الدوري .. شطرنج

يقول محترفو لعبة الشطرنج: "عليك أن تفكر في الخطوة الثالثة قبل تحريك القطعة الأولى، وإن استطعت أن تحسب الرابعة فهذا أفضل"، والمعنى في ذلك يشير إلى أنك يجب أن تسبق منافسك وتجبره على التفكير في خطواتك ولا تترك له مساحة في التخطيط لإسقاطك، بحيث تمنحك خطواتك المتقدمة حرزا من أي مفاجأة. المقولة ذاتها يمكن استخدامها في الدوري السعودي الذي بدأ للتو.
..المستويات متقاربة بين أغلب فرق المنافسة مع بعض الفروق البسيطة لبعضها على الآخر، وما يحسم الأمر هو تفاصيل صغيرة، مرتبطة بالرغبة، والتصميم، والتخطيط المرحلي الدقيق.
..في الألقاب التي حققها الفتح والنصر في المواسم الثلاثة الأخيرة، منح الاندفاع السريع نحو جمع النقاط في الدور الأول، المتصدر قوة أكبر في الدور الثاني. وهنا يظهر التخطيط المرحلي، المعتمد على القراءة الدقيقة لجدول المسابقة، إذ إن التوقفات المتكررة بالذات في الدور الأول تحتاج إلى مثل هذه الاستراتيجيات. الخماسي المرشح للمنافسة على اللقب يحتاج إلى جمع النقاط الست كاملة قبل توقف الحج، وقبل أن يتحول بعضهم إلى أرنب سباق، وعند التوقف ستكون الفرصة متاحة لتغيير مدربين أو لاعبين، وأظن واحدا من مدربي الأربعة الكبار سيغادر في تلك الفترة مهما فعل. أيضا ستمنح فترة التوقف بعض الأندية فرصة تعديل خياراتها في اللاعبين الأجانب.
..ومع كثرة التوقفات سيتأثر ثبات مستويات الفرق، ستسهم الغيابات والعودة في إيجاد بعض التثاؤب، ولذلك من الأفضل للفريق الباحث عن اللقب عدم البدء برتم عال في مبارياته، عليه أن يلعبها بطريقة المختصر المفيد، تجميع نقاط وتوفير الطاقات العليا إلى حين اشتداد المنافسة، وصم الآذان عن الانتقادات الجماهيرية العاطفية التي تتوجس الخطر دائما أكثر من بعث التفاؤل.
..الخبرات التي مرت بها فرق النصر، الأهلي، والهلال في المواسم الثلاثة الماضية، من المهم الاستفادة منها في المنافسة الحالية، على الأهلاويين أن يتعلموا من تفريطهم المبكر في النقاط، ومن الحكمة أن يعرف الهلاليون أن البيض إذا جمع في سلة واحدة، حتما سيفقد بعضه، أما النصراويون فعليهم أن يعرفوا جيدا أن الثقة الزائدة قد تفضي إلى غرور قاتل، يدمر في لحظة كل شيء تم بناؤه في سنوات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي