الاستراحات وأسعار الصيف !!

[email protected]

الاستراحات عامرة هذه الأيام – ما شاء الله لا قوة إلا بالله - بالمرتادين من المستأجرين باليومية وأغلبها لمناسبات اجتماعية بهدف الالتقاء أو إقامة حفلات الزفاف. وهي بالمناسبة حلت مشكلة غلاء قصور الافراح والفنادق ذات الأسعار الخيالية وأوجدت بدائل لذوي الدخل المحدود لإقامة الأعراس والحفلات.
والاستراحات ملتقى يجتمع فيها فئة من الشباب والشيبان معظم أيام الأسبوع إن لم يكن كلها للهرب من ضغوط البيت والعمل، وهناك استراحات تؤجر يوم في الاسبوع لمدة سنة.
وبالمناسبة طفرة الاستراحات بدأت في الرياض قبل أكثر من 20 سنة تقريبا وبدأت في جنوب شرق الرياض في أحياء السعادة والفيحاء وما جاورها، والموانسية شمال غربي الرياض وتطورت وانتشرت في مواقع أخرى في أطراف الرياض وضواحيها. ومن مزايا هذه الاستراحات أنها جمعت بعض الشباب في موقع واحد لمشاهدة القنوات الفضائية ولعب الورق وممارسة الرياضة بعيدا عن البيوت والمقاهي والشوارع. وأيضا أصبحت متنفسا للأسر في عطلات نهاية الأسبوع. وتطور استخدامها كبديل لإقامة الحفلات والمناسبات وهذا شيء محمود.
ومن الناحية الاقتصادية أصبحت مصدر دخل لبعض الأفراد ممن لديهم سيولة من خلال تشغيلها في هذا القطاع. وبرغم عدم وجود أحصائيات لحجم الاستثمار في الاستراحات إلا أني أكاد أجزم أنها بمليارات الريالات هي حصيلة قيمة الأراضي والمباني والعائد من التاجير والبيع. وهو مصدر جيد لتدوير رؤوس الأموال وتشغيلها بدلا من تجميدها في البنوك ودون فائدة سوى للبنك.
أما السلبيات والملاحظات على الاستراحات والاستثمار فيها أن الشروط والتشريعات الفنية والصحية والبيئية التي لابد أن يلتزم بها الملاك، لا نعلم عنها شيئا وهل هي موجودة أو معمول بها وعليها رقابة من قبل الأمانات أم هي مجرد فسوحات تعطى والسلام؟
لأن بعض الاستراحات من خلال مانسمع ونقرأ ونشاهد فهي تستخدم لأغراض مشبوهة والبعض الآخر يقيم فيها عمالة بعضها نظامي والاخر غير نظامي، أيضا بعضها أصبحت تستخدم لتربية الماشية والحمام والدجاج – أعزكم الله - ومختلف أنواع الحيوانات. وأنا في هذه الجزئية لا أقصد الاستراحات خارج المدن وإنما داخلها وفي بعض المخططات التي يوجد بها فلل سكنية داخل النطاق العمراني لمدينة الرياض مثل الأحياء التي ذكرتها مسبقا.
من السلبيات أيضا مستوى النظافة داخل الاستراحات ووجود القوارض والحشرات وضعف الاهتمام بالتشجير واستخدام المياه العذبة لسقيا الزرع والغسيل وغيرها.
وأخيرا ما يفتقده هذا القطاع المهم تنظيم فئات الاستراحات من ناحية الدرجة. هل هناك تصنيف لها؟! فالأسعار تخضع لمزاج الملاك وهناك مبالغة في بعضها وخصوصا فترات الأعياد والصيف وعطل نهاية الأسبوع.
نتمنى أن تكون استراحات المدن جزءا من منظومة الاستثمار الجيد والمنظم في القطاع العقاري وتكون مصدرا للراحة من جميع الجوانب وتتوافر فيها جميع الاشتراطات الفنية والصحية والبيئية، مع ضرورة المتابعة الدورية والجولات الميدانية من قبل الجهات الحكومية والرقابة على كل شيء بما فيها الأسعار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي