الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الاثنين, 15 ديسمبر 2025 | 24 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.44
(-0.71%) -0.06
مجموعة تداول السعودية القابضة154.7
(0.65%) 1.00
الشركة التعاونية للتأمين123.1
(0.98%) 1.20
شركة الخدمات التجارية العربية126.6
(-0.16%) -0.20
شركة دراية المالية5.37
(0.37%) 0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب32
(-0.62%) -0.20
البنك العربي الوطني21.75
(-0.23%) -0.05
شركة موبي الصناعية11.4
(0.88%) 0.10
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.9
(0.26%) 0.08
شركة إتحاد مصانع الأسلاك21.16
(1.20%) 0.25
بنك البلاد25.1
(0.40%) 0.10
شركة أملاك العالمية للتمويل11.36
(0.62%) 0.07
شركة المنجم للأغذية52.7
(-0.85%) -0.45
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.64
(-1.85%) -0.22
الشركة السعودية للصناعات الأساسية53.55
(-0.83%) -0.45
شركة سابك للمغذيات الزراعية113.8
(-1.04%) -1.20
شركة الحمادي القابضة28.42
(-0.14%) -0.04
شركة الوطنية للتأمين13.21
(-0.68%) -0.09
أرامكو السعودية23.93
(0.17%) 0.04
شركة الأميانت العربية السعودية16.87
(1.32%) 0.22
البنك الأهلي السعودي37.54
(-0.11%) -0.04
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات29.12
(-0.75%) -0.22

رغبت في مقالة اليوم التحدث عن مهارات جمع المعلومات لدى الباحثين والباحثات الميدانيات، بعدما حدث لي موقف مع شابة ملتزمة بحجابها الشرعي طرقت باب الشقة التي أسكنها في مدينة جدة في الأسبوع الماضي، ويدل صوتها على أنها لا تتعدى الـ 30 من العمر، ودون مقدمات أو حتى اهتمام بالتعرف على رغبتي في المشاركة بالرأي، بادرتني بطلب الإجابة عن الأسئلة في استمارة المسح التي بين يديها، ولأن الطريقة التي قابلتني بها ليست مقبولة لدي، فقد راودتني فكرة إغلاق الباب في وجهها خوفاً من أن تكون لها نوايا كالسرقة وغيرها، ولكن بحمد الله تريثت قليلاً ودار بيننا الحوار القصير التالي: طلبت منها بطاقة العمل وتصريح العمل؟ فأخرجتهما من ملفها. ثم سألتها ما الجهة المشرفة على المسح؟ فأفادت بأنها إحدى الجمعيات الخيرية في مدينة جدة، ومن سرعة إجابتها لم أستوعب اسم الجمعية. وأخيراً قلت لها ما أهداف المسح؟ فأجابت باقتضاب: جمع بيانات عن احتياجات السكان المادية، وأخيراً قلت لها هل سيتم تزويدنا بنتائج المسح باعتبارنا مشاركين في بياناته؟ قالت لا أعلم. وفي نهاية الحوار تأكدت من مشروعية عملها، لكن ظل لدي شعور بعدم الارتياح النفسي من إجاباتها المقتضبة، ثم حدثت نفسي قائلة، إذا كانت الشابة لا تمتلك المهارات، فلن أحرم وطني من المعلومات. ولذلك بادرتها الآن هات ما لديك من أسئلة. وفي سرعة فائقة طرحت علي جميع أسئلتها المتعلقة بأوضاع الأسرة المادية ومقدار الدخل وعدد أفرادها وحالتهم الاجتماعية، ورقم بطاقة العائلة... إلخ، ثم انتزعت ملصقا بعنوان» اكتفاء: المعادلة الرابعة»، وثبتته على باب الشقة، ورمت مخلفاته على الأرض، وهرولت مسرعة صوب الدرج دون كلمة شكر.

أغلقت باب شقتي وعدت أحدث نفسي وأسألها: هل هذه الطريقة هي الطريقة النموذجية التي تطبقها الدول من حولنا عند استطلاع رأي الجمهور والعامة من أبناء المجتمع في المنازل؟ وهل تم الإعلان عن هذه الحملة في وسائل الإعلام المحلية ليتهيأ لها الجمهور قبل بدئها؟ وهل تم تدريب الشابة على مهارات جمع المعلومات قبل انطلاقها للميدان؟ وهل تم توعيتها بخصائص المجتمع السعودي الذي يتمتع بالمحافظة وعدم الرغبة في إفشاء أدق خصوصياته إلى الغرباء، وهل تم اختيار الشابة للقيام بجمع البيانات لتوافر الصفات الشخصية فيها مثل الأناة واللباقة وسعة الصدر؟ وهل تم إكسابها مهارات الاتصال الفعال مع الجمهور لكسب تعاونهم؟ وهل تدرك هذه الشابة عظم المهمة التي تقوم بها ومدى تأثير لغة الجسد في درجة تعاون الأفراد المستجيبين؟ وهل هناك متابعة وتقويم لأدائها في الميدان من قبل الجهة التي أرسلتها؟ وأخيراً ما نسبة الخطأ في بيانات جمعت على عجل؟

هذه أسئلتي ويهمني أن يجيب القارئ الكريم عنها لنصل معاً لفكر ورؤية موحدة بما يجب القيام به من أجل نجاح استطلاعات الرأي والمسوحات التي تنفذها القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية. فالأسرة أصغر وحدة اجتماعية ومصدر مهم من مصادر البيانات والمعلومات التي تتخذ في ضوئها القرارات الاجتماعية والإدارية والاقتصادية، واستقصاء المعلومات منها يحتاج إلى الباحثين الميدانيين المتمكنين من مهارات جمع البيانات على أصولها السليمة.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية