بلادنا .. وقرار الحرب والسلم

بعد انتهاء المرحلة الأولى من "عاصفة الحزم" بنجاح، يجدر بنا أن نقف للتأمل في دور كل شرائح المجتمع، بمساندة تلك الخطوة الشجاعة، ما وفر لها بيئة اجتماعية حاضنة.. وأستطيع الحديث عن شريحة كُتَّاب الرأي التي أنتمي إليها، فأقول: كانت مشاركة الكُتَّاب في دعم "عاصفة الحزم" فاعلة ومؤثرة، فلا تخلو صحيفة من مقال أو مقالات حول "العاصفة" منذ انطلاقها حتى تحقيقها لأهداف المرحلة الأولى منها .. ولا تخلو قناة فضائية محترمة من كاتب يتحدث ويحلل .. ولا تحصى التغريدات اليومية للكتاب حول أهداف "العاصفة" والنجاحات التي تحققها يوما بعد يوم.. ومن هنا يمكن القول إن كُتَّاب الرأي "في عين العاصفة" .. امتدادا لما بدأه الدكتور غازي القصيبي أثناء "عاصفة الصحراء" لتحرير الكويت، فالدكتور القصيبي كان كاتب رأي.. نثرا وشعرا.. وكُتَّاب الرأي في غمرة الحدث المفاجئ كانوا وما زالوا بحاجة إلى إيجاز عسكري وسياسي يختلف عن الإيجاز اليومي للصحافة .. فالكاتب يتطلع إلى معلومات من المسؤول المختص سياسيا وعسكريا للاستعانة بها بشكل غير مباشر عند كتابة مقالاته، سواء عن "عاصفة الحزم" التي لم تتوقف تماما كما يظن البعض .. أو عن برنامج "إعادة الأمل"، وهي مرحلة مكملة لـ"عاصفة الحزم".
وما دمنا بصدد الحديث عن "عاصفة الحزم" بمراحلها كاملة، فإن أكثر ما ركز الكُتَّاب عليه منذ انطلاقها التأكيد على أن بلادنا تملك قرارها كاملا بما في ذلك قرار الحرب والسلم الذي يفتقده الكثير من الدول .. وهذا ما رفع سقف العزة والكرامة في نفوس أبناء هذه البلاد خاصة وفي نفوس العرب والمسلمين بصورة عامة .. والمتأمل للحروب التي خاضتها الدول العربية خلال العقود الماضية يجد أنها انتهت قبل أن تبدأ بهزيمة من الطيران الإسرائيلي المتفوق عليها .. ولذا فإن بلادنا بقيادتها الواعية قد ركزت على تطوير سلاح الطيران .. وأولى الأمير سلطان بن عبدالعزيز هذا القطاع اهتماما خاصا؛ حيث تم تأمين أحدث الطائرات، والأهم من ذلك دَرَّب صقور الجو السعوديين في الداخل والخارج.. ومن هنا جاء التفوق الكبير في قواتنا الجوية حتى أصبحت قوة يحسب لها ألف حساب .. طبعا إضافة إلى قطاعات القوات المسلحة الأخرى.
وأخيرا: لقد ظهرت في "عاصفة الحزم" علامات تميز إعلامي أسعد كل من تابع الإيجاز الصحافي العسكري الذي يقدمه بكل مهنية وتمكن العميد أحمد عسيري .. وفي المقابل كان للسفير عادل الجبير إيجاز سياسي يخاطب الإعلام الغربي باللغة التي يفهمها .. ويواكب كل ذلك مشاركة لكتاب الرأي، وبرامج تلفزيونية تغطي كل الجوانب، وتفند مزاعم المرجفين، وترد على أكاذيبهم بأسلوب هادئ ومقنع .. حفظ الله بلادنا من كل سوء، وأعاد لليمن الشقيق الأمن والاستقرار ليواصل مسيرته مع دول الخليج العربية حتى يعود بإذن الله يمنا سعيدا كما عرف من قبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي