثقي أن مشاركتك في خدمة المجتمع لا تقل أهمية عمن يعملن في ميادين أخرى فثابري والله يرعاك، وكل عام ووطننا بخير.
إنشرها
Author

إن من البيان لسحرا

|
في البدء كانت الكلمة، وأن الكلمات التي نستخدمها نحن البشر تملك تأثيرا عميقا في تجربتنا في الواقع، وقد يدرك معظمنا الدور القوي الذي لعبته الكلمات في تاريخ الإنسانية والقوة التي يملكها الزعماء والقادة والمصلحون في تحريك دوافع الناس وإقناعهم بتبني قضايا معينة غير أن القليلين فقط يدركون مدى قوتنا نحن أيضا لدى استخدام الكلمات لكي نحرك أنفسنا عاطفيا ونتحدى حدودنا المقيدة ونبث الحماس والقوة في أرواحنا حتى ندفع أنفسنا للحركة ونحقق أكبر قدر من الاستثمار لهذه الهبة الإلهية التي نسميها الحياة. معظم القناعات تتشكل من الكلمات، والكلمات هي التي تبدل القناعات وتؤثر تأثيرا قويا في أفعالنا، وأن الاختيار الفاعل للكلمات لوصف خبرتنا في الحياة من شأنه أن يعزز عواطف القوة في نفوسنا، أما الاختيار السيئ للكلمات فمن شأنه أن يدمرنا بالسرعة والقوة نفسيهما. إن معظمنا يختار كلماته دون وعي ولا يدرك أن الكلمات التي نختارها بحكم العادة إنما تؤثر في طريقة تواصلنا مع أنفسنا وبالتالي في تجاربنا ومعنى خبراتنا، فالناس الذين يستخدمون قاموسا فقيرا من الكلمات يعيشون حياة فقيرة من عواطف القوة والإنجاز، أما أولئك الذين يستخدمون قاموسا غنيا بالمفردات فلديهم علبة متعددة الألوان تمكنهم من رسم خبراتهم وعرضها بجمال ليس للآخرين فقط بل لأنفسهم أولا، ولكي نطور حياتنا علينا أن نقيم ونحسن القاموس الذي نستعمله لنتأكد من أنه يجرنا في الاتجاه الذي نرغب فيه بدلا من ذلك الذي نتجنبه. ها هي فرصتك إذن، امسك بزمام أمورك ولاحظ الكلمات التي تستخدمها واستبدلها بأخرى أكثر فعالية لمشاعرك، وما إن تستوعب قوة سحر الكلمات على حالتك النفسية ونوعية عواطفك حتى تصبح شديد الحساسية للكلمات التي تستعملها ويستخدمها من حولك، فإذا كانت هناك مجموعة من الكلمات التي تلفظها تسلبك القوة فعليك أن تستبدلها بأخرى تمنحك الحماس والطاقة، فكلماتنا لا تحمل لنا معاني حول تجاربنا فقط بل تفسرها للآخرين أيضا، وبمجرد تغييرك قاموسك المعتاد من الكلمات التي تستخدمها باستمرار لكي تصف العواطف التي تشعر بها فستتبدل على التو واللحظة كيفية تفكيرك ورؤيتك لحياتك وطبيعة علاقاتك، وإذا وجدت لديك مشكلة تواصل مع شخص ما فعليك أن تتحقق من الكلمات التي تستخدمها وأن تعيد النظر في انتقائك لها، وإذا كنت تعمل في مهنة تتعامل فيها مع كثير من الناس فمن واجبك أن تدرك قوة تأثير الكلمات فيهم، وفي النهاية تأكد من قدرتك على استخدام هذه الأداة البسيطة العجيبة في تشكيل مصيرك للأفضل.
إنشرها
سيدة تحول أزمتها في البحث عن عمل إلى توظيف الكثير من الفتيات خلال عام ونصف

سيدة تحول أزمتها في البحث عن عمل إلى توظيف الكثير من الفتيات خلال عام ونصف

خرجت سيدة من أزمة بحثها عن وظيفة إلى ابتكار مشروع للعمل وظف الكثير من الفتيات خلال سنة ونصف باجتهاد فردي،...

رفض نسائي لمواقع التوظيف الإلكترونية بسبب ظاهرة استغلال بياناتهن
رفض نسائي لمواقع التوظيف الإلكترونية بسبب ظاهرة استغلال بياناتهن

أكد الدكتور قحطان السلوم مدير عام أحد مراكز الاستشارات الإدارية والتطويرية، أن إدارات الموارد البشرية تواجه...

Author

قيادة الرجل أم قيادة المرأة؟

|
القارئ الكريم مهلاً، لا تحكم على المقال من عنوانه، فموضوعي ليس له علاقة بمقارنة بين كل من الرجل والمرأة في أسلوب قيادة السيارة، بل أسلوب قيادتهما للآخرين في بيئة العمل، فمنذ سنوات مضت كنا نحن العاملات في القطاع التعليمي عندما نجتمع في لقاءات غير رسمية نتطرق للحديث حول العمل وهمومه ومشكلاته، ابتداء من الرئيسة في العمل وانتهاء بالمستخدمين والمستخدمات، وفي السنوات الأخيرة، ونتيجة لمشاركة المرأة في مجتمعنا بالدخول في سوق العمل بصورة أكبر في مجالات غير تعليمية، أصبح الحديث عن الرئيس في العمل يحتل مكانة ضمن النقاشات، وتدور أبرز الملاحظات النسائية على سلوك الأنثى القيادي في الخوف من المحاسبة من قبل القيادات في المستوى الأعلى، والتمسك الشديد بالأنظمة واللوائح والإجراءات، والتركيز على الأهداف الآنية الصغرى دون الكبرى، وعدم الجرأة في اتخاذ القرار، لكن ذلك يصاحبه تقدير للظروف الشخصية والاجتماعية للعاملات، وهناك رأي خاطئ من بعض الإناث اللواتي يجزمن أن المرأة عدوة لنجاح المرأة، والرجل المدير أكثر سهولة في التعامل في بيئة العمل. أما المدير الذكر فدائماً تصفه الأنثى بأن سلوكه الإداري يركز على العمل ممزوجاً بالمرونة في تطبيق الأنظمة واللوائح، وهو أيضاً أكثر جرأة في اتخاذ القرار، لكن ما ينقصه هو عدم فهم خصائص الأنثى الفسيولوجية والنفسية مما ينجم عنه عدم تقديره الحالة الصحية والأسرية والاجتماعية. في الإطار ذاته اطلعت على دارسات أجنبية وعربية حول الفروق بين الجنسين في نمط القيادة الإدارية، ومنها دراسة محلية أجرتها الباحثة الدكتورة سارة المنقاش بعنوان «القيادة فوق الجماعة والقيادة مع الجماعة: دراسة مقارنة بين نمطي قيادة الذكور والإناث في جامعة الملك سعود في الرياض» عام 1428هـ، وتوصلت بعض من نتائجها إلى أن الرئيسات يمارسن نمط القيادة فوق الجماعة (الاهتمام بالعمل أكثر من العلاقات الإنسانية) بنسبة أعلى من نسبة الذكور، وهذه النتيجة تتفق مع عدد من الدارسات السابقة العربية التي تناولت الموضوع نفسه. ما استخلصته من هذه المقارنات العلمية وغير العلمية هو أن لكل مدير أو قائد ذكرا أو أنثى سلبيات وإيجابيات، فالشكوى والتذمر وتوجيه النقد للرئيس والبقاء في دوامة المقارنة بين نمط القيادة بين الجنسين لن يحقق أي مكاسب، بل قد يضر بالعاملة التي تترك عملها بحجة استبداد المديرة ومزاجيتها في التعامل وتتجه للبحث عن عمل يكون مديرها فيه ذكراً، أو العكس فما الحل إذن؟ يقول الحق تبارك وتعالى في (سورة آل عمران: 36) «وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى» «أي أنهما مختلفان في جميع خصائصهما النفسية والجسمية والعقلية والإبداعية والأكاديمية والسلوكية، أضف إلى ذلك تأثير أساليب التنشئة الاجتماعية على طريقة التعامل مع الجنس الآخر، لذا أرى أن من الأفضل للمرأة التي تعمل بإشراف مدير ذكرا كان أم أنثى أن تتمتع بذكاء اجتماعي عندما تتعامل مع المدير، فالذكي هو السعيد، ويتطلب ذلك منها فهم شخصية المدير ومعرفه نقاط قوته وخصائصه النفسية ومن ثم تكييف الذات للتعامل معه من هذا المنطلق، وتطبيق بعض من الاستراتجيات التي تزخر بها أدبيات الإدارة للتعامل بذكاء مع المدير، أو الالتحاق بالدورات التدريبية العديدة لتنمية المهارات والقدرات في التعامل مع الرؤساء .
إنشرها
بنك التسليف يقرض 5 رائدات أعمال للبدء بمشاريع صغيرة
بنك التسليف يقرض 5 رائدات أعمال للبدء بمشاريع صغيرة

وافق بنك التسليف على إقراض خمس رائدات أعمال، بعد اجتيازهن الدورات التي نظمها مركز تنمية المنشآت الصغيرة في...

Author

فاصفح الصفح الجميل

|
في حياة كثير من الناس كانت هناك إهانات أو خيانات وغدر ومشكلات عاطفية ومعنوية تركت علامات محفورة في النفس من الصعب علاجها، نشعر إزاءها أننا لا نستطيع مسامحة أولئك الذين أسهموا في حدوثها، حيث يكون الشعور بالألم والإحباط والإساءة عميقا جدا ونرى أنهم غير جديرين بالصفح عنهم. إن العائق الأساسي للصفح هو عدم فهم ما هو الصفح بوضوح، فهناك من يخلط بين الصفح والتغاضي عن الأفعال السيئة، والبعض يعتقد أن الصفح يعني نسيان ما حدث أو استحسان السلوك الخاطئ، كما يخشى البعض من الصفح لأنهم يعتقدون أنه يعني المصالحة مع من أساءوا إليك وتركهم يفرون بأخطائهم، أو تجميد المشاعر والتخلي عن حقنا في الغضب والانفعال، فما الذي يعنيه الصفح؟ إن الصفح هو تلك الراحة التي تشعر بها حين تنتصر على معاركك الداخلية، وهو ملك لك وليس لمن أساء إليك، واستجماع للقوة وتحمل لمسؤولية مشاعرك الداخلية، وتحرير لك من هواجس النفس الأمارة بالسوء، التي توجه لنا الرسالة تلو الأخرى بأننا نحيا في عالم لا إنصاف فيه وتغرينا بأن نمارس فيه دور الضحية ونلقي بالسخط على من حولنا ونتهمهم بأنهم سبب تعاستنا، وتدفعنا للشعور بأننا حمقى إذا لم ندافع عن أنفسنا ونلوم الآخرين، وآخر ما تريدنا الاقتناع به هو أننا نملك حق الاختيار بألا نكون ضحايا، فنختار الحب بدلا من الخوف والصفح بدلا من أن نستبقي بداخلنا الشعور بالمرارة والحسد والتذمر، ولذلك فهو أقوى علاج لحياتنا الداخلية والخارجية. إن القرار بعدم التسامح هو قرار بالمعاناة، أما الصفح فهو عملية تحويلية في النظر للعالم، كما أنه الممحاة التي تزيل آثار الماضي المؤلم وتحررنا من قيود الغضب والخوف التي فرضناها على عقولنا، وإذا كنا نحرص دوما على معرفة الآثار الجانبية للأدوية التي ندخلها أجسادنا، فعلينا أن نرعى وبحذر الأفكار التي نودعها أدمغتنا تماما مثل تلك الأدوية، وأن نعي فداحة الآثار السامة التي يحملها العقل غير المتسامح التي تؤثر تأثيرا سلبيا في سعادتنا وصحتنا، والإنسان حينما يفقد التسامح والصفح يفقد الصحة. لقد دعا الإسلام للارتقاء بالسلوك في التعامل مع الآخرين، ودعوته للأخلاق ولصيانة العلاقات بين الناس هي دعوة لحفظ نفسك وصحتك وحالتك أولا ثم حفظ صحة المجتمع والآخرين، لأن كل عناصر الكون تتفاعل باشتباك حميمي، وأعظم ما يمكن أن يقترفه الفرد بحق نفسه والآخرين هو البغض وقتل الحب، لأن ما نبنيه في الداخل سنسكنه في الخارج.
إنشرها
Author

بر وبحر وجبل بلا مخلفات

|
ما إن أمسكت قلمي لكتابة مقالة هذا الأسبوع حول حملات نظافة الأماكن العامة والمتنزهات حتى سمعت صوت ''العم نظيف'' يناديني قائلا:« تعالي معي يا ابنتي لتري»، وأخذني في جولة سياحية بدأت بكورنيش مدينة جدة، وكم كانت فرحتي عظيمة عندما شاهدت أرصفته نظيفة خالية من القاذورات وقطع الزجاج المتكسر وقشور الفصفص، أما القطط التي تتجول بين المتنزهين بحثاً عما لذ وطاب من أطمعة دسمة فلا وجود لها، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى جبال الشفا قرب مدينة الطائف، حيث شاهدت المتنزهين يفترشون الأرض في المرتفعات النظيفة الخالية من المخلفات البشرية والحيوانية، أما أكياس المهملات البلاستيكية التي تبعثرت بفعل الرياح ثم استقرت على غصون الأشجار فقد اختفت تماماً، وأخيرا أخذني ''العم نظيف'' إلى أحد المتنزهات البرية الصحراوية خارج مدينة الرياض، وشاهدت كثبان الرمال الذهبية ممتدة لمسافات بعيدة مشكلة لوحات فنية جميلة، وبدا لي أن قدم إنسان لم تطأها منذ أعوام، فلا أكياس مهملات هنا وهناك، ولا عظام خرفان ولا كراتين ورقية تشوه روعة المكان. وبنهاية الجولة بادرني بالسؤال: الآن اخبريني يا بنيتي هل هذا مستوى النظافة الذي تنشدين في الأماكن والمتنزهات؟ قلت له نعم يا ''عم نظيف'' نعم وألف نعم، هذا ما أطمح إليه أنا وكل مواطن غيور على متنزهات هذا الوطن. القارئ الكريم: حلقت بخيالي برفقة ''العم نظيف'' في هذه الجولة السياحية الافتراضية بعدما اطلعت على خبر نشر في العدد (5634) من صحيفة ''الاقتصادية'' بتاريخ 18/3/1430هـ عن حملة ''بر بلا نفايات'' التي نفذتها مشكورة أمانة منطقة الرياض، بدعم ومشاركة فاعلة من عدة جهات حكومية وخاصة بهدف تعزيز الوعي البيئي لدى المواطن والمقيم وإيجاد متنزهات نظيفة خالية من الأمراض. ولعل القارئ الكريم يتفق معي على أن الحملات التي تقوم بها مختلف الجهات المسؤولة عن نظافة الأماكن العامة تستهلك الوقت والجهد والمال، ومع ذلك فهي مستمرة من عام إلى آخر، ويتم خلالها جمع أطنان من المخلفات الورقية والبلاستيكية والزجاجية من الأماكن السياحية البرية والجبلية والصحراوية مما يدفعنا إلأى طرح عدة تساؤلات وهي: هل حدث انخفاض في عدد الأطنان من المخلفات سنوياً أم لا؟ هل انعدام الوعي لدى المتنزهين هو السبب؟ هل هناك جزاءات صارمة بحق المتنزهين المتهاونين في المحافظة على نظافة الأماكن العامة؟ هل رمي المخلفات في الأماكن والمتنزهات ظاهرة محلية نتميز بها عمن حولنا من خلق الله؟ هل نلقي كالعادة باللوم على نظامنا التعليمي ومناهجنا الدراسية ومعلمينا لتقصيرهم في معالجة هذه الظاهرة غير الحضارية؟ إن رمي المخلفات والتهاون في الحفاظ على نظافة الأماكن العامة ظاهرة مضرة بصحة كل فرد في المجتمع، وهي محصلة لعدة متغيرات وعوامل، وبدلاً من أن نسأل من المسؤول، علينا أن نفكر سوياً ونحدد كيف لنا أن نسهم في القضاء عليها، فهناك جهات عديدة يمكنها الإسهام ومنها الأسرة: لكونها المحضن الأول للفرد ومسؤوليتها في تنمية الشعور أن نظافة الأماكن العامة والخاصة وحدة متكاملة لا تتجزأ. أما المدرسة: فيجب أن ترتقي بمستويات الأهداف التربوية في المجال الوجداني من مجرد الاكتفاء بتنمية الوعي لدى الطالب بقضايا نظافة البيئة إلى جعل الطالب يتبني قيم النظافة ويحولها إلى سلوكيات وممارسات يومية، وإدارة المتنزهات العامة هي الشريك الفاعل وعليها تكثيف الجولات الميدانية لمتابعة المتنزهين وتسجيل قسائم مخالفات بيئية بحق المتهاونين، مع توفير عدد كاف من سلال المهملات والحاويات والسيارات لجمع النفايات أولا بأول، إلى جانب توفير العدد الكافي من دورات مياه وبمواصفات عالمية تحفز المتنزهين على استخدامها بدلا من قضاء الحاجة في الخلاء. خاتمة: في زمن الطفولة علمتنا المدرسة أن النظافة من الإيمان، ولا بد منها عند ممارسة الشعائر والعبادات، كما أن فيها صحة للأبدان، لكنها لم تعلمنا أن الازدواجية القيمية سلوك بغيض في الإنسان الذي يفتخر بانتمائه لأمة الإسلام وبرمي المخلفات الورقية وبقايا الأطعمة في غير مكانها المخصص في الأماكن العامة والمتنزهات، ويضر نفسه ومجتمعه تبعاً لذلك.
إنشرها